بطولة أم.. أنقذت ابنتها من الاغتصاب وأوقعت بنفسها خلف القضبان
كتب - محمد العراقي:
فزعت الأم مما شاهدته، عندما وجدت ذئب يلتهم ابنتها وكأنها فريسة يسيطر عليها، في حين أن الابنة عجزت عن الخلاص من بين قبضات يده بشتى الطرق التي تستخدم للمقاومة، وما أن آبت بمكان الواقعة، سمعت صرخات، وإغاثات ابنتها، ليفقد عقلها أثناء رؤية هذا المشهد، ليقنعها الشيطان أن المفتاح الوحيد لإنهاء الموقف على أرفف ركنة المطبخ، وبلا تردد أو تفكير ترحب بدعوته، وبأقصى سرعة تستقل سكينا، وتقبض ويدها مستميتة وبكل قوتها تسكنها في جسد الذئب، ليقع غارقا في دمائه، وينهى حياته، ويودع دنياه.
البداية كانت عندما اعتاد المجنى عليه ''خالد'' والذى توقف عمره عند الخامسة والعشرون ربيعاً، زيارة عمه، والذى يقطن بمنزل زوجته وابنتيها؛ حيث أن زوجته ''هناء'' سبق لها الزواج من قبل، ورزقت من زوجها الأول، بابنتين، وقامت برعايتهما إلى أن بلغوا الحلم، وبعد أن أرسخ جميع قوانين الاحترام على مدى زياراته المتكررة لمنزل زوجة عمه، نشأت ثقة عمياء بينهما، إلا أن الهدف من ذلك استبعاد الجميع عن نواياه حفبدأ يشتهى بنظراته للابنة الكبرى لزوجة عمه، طيلة جلسته بالمنزل معهم .
وعلى الرغم من ملاحظة ابنتها لنظراته، إلا أنها لم تعتقد أن شيطانه سيتغلب عليه، وأوهمت نفسها أن ما لاحظته من نظرات ليس بصحيح لنواياه، وأن تلك النظرات غير مقصودة، فخافت أن تساق وراء أوهامها، وتحدث مشاكل، إلا أن أكد لها الأمر فيما بعد.
وبذات اليوم ذهب لزيارة عمه كعادته، وقام بطرق جرس الباب واستقبلته ''ريماس'' ابنة زوجة عمه، وجلس بالغرفة المهيئة للاستضافة والمصممة كأول غرفة بالشقة، وذهبت لتحضر له مشروب الضيافة، ولم تبلغه أن والدتها بالغرفة الداخلية من المنزل؛ فبدأ يستكشف ويستحس لأصوات أحد من باقى عائلتها.
إلا أن شيطانه وفر عليه شوطاً طويلا فى عملية الاستكشاف، وأسند إليه الحيلة التى سيفتك بها فريسته، ليسير على أطراف أصابعه، ويتقدم نحو المطبخ، وتفاجى ''ريماس'' بالضيف يحيط بجسدها، ولكن فى صورة ذئب وليس ''خالد'' الذى ادعى أدبه وأخلاقه، ليقترب منها، ويحاول انتزاع ملابسها بكل قوته، لتقابله بصرخاتها العالية، ومحاولة للتخلص من الموقف، لتأتى الأم من غرفتها مسرعة على صرخاتها، لتجد ابنتها تستنجد بصوت عال وتحاول أن تفلت من بين يديه؛ فلم تتمالك ولم تفكر؛ حيث أحضرت سكيناً أتاحتها الصدفة لتكون بجانبها، وتتوالى بطعنات شديدة القوة، فى مناطق متفرقة بجسده.
وحول الجريمة جاءت قوة من المباحث، لتشهد على مسرحها، وتثبت الواقعة فى السجلات الخاصة بإدارتها، بعد أن قام بمعاينتها رئيس مباحث قسم شرطة الساحل لتأكد أن الأم ''هناء'' هي من ارتكبت الجريمة.
ويأتي قرار النيابة العامة مصوغاً به: ''إحالة المتهمة للمحاكمة الجنائية لارتكابها جريمة القتل العمد للمجنى عليه ''خالد. م''، وذلك لما أنتجته الطعنات بالسلاح الأبيض ''سكين''، وذلك عقب محاولته اغتصاب نجلتها، وذلك أثناء محاولتها الدفاع عنها، عند قيامه بالإمساك بابنتها بالقوة، وإجبارها على خلع ملابسها، فقامت بطعنه بأماكن متفرقة بالجسد، مما أدى إلى وفاته قبل نقله إلى المستشفى.
وبأولى جلساتها، اليوم الأحد، قررت محكمة جنايات شمال القاهرة، برئاسة المستشار مصطفى الكومي، وعضوية المستشارين سمير أسعد، ورضا عبدالقادر، بأمانة سر مصطفى شوقى، تأجيل نظر القضية المتهم فيها ''هناء .م .س'' 38 سنة'' ربة منزل لارتكابها جريمة قتل نجل شقيق زوجها عمداً، لجلسة 2 يونيو لحضور الشهود.
فيديو قد يعجبك: