"مصراوي" في منزل المحاسب المنتحر بالعمرانية.. وزوجته: ذبح نفسه بـ "مقص"
كتب - طارق سمير:
عقارب الساعة تشير إلى الثانية ظهرًا، عندما دق الشاب العشريني باب غرفة نوم والده المنتحر لاستفاقته من نوبة النوم لتناول الفطار سويًا، ولكنه لم يجد استجابة، فظل يطرق الباب منتظرًا و لكنه لم يرد عليه نهائيًا، فاضطر أن يكسر الباب المغلق ليعرف ماذا حدث لوالده.
بعفوية شديدة كسر الشاب العشريني "م.ع"، الباب المغلق، خوفًا على والده، الرجل الخمسيني الذي يدعى "عصام.ع". حين تمكن من كسر الباب و دخل عليه تفاجأ أن والده ملقى على فراش نومه و الدم يسيل من عنقه، و مقص حديدي حاد موجود بجواره.
جرى الإبن مسرعًا و استقل المصعد الكهربائي من الطابق الخامس، ليبلغ غفير العقار بما حدث ليساعده فيما يفعل، مقتحما غرفته فجأةً و لكن زوجته هي التي كانت متواجدة فقط في ذلك الوقت في الغرفة. علامات الاضطراب التي كانت تحوم حول الشاب "م.ع" أكدت لزوجة الغفير أم بلال أن هناك مصيبة قد حدثت.
قالت أم بلال زوجه حارس العقار، "ارتديت الإيشارب الخاص بي وصعدت إلى الطابق الخامس، الذي يوجد به شقة المنتحر التي تحمل رقم 12. كان الباب مفتوحًا على مصرعيه، و لكن قابلتني ابنة المنتحر بالصراخ و الدموع على جبينها قائلة لها "مش عاوزين حد يتفرج علينا.. اخرجي بره، كفاية حرام عليكي".
اتصل نجل المنتحر، "م.ع"، بوالدته التي كانت متواجدة في العمل، منذ الصباح الباكر، ليبلغها أن والده انتحر بمقص حديدي و غارقًا في دمائه. لن تستطيع السيدة أن تتحمل الصدمة، وهرعت مسرعة من مكان عملها، و استقلت سيارتها إلى منزلها الكائن بالقرب من وحدة مرور فيصل بشارع ترعة الزمر. وصلت المنزل بعد دقائق قليلة من علمها للواقعة.
تقول زوجة المنتحر، "إيمان.م"، عند وصولها إلى غرفة نومها، شاهدت زوجها غارقًا في دمائه، مرتميًا على سرير في غرفة النوم، متيقنة أنه تخلص من حياته نتيجة الضغوط المالية عليه، غلاء الأسعار، و عدم تحمله الانفاق على المنزل و أولاده.
اتصلت زوجته بالإسعاف لنقله إلى أحد المستشفيات، و عندما وصلت السيارة لمستشفى الهرم تم عمل محضر بقدوم رجل خمسيني منتحرًا و تم إبلاغ العميد علاء فتحي مفتش مباحث غرب الجيزة الذي وصل إلى منزل المنتحر للتحفظ على الشقة السكنية لحين وصول النيابة العامة و رفع البصمات.
و صرح المستشار محمد أبو زينة، رئيس نيابة العمرانية، بتشريح و دفن جثة المنتحر، بعدما أكد مفتش الصحة بعدم وجود شبهة جنائية، و أن الوفاة نتجت عن وجود جرح بالعنق و الرسخ الأيسر.
تقول السيدة الأربيعينية، طزوجة المنتحر" قبل يوم من واقعة الانتحار التي حدثت يوم 9 يناير 2017، قام زوجها بشراء احتياجات المنزل الشهرية و بعض الهدايا لأولاده، و تناولوا العشاء. و قبل ساعات من دخوله غرفة النوم كان يمازح و يلعب مع ابنته العشرينية".
وتضيف أنها لا تنكر وجود ثمة خلافات زوجية بينها و بينه و لكن الخلافات الطبيعية التي اعتادت البيوت المصرية عليها، " أنا لو أقدر أرجع اللى فات كنت رجعته، كلنا ممكن نفكر فى الانتحار لكن استحالة ننفذه لكن هو الشيطان سيطر عليه واضعف ايمانه بالله فقتل نفسه، على الرغم من انه ما كانش بيعانى من أى مشاكل نفسية".
فيديو قد يعجبك: