إعلان

حكاية أيام الحيرة داخل منزل "الحايس": "الشربات على كراسي العزاء"

10:52 م الثلاثاء 31 أكتوبر 2017

منزل النقيب محمد الحايس

كتب - طارق سمير وسامح غيث:

قبل 11 يومًا؛ أعدت أسرة النقيب محمد الحايس، صوانًا استعداد لوصول جثمانه. ظلوا طوال هذه المدة لا يعرفون عنه أي أخبار. الحزن يُخيم على أرجاء المنزل الكائن بمنطقة حدائق الأهرام، حتى عصر -اليوم الثلاثاء- عندما تواترت أنباء تأكدت بعد ذلك بأن النقيب محمد الحايس حي، ليتحول الحزن إلى فرحة عارمة، وينقشع السكون والصمت، وتسود الزغاريد كافة أرجاء البيت لتُزلزله.

"مصراوي" توجه إلى منزل والد الضابط بحدائق الأهرام، الذي بات الأشهر بين أهالي المنطقة، وعلى أعتاب المنزل، جلس عدد من أقارب الضابط لاستقبال المهنئين، وسط حالة من البهجة والفخر مرددين "شكرًا لرئيسنا العظيم"، فيما يقفن سيدات بالطابق الثالث -حيث محل السكن- يوزعن الشربات على المتواجدين.

العملية

"عندي عملية بكره وهرجع الساعة 2".. آخر كلمات قالها الضابط لشقيقته فرح، عبر اتصال هاتفي قبل الواقعة بساعات، يقول أسامة حمدي نجل خال الضابط "بعد ما عرفنا بالمأمورية واللي حصل فيها.. حاولنا الوصول إليه لكن هاتفه كان مغلق". بدأ القلق ينتاب الجميع حتى ورد اتصال من مسئول بوزارة الداخلية "النقيب محمد الحايس استشهد".

جهزنا المدفن والسرادق انتظارًا لوصول جثمانه، يُضيف نجل خال الضابط "لم يكن أحد يتخيل أن (محمد) سيعود حياً.. كنا ننظر وصول جثمانه في أي وقت، حتى جاءنا خبر تحريره وتحول سرادق العزاء إلى فرح".

بعد 24 ساعة من عملية الاقتحام؛ تلقت الأسرة اتصالاً آخر من مسؤول أمني بوزارة الداخلية، يخبرهم بأن القوات فشلت في العثور على جثة الحايس وهناك احتمالات باختطافه من قبل الإرهابيين".

رسائل الطمأنة

"اطمن ابنك راجع".. عبارة كانت تدق على أُذن الدكتور علاء الحايس بانتظام، يومياً يتصل به أصدقاء نجله، في محاولة لبث الطمأنينة في نفوس الأسرة، في الوقت الذي انتشرت فيه العديد من الأخبار المغلوطة التي أثرت بالسلب على الأسرة.

وعن التسريبات الصوتية التي انتشرت عقب الواقعة يقول والد الحايس: "لم نضعها في الحُسبان.. وكان الوصول للضابط أو جثته الشغل الشاغل للجميع لنا جميعًا".

راجع قريب

أمس الاثنين، تلقى والد الحايس مكالمة معتادة من مسؤول أمني بوزارة الداخلية، يخبره بقرب عودة نجله "اطمن عرفنا مكانه وهيرجع قريب"، أعتقد الوالد أنها كغيرها من المكالمات للطمأنينة، لينتهي اليوم، لتأتيه مكالمة عصر اليوم الثلاثاء من مسئول آخر يخبره بتحرير النقيب محمد الحايس. ينهار الأب من فرط الفرحة "الحمد لله، كنت حاسس أنه عايش"، فيما يلتف حوله أهل البيت، وما هي إلا ثواني حتى يتردد صدى الزغاريد في أرجاء المكان.

يقول هاشم عبدالحميد، حارس العقار، إنه فوجئ بأصوات صُراخ وزغاريد سارع بعدها لاستكشاف الأمر، فإذا بها من الطابق الثالث حيث مسكن والد الضابط، ليعلم بنبأ تحريره.

توجهت الأسرة إلى مستشفى الجلاء العسكري، للاطمئنان عليه بعد خضوعه لعملية جراحية جراء إصاباته.

نشر المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي، فيديو لعملية تحرير النقيب محمد الحايس من الإرهابيين، ووصوله إلى أحد مستشفيات القوات المسلحة مساء اليوم الثلاثاء.

ووصل الحايس إلى أحد المطارات العسكرية برفقة عناصر من قوات الصاعقة، وتم نقله إلى المستشفى لتلقى الرعاية الطبية اللازمة.

جاء ذلك عقب العملية الناجحة التي قامت بها القوات المسلحة والشرطة، والتي أسفرت عن القضاء على عدد من العناصر الإرهابية بطريق الواحات.

وقالت القوات المسلحة، إن القوات الجوية هاجمت منطقة اختباء العناصر الإرهابية على طريق الواحات بإحدى المناطق الجبلية غرب الفيوم، وأسفرت الضربات عن تدمير 3 عربات دفع رباعي محملة بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد شديدة الانفجار، والقضاء على عدد كبير من العناصر الإرهابية.

اقرأ أيضا:

الثأر لشهداء الواحات وعودة الحايس.. (تغطية خاصة)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان