لماذا حبست المحكمة نبيه الوحش في التحريض على "اغتصاب فتيات البناطيل الممزقة"؟

كتب – محمود السعيد:

أودعت محكمة جنح أمن الدولة طوارئ الأزبكية، حيثيات حكمها القاضي بمعاقبة المحامي نبيه الوحش بالحبس 3 سنوات وتغريمه 20 ألف جنيه، في واقعة اتهامه بالتحريض على "اغتصاب الفتيات والتحرش بهن".

وسردت المحكمة الواقعة بقولها، إن المتهم ظهر عبر برنامج "انفراد" المذاع على شاشة قناة "العاصمة" الفضائية، لمناقشة قانون مكافحة أعمال الدعارة، وردد عبارات تحرض على ارتكاب جرائم مواقعة النساء قسرًا وهتك أعراضهن والتحرش بهن، لافتة إلى قيام الصحف ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية والمنظمات الحقوقية كافة بتناول تلك التصريحات بما يسئ للدولة.

واستندت المحكمة في حكمها إلى أن المتهم اعتبر ذلك (التحرش بالسيدات) واجبًا قوميًا ووطنيًا من شأنه أن يبث الفزع والرعب في نفس أي من نساء المجتمع سواء كانت طفلة صغيرة أو سيدة راشدة بالغة مسئولة عن تصرفاتها ولا رقيب عليها إلا بالقانون وهو ما ثبت بالفعل من خلال تغطية المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي المستنكرة لتلك التصريحات على الصعيد المحلي والأجنبي.

وفندت المحكمة ذكر المتهم أمام النيابة أنه كان يوجه رسالة تحذيرية لنساء المجتمع بعدم التبرج، بأنه استعار لسان مرتكبي الجرائم أن اغتصابهن والتحرش بهن واجبًا قوميًا ووطنيًا وهو يؤثم عليه لأنه لا يجب أن يردد عبارات مُرتكبي تلك الجرائم، مما يجعلهم يرتكنوا إلى رأيه كأحد القانونيين المعروفين الذين يطلون على المجتمع من خلال شاشات التلفاز بين حين وآخر ويؤكد لهم أن أفعالهم صحيحة وهي "واجب قومي ووطني) أن يتعدى على أي سيدة متبرجة بالمجتمع.

واطمأنت المحكمة إلى أدلة الثبوت والتحريات التي أكدت صحة الواقعة، كما أن المتهم لم يقدم خلال الجلسة ما يدفع عن نفسه الاتهام وصحته أو صحة نسبته إليه، وهو ما تنتهي المحكمة معه لإدانته.

وكنت النيابة أحالت "الوحش" للمحاكمة بعد قوله خلال برنامجه "أنا راجل صعيدي المنشأ والأصل، البنت اللي مش بتحافظ على نفسها وتدعو الناس إنها تعاكسها ولابسة بنطلون مقطع اغتصابها واجب قومي والتحرش بها واجب وطني"، وتابع: "يجب على الفتاة احترام نفسها كي يحترمها الآخرون، فحماية الأخلاق أهم من حماية الحدود".

وأسندت النيابة العامة إلى نبيه الوحش في التحقيقات التي باشرها المستشار شادي البرقوقي، رئيس نيابة شمال القاهرة الكلية، ارتكابه لجرائم تحرِّض الغير بأحد طرق العلانية على عدم الانصياع للقوانين، بأن حرَّض من خلال بث حي عبر شاشة إحدى القنوات الفضائية على ارتكاب جرائم مواقعة الفتيات قسرا والتحرش بهن، ونشر تلك الدعوات بسوء قصد، لترغيب الغير على ارتكاب تلك الجرائم بوصفها واجب وطني وقومي.