حرب الثلاث ساعات.. قصة مداهمة وكر "صدام حسين" في أسوان
كتب - محمد شعبان:
عقارب الساعة تشير إلى قرب بزوغ الشمس، يتجمع ضباط كتيبة الدعم بمعسكر الأمن المركزي بأسوان، بقيادة اللواء عبد الله حلمي، يستمعون بتركيز عالٍ إلى تفاصيل خطة مداهمة - هي الأكبر - لوكر اختباء شقيقين تخصصا في تجارة الأسلحة النارية والذخيرة غيرة المرخصة، والمواد المخدرة بمركز كوم أمبو.
"أي سؤال يا رجالة؟".. يقولها قائد المجموعات القتالية إلى ضباطه، بنبرة مليئة بالثقة في توفيق المولى عزّ وجل أولا، ثم رجاله الذين يضع كل آماله عليهم في تنفيذ تلك العملية بنجاح كما خطط، ليتلو بعدها الضباط والأفراد الفاتحة بشكل جماعي.
في مكتبه بمديرية أمن أسوان بكورنيش النيل، يجلس اللواء عمر ناصر، مساعد وزير الداخلية لأمن أسوان، ليتابع تطورات الأحداث للعملية الأكبر له منذ توليه المنصب.
تتحرك 10 مجموعات قتالية بقيادة اللواء عبد الله حلمي، متوجهة إلى قرية الضما، لضبط أحد أخطر العناصر الإجرامية في المحافظة وهما "صدام حسين"، 26 عامًا، وشقيقه "حسن"، 39 عامًا، هاربين من أحكام بالسجن المؤبد، واشتهرا بأعمال البلطجة والسرقة، وتجارة السلاح والذخيرة الحية، علاوة على تخزين المخدرات أعلى أشجار النخيل.
تتمركز الخطة على تطويق منزل المتهمين، خاصة أنهما اتخذا من الأراضي المحيطة بمنزلهما وكرًا لهما، بحيث يتمكنا من كشف القوات على بعد 3 كيلو مترات، ما دفع القوات لسلك لطريق آخر لعمل "كماشة" على الشقيقين.
أصوات طلقات الرصاص تدوي في المكان، إذ فوجئ رجال الأمن بوابلا من الرصاص يطلقه المتهمان من وسط زراعات القصب، وذلك فور مشاهدتهما للقوات.
وفي رد سريع، بادل رجال الأمن إطلاق الأعيرة النارية صوب المتهمين، استمر قرابة الثلاث ساعات، حتى تمكنوا من إجبارهما على التقهقر، والتفكير في الهرب من "أرض المعركة" وسط تمركز مثالي من جانب العربات المصفحة وفق الخطة الموضوعة؛ لإحكام قبضتهم على الجناة، ومنع هروبهما.
وفي تطور مفاجئ، تحركت عربة مصفحة إلى داخل الأرض الزراعية بهدف "الكشف والمناورة"، وأثناء تقدم القوات من جهة الشمال، فوجئوا بمياه كثيفة، وتبين أن المتهمين حال هروبهما قاما بكسر ماسورة مياه؛ لإعاقة تقدم القوات، ما أثار شك رجال العمليات الخاصة مع توقف إطلاق النار لمدة طويلة.
تقدمت القوات تحت إشراف العميد خالد إبراهيم، مدير البحث الجنائي بالمديرية، والعقيد جودت عبد الجبار، وكيل إدارة البحث الجنائي، وبمشاركة النقيب محمود عبد الحميد، معاون مباحث قسم ثاني أسوان، بعد عمل ممرات للمياه لتغيير اتجاهها، وعثر على مخزن كبير، بداخله كميات كبيرة من المواد المخدرة والأسلحة، وتبين هروب المتهمين.
وأسفرت المداهمة عن ضبط 17 قطعة سلاح (بنادق آلية وخرطوش - فرد خرطوش محلي الصنع)، ونحو ألف طلقة جرينوف، و1200 طلقة آلية، وما يقرب من طن بانجو.
ومع تضييق الخناق على المتهمين، ونشر عدة أكمنة ثابتة ومتحركة، اضطر المتهمان إلى تسليم أنفسهما إلى قوات الشرطة في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد.
فيديو قد يعجبك: