خبراء أمن يجيبون هل يتشابه انفجار "كاتدرائية" العباسية مع "كنيسة القديسين"؟
كتب -محمود الشوربجي ومحمود السعيد:
تصوير- نادر نبيل:
قبل أيام من احتفالات الأقباط بأعياد الميلاد، وبالتزامن مع الذكرى السادسة لتفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية، التي وقعت عشية احتفالات الأقباط خلال عيد رأس السنة الميلادي في ديسمبر 2010، وأسفرت عن مقتل العشرات وإصابة أكثر من مائة شخص، عاد الإرهاب ليلقي بوجهه القبيح مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانت بكنيسة الكاتدرائية بالعباسية.
وكان إنفجار قد وقع صباح اليوم، في نطاق الكنيسة البطرسية بالعباسية، وتبين وقوع عدد كبير من الوفيات وصل عددهم لنحو 25 مواطنًا وإصابة ما يزيد عن 40 آخرين.
في إطار ذلك أكد الخبير الأمني، اللواء على حفظي، أن حادث كنيسة القديسين يختلف تمام عن انفجار "كاتدرائية" العباسية، مشيرًا إلى أن التيار المنشق عن جماعة الإخوان ربما يكون متورطًا في حادث انفجار الكنيسة وكذلك انفجار مسجد السلام بالجيزة.
أوضح حفظي في تصريحات لمصراوي، أن "التقليدية" في مواجهة الإرهاب تسفر كل يوم عن ضحايا جدد، مؤكدًا على وجوبية إعادة بناء المنظومة داخل وزارة الداخلية، مضيفًا أن وزارة الداخلية تحتاج إلى تفعيل منظومة الأمن الوقائي، من خلال تدريب أفراد الأمن المدني بالأماكن الهامة على مواجهة الأساليب الإرهابية.
من جانبه شدد اللواء فؤاد علام، الخبير الأمني، على اختلاف سيناريوهات حادثي كنيسة القديسين وكاتدرائية العباسية، على اعتبار أن تنفيذ أية عملية إرهابية تحكمها عدة عناصر على رأسها أسلوب التنفيذ والإمكانيات والأجهزة التي يتم استخدمها لإحداث أي انفجار، وبالتالي لا يمكن تشبيه أية عمليات إرهابية ببعضها.
أوضح أن هناك تقصير شديد في اتباع المنظومة العلمية لمكافحة الإرهاب، وهذا يعد مسئولية الدولة بأكلمها وليس وزارة الداخلية فقط، مضيفًا أن هذا التقصير هو أحد مسببات تكرار العمليات الإرهابية داخليًا.
أضاف أن القضاء على الإرهاب يحتاج إلى القضاء على مسبباته أولا التي تؤدي إليه، من خلال عدة محاور اقتصادية وثقافية وتعليمية وغيرها، فما زال التعامل مع قضايا الإرهاب والإرهابيين يتم بنفس الإجراءات، التي كانت تتم منذ سنوات طويلة، وهي وحدها لا تكفي.
طالب علام، بضرورة تأسيس مجلس قومى لمكافحة الإرهاب، يضم ممثلين للوزارت التى لها دور فى هذا الشأن، ويقوم على دراسات، وخطط، لتضييق الخناق على الإرهابيين، والمساهمة فى إلقاء القبض عليهم، والتقليل من الخسائر التي تقع إثر العمليات الإرهابية.
وكان جورج إسحق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، صرح لمصراوي صباح اليوم، أن حادث تفجير الكنيسة البطرسية، يدل على تقصير وزارة الداخلية في تأمين المنشآت الهامة، موضحاً "لما يبقى يوم الجمعة في قنبلة أمام مسجد والنهاردة تدخل كمية المتفجرات دي صحن الكنيسة، ده معناه إيه".
وتابع إسحق أنه لابد من تغيير منظومة مقاومة الإرهاب لأن ما حدث إهمالاً، لافتاً إلى أن الإرهاب لا يفرق بين الأشخاص والجميع في مرماه.
وتفرض الأجهزة الأمنية في محافظات الجمهورية، إجراءات أمنية مشددة بمحيط جميع كنائس، عقب تفجير كنيسة العباسية.
وأصدر النائب العام أوامره بانتقال الأطباء الشرعيين إلى مستشفيات الدمرداش ودار الشفاء والزهراء، والتي تتواجد بها 25 جثة سقطت جراء الانفجار، لتوقيع الكشف الطبي عليها وتحديد أسباب الوفاة لكل منها على وجه الدقة داخل المستشفيات الثلاثة، بدلا من نقل الجثامين إلى مقر مصلحة الطب الشرعي، وذلك مراعاة للحالة النفسية ومشاعر أهالي المجني عليهم القتلى.
والانفجار هو الثاني الذي يصيب القاهرة الكبرى في أقل من يومين، حيث قتل 6 من رجال الشرطة في انفجار استهدف قوات الأمن عند مسجد السلام في شارع الهرم بمحافظة الجيزة.
وكان حادث كنيسة القديسين بمدينة الإسكندرية، راح ضحيته نحو 24 شخصًا وجُرح قرابة الـ 90 فردًا، ليلة عيد رأس السنة الميلادية، وتم تنفيذه بحرفية شديدة.
فيديو قد يعجبك: