امرأة بدرجة زعيمة عصابة.. استدرجت عجوزًا فقتلته وأحرقت جثته بمساعدة عشيقيها
كتب - محمد شعبان:
الجاني والمجني عليه كلاهما "مُدان"، القتيل دفع حياته مقابل إرضاء شهوته الجنسية، والمتهمة "العقل المدبر" تنتظر مصيرها بساحات القضاء، بعدما خططت للتخلص من عشيقها المُسن؛ طمعًا في الاستيلاء على ثورته.
سطرت سجلات قسم شرطة كرادسة بمحافظة الجيزة جريمة قتل من نوع خاص، المتهم الرئيسي فيها "سيدة"، قصيرة القامة، بدينة الجسم، مستديرة الوجه، قصيرة العنق، تسبب حبها للمال في الزج بها خلف القضبان.
"آمال. م"، 48 عامًا، ربة منزل بسيطة، بدأت حياتها الزوجية بمنزل بسيط بمنطقة الهرم، لكنها لم تكتف بزوجها، وأرادت إشباع رغباتها الشيطانية، فبدأت تبحث في محيط سكنها، ووجدت هدفها في العقار الذي تقطن به.
خلال فترة وجيزة، نشأت بين "آمال"، واثنين من جيرانها علاقة عاطفية، حيث كانا يقطنان بنفس العقار وهما "أحمد. س"، 50 عامًا، سائق، و"محمد. ع"، 38 عامًا، سمكري.
تمر الأيام والشهور، يقرر الزوجان الانتقال للعيش بمنطقة المعتمدية بمركز كرادسة، لكن "حبل الوصال" لم ينقطع بينها وعشيقيها، رغم انتقالهما للإقامة بمنطقة حلوان بمحافظة القاهرة.
"رجعت ريمة لعادتها القديمة" بدأت تبحث صاحبة الـ48 عامًا عن ضحيتها القادمة، خاصة أن المنطقة التي تقطن بها، عرفت بأنها مقصد بعض الأغنياء ورجال الأعمال للإقامة بها، لتنجح في الإيقاع بمالك مزرعة يُدعى "سمان. ا"، 71 عامًا، ونصبت له شباك الحب والغرام، ليسقط العجوز في بحر من الرذيلة رفقة "آمال" التي وجدت فيه "فريسة" سهلة المنال.
لم تنس السيدة عشيقي عقار الهرم، وراحت تبحث عنهما، خاصة مع عدم انقطاع تواصلهم طيلة تلك الفترة - عقب انتقالها للعيش بمنطقة كرداسة - وأجرت اتصال هاتفي بهما، وطالبتها بإعداد "قعدة أنس"؛ لاستعادة الذكريات، وأخبرتها بأن هناك موضوع هام ستطرحه عليهما فور لقائهما.
توجهت "آمال" إلى شقة العشيقين بمنطقة حلوان، تبادلوا أطراف الحديث وتعالت أصوات الضحك مع استرجاع بعض المواقف، لتطالبهما بأن يعيراها سمعهما للحظات؛ لمناقشة موضوع تراه "فرصة العمر".
"الحياة فرص، وإحنا قدامنا فرصة العمر".. بدأ (أحمد ومحمد) الاستماع لكلمات المرأة باهتمام، مطالبين بمزيد من التفاصيل، لتخبرهما بأنها تريد الاستيلاء على ثروة عجوز يقطن بالمنطقة محل سكنها، لينطلق الثلاثة في بحر من التفكير والتخطيط لتنفيذ جريمتهم دون وقوعهم في قبضة الشرطة.
اتفق الثلاثة على استدراج الضحية من بوابة "الرذيلة"، ومن ثم إقناعه بالمجيء إلى شقة حلوان، ومن ثم سرقته، لكن "العقل المدبر" رفضت ذلك؛ خوفًا من الفضيحة.
أجرت "آمال" اتصال هاتفي بالعشيق، وأخبرته بأنها أعدت له "ليلة ساخنة"، وتقابلا سويًا بمحطة مترو أنفاق الدقي، واستقلا القطار إلى حلوان، حيث مسرح الجريمة.
بدأ الضحية في تناول وجبة العشاء، تم وضع 5 أشرطة من عقار مخدر بالطعام، للتخلص منه، لكنه لم يتأثر، فوضعوا له كمية أخرى بكوب عصير، ليتفاجأ بشخصين يعتديان عليه بالضرب، بمساعدة العشيقة التي أمسكت ب"مخدة" وكتمت أنفاسه حتى تأكدوا من وفاته.
وهنا، بدأ الفصل الأخير من الخطة، وهي التخلص من الجثة، فتم لفها ببطانية، ووضعها في سيارة أجرة "تاكسي" قاموا بسرقتها وقت سابق، وتوجهوا إلى مدينة 15 مايو، وألقوا بالجثة بالمقابر، لكنهم لم يكتفوا بكل هذا، وراحوا يضرمون النيران بالجثة، لضمان عدم كشف فعتلهم، انصرفوا بعضها فرحًا بنجاح خطتهما، وتقاسموا "الغنيمة".
وبالعودة إلى منطقة المعتمدية، يجلس "أحمد" نجل الضحية، حائرًا لا يدري ماذا يفعل، أين ذهب والده؟ هل حدث له مكروه؟ أسئلة كثيرة تدور بذهنه تحتاج لأجوبة، يقطعها صوت جرس هاتفه المحمول، ليخبره شخصين بأنهما اختطفا والده، وطلبا فدية مليون جنيه، لتصل بعد مفاوضات عدة إلى 50 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحه.
وقرر الابن دفع المبلغ؛ لإنقاذ والده من قبضة خاطفيه، واتفق الثلاثة على مكان وموعد تسليم المختطف مقابل المبلغ المتفق عليه سابقًا، لكنه ذهب ولم يجد شيئًا، ليتلقى اتصال هاتفي من الجناة، أخبراه خلاله بتغيير الخطة، وأنه سيجد والده فور عودته المنزل، لكن روايتهما كانت كاذبة للمرة الثانية.
هرول "أحمد" إلى قسم شرطة كرادسة، وطلب مقابلة المقدم محمد الصغير، رئيس مباحث كرادسة، وقص عليه ما حدث من "الألف إلى الياء"، وأيقن الأخير أنه أمام جريمة، متعددة الأركان.
وعلى الفور، أمر اللواء خالد شلبي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بتشكيل فريق بحث قاده العميد محي سلامة، رئيس مباحث قطاع أكتوبر؛ لكشف ملابسات الجريمة.
وتم وضع خطة بحث متعددة المحاور، تهدف لكشف الجريمة، كان أولها فحص علاقات المجني عليه، ووجود خلافات بينه وأحد من عدمه، وكانت بداية حل لغز القضية "طرف الخيط" آخر من شوهد رفقة المجني عليه "فتش عن المرأة"، وتوصلت تحريات المباحث إلى أن "آمال"، التي تقطن بمنطقة سكن الضحية كانت آخر من تواجد معه قبل اختفاءه.
بدأت الأمور تتكشف شيئًا فشيئًا، وتبين أن هذه السيدة وراء الجريمة، لوجود علاقة غير شرعية بينهما، وعقب تقنين الإجراءات، توجهت قوة أمنية من قسم شرطة كرداسة، ألقت القبض على المتهمة.
"انا ماعملتش حاجة، ماليش دعوة"..حاولت المتهمة الإنكار بادئ الأمر، والتنصل من الاشتراك في الجريمة، لكن بتضييق الخناق عليها، وتطوير مناقشتها أمام اللواء علاء عزمي، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أقرت بفعلتها، لتبدأ في رواية كافة التفاصيل، مبدية ندمها على ما اقترفته، وما آلت إليه الأمور.
وأرشدت المتهمة عن شريكيها، وتمكنت أجهزة الأمن بالتنسيق مع مديرية أمن القاهرة من ضبط المتهمين الآخرين بحلوان، واعترف المتهمون بارتكاب الجريمة.
وأكدت المتهمة ارتباطها بعلاقة غير شرعية بالمجني عليه منذ فترة، وإنها على علم بثراءه ونجله، ما دفعها إلى الاتفاق مع باقي المتهمين لاستدراجه، بحجة ممارسة الجنس، وطلب فدية من نجله، والتخلص منه عقب ذلك، وقد قدمت له كوبًا من العصير به عقاقير مخدرة، ما أفقده الوعي، وقامت بكتم أنفاسه حتى فارق الحياة، وذلك في شقة بالقاهرة.
وأضافت المتهمة، أنهم نقلوا الجثة بسيارة أجرة - سبق سرقتها عقب تخديرهم لقائدها - وتخلصوا من الجثة بإلقائها بشارع بمنطقة 15 مايو، وأضرموا النيران بها، وتخلوا عن السيارة بمنطقة حلوان، وعقب ذلك اتصلوا هاتفيًا بنجل المجني عليه، وطلبوا منه الفدية، وعقب تحصلهم عليها انقطع اتصالهم.
وأرشد المتهمون عن مكان ارتكابهم للواقعة، وتخلصهم من الجثة، وأمكن ضبط جزء من مبلغ الفدية، وبعض المقتنيات التي تم شرائها وسيارة ملاكي.
تحرر المحضر اللازم، وأحالهم اللواء أحمد حجازي، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، إلى النيابة العامة التي أمرت بحسبهم 4 أسام على ذمة التحقيق، وأسندت إليهم تهمتي القتل العمدة، والسرقة بالإكراه.
فيديو قد يعجبك: