ليلة غضب فيها زكريا عزمي من حبيب العادلي..وكاد أن يُحاكم 300 ضابطًا
كتب - محمد الصاوي:
عقارب الساعة تعلن الثامنة صباحًا، حرارة الجو تشتد، تحركات الضباط تشبه خلية النحل.. "الريس جاي. فاضل نص ساعة، أغلقوا طريق السير بعد ما الريس يعدي"، ليلة عصيبة قضاها ضباط المنيا في 2009، كادت أن تنتهي بإقالة ومحاكمة 300 منهم على الأقل" بعد خلاف نشب بين زكريا عزمي والقيادات الأمنية تحت قيادة حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، يرويها اللواء محمد نور.
يقول "نور"، في حينها كنت أشغل منصب مساعد وزير لقطاع شمال الصعيد وأقوم بالأشراف على 4 مديريات أمن على رأسها المنيا، تم إعلامنا بقدوم الرئيس مبارك لافتتاح بعض المشاريع السكنية للشباب بالمنيا، تم وضع خطة أمنية محكمة لتأمين الزيارة المرتقبة للمحافظة في حينها، تم إعطاء اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية "تمام" بانتهاء أعمال التأمين وجاهزية القوات، "الرئيس غادر المطار وفي طريقه لمقر المشروع" كانت هذه الإشارة تمهيد للواء نور ليصدر أوامره بغلق الطريق امام الجميع، "من الُمتبع في هذه الزيارات إغلاق خط السير خلف الرئيس ومنع أي مركبة قد تعطل الطريق أو تعترض الموكب.. أعطيت أوامري بمنع عبور أي شخص مهما كان منصبه حتى لو وزير الداخلية".
ويروي "نور" لمصراوي، اكتشفنا أن هناك سوء فهم وقع فيه أعضاء الحزب الوطني، حيث تبلغ لهم أن الرئيس سيصل التاسعة صباحًا إلى مقر المشروع، فاعتقدوا أنه سيصل إلى مقر الاجتماع ولكن كان هذا ميعاد وصوله للمحافظة، ولذلك تجمع عدد من النواب وطالبوا بعبور الطريق لكني كنت قد أصدرت أوامري بغلق الطريق من مطار المنيا العسكري إلى مقر الاجتماع بمدينة المنيا الجديدة، و تسبب هذا الاجراء في منع عدد من نواب مجلس الشعب وأعضاء الحزب الوطني وبعض الوزراء من الوصول إلى مقر الحفل مبكرًا أو تتبع الرئيس في خط السير، "مكنتش أقدر أعدي حد حتى لو وزير الدفاع.. نروح في داهية وكلنا نتحاكم".
وتابع: الرئيس وصل مقر الاجتماع، ونواب الشعب وأعضاء الحزب الوطني دخلوا في مشادات كلامية مع ضباط التأمين لمحاولة تتبع موكب الرئيس، وفوجئ الرئيس بخلو مقر الافتتاح من النواب وأعضاء الحزب الوطني ولاحظ انتشار الضباط والأفراد وبعض القيادات العسكرية المشاركة في عملية التأمين فقط، مما تسبب في غضبه، و زاد الأمر سوءً عدم قدرة الرئيس على صعود 3 درجات "سلم" لافتتاح المشروع السكني، حيث كانت حالته الصحية سيئة، واقترح زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية حينها، الاكتفاء بوضع لوحة افتتاح باسم الرئيس، وبعدها بدأ أعضاء الوطني والنواب في التوافد، وبمجرد وصولهم ثار في وجوههم زكريا عزمي وعنفهم لعدم حضورهم، فأخبروه بأن الأمن منعهم من حضور حفل الافتتاح مع الرئيس.
أثارت شكوى النواب والوزراء غضب "عزمي" بشكل شديد، وصاح في وجه مفتش الدولة: "بلغ حبيب العادلي أن الرئاسة مستاءة من الخدمة.. والخدمة زي الزفت.. ازاي الضباط تمنع الأعضاء من حضور اجتماع الرئيس؟"، اللواء محسن مراد والذي كان يشغل منصب مدير الأمن حينها، شعر بالقلق الشديد بعد تعنيف "عزمي" فقرر على الفور إحالة عدد من الضباط المسئولين عن التأمين لقطاع التفتيش للتحقيق معهم".
ويسرد "نور": "مقدرتش أستني.. لو عزمي بلغ حبيب العادلي بالموضوع الأول هتبقى كارثة، اتصلت بيه رد عليا الضابط وليد مشرفة مدير مكتب العادلي وقتها، طلبت منه الحديث إلى الوزير.. قالي لو كنت عايز تديله تمام بمغادرة الرئيس فأمن الدولة أخطرته"، بلغته أن الموضع أخطر من كده.. فوصلني لحبيب العادلي.. وبلغته باللي حصل من رئيس ديوان رئيس الجمهورية والرجل المقرب لمبارك، فما كان من حبيب إلا أن سب "عزمي" بلفظ قبيح، وطلب عدم التحقيق مع الضباط بل قام بشكرهم ومكافأتهم.
فيديو قد يعجبك: