تحقيقات تفجيرات الكنائس: المتهمون تلقوا تدريبات على اقتحام الكمائن الشرطية
كتب- طارق سمير:
كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في خليتي تنظيم (داعش) والتي تضم 48 إرهابيا أحيلوا إلى القضاء العسكري لارتكابهم جرائم تفجير الكنائس الثلاث (البطرسية بالعباسية والمرقسية بالأسكندرية ومارجرجس بالغربية) وقتل والشروع في قتل مرتاديها والهجوم على كمين النقب – أن عددا من المتهمين هم من عناصر الجماعة الإرهابية المسماة بـ "ولاية سيناء" وأنهم رصدوا أديرة وكنائس واحتفالات تتعلق بأعياد المواطنين المسيحيين تمهيدا لاستهدافها، وأن المتهمين اعتمدوا على تمويل مالي وأسلحة نارية ومدافع وقذائف صاروخية تم تهريبها عبر الحدود الغربية للبلاد بواسطة أعضاء من جماعة (ولاية طرابلس) بدولة ليبيا.
أشرف على التحقيقات المستشار خالد ضياء الدين المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، وترأس فريق المحققين المستشار محمد وجيه المحامي العام بالنيابة، وباشر التحقيق فريق موسع من رؤساء ووكلاء النيابة ضم إسلام حمد وأحمد عمران أحمد الضبع ومحمد جمال وأحمد الصاوي ومحمود حجاب ويحيى مروان.
وأقر المتهم وليد أبو المجد عبد الله عبد العزيز (حركي..كريم) بتحقيقات النيابة بانضمامه لتنظيم "داعش" الإرهابي الذي يعتنق أفكارا تكفيرية تقوم على تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه ووجوب قتاله وأفراد القوات المسلحة والشرطة بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، واستهداف منشآتهم والمنشآت العامة، واستباحة دماء المسيحيين واستحلال أموالهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم، وكذا تمويله تلك الجماعة بنقل أسلحة ومفرقعات ومهمات ومعلومات ومواد بقصد استخدامها في ارتكاب جرائم إرهابية، وتلقيه تدريبا وتعليما بقصد ارتكاب جريمة إرهابية، وكذا مهاجمته وآخرين الكنيسة البطرسية بالعباسية وتفجيرها وقتل مرتاديها، ومهاجمته وآخرين كمين النقب وقتل عدد من القائمين عليه ، وحيازته مفرقعات وأسلحة نارية وذخائر.
وأوضح المتهم في تحقيقات النيابة أنه في غضون 2014 أطلعه المتهم عبد الرحيم فتح الله عبد الرحيم (زوج شقيقته) على إصدارات تلك الجماعة، فاعتنق أفكارها، وسافرا في غضون فبراير 2016 إلى محافظة شمال سيناء للانضمام إلى جماعة ولاية سيناء التابعة لها، وعقب فشلهما في الوصول لأحد أعضائها، اعتزم السفر إلى دولة سوريا عبر المملكة العربية السعودية بعد أداء فريضة الحج، والالتحاق بتلك الجماعة (داعش) هناك.
وأضاف إنه أخبر المتهم مصطفى عثمان بدر سليمان برغبته الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي، فأخبره الأخير بتواصله مع أحد أعضاء التنظيم بسيناء، وأوصله بالمتهم بهاء الدين منصور مصطفى الذي ربطه بالمتهم عمرو سعد عباس إبراهيم فالتقاه والمتهم عبد الرحيم فتح الله عبد الرحيم في غضون أكتوبر 2016 ـ بطريق قنا الأقصر ـ ودعاهما المتهم عمرو سعد عباس إبراهيم للانضمام لجماعة ولاية سيناء ـ التابعة للجماعة المسماة داعش ـ وأعلمهما بأفكارها وأغراضها فقبلا وانضما لإحدى خلاياها التي يتولى مسؤوليتها المتهم عزت محمد حسن حسين.
وأشار المتهم إلى أنه تم إعداده وأعضاء تلك الخلية، من الناحية العسكرية، على كيفية استعمال الأسلحة الآلية ورفع لياقتهم البدينة، حيث اضطلع الحركي "عماد" بتدريبهم على الأساليب القتالية وكيفية اقتحام المباني والكمائن الشرطية، متخذين من منطقة صحراوية بالقرب من الطريق الصحراوي الغربي بمحافظة سوهاج معسكرا لهم، كما أعدهم المتهم عمرو سعد عباس أمنيا بتكليفهم باتخاذ اسماء حركية، واستبدال شرائحهم الهاتفية بصفة دورية، والتواصل فيما بينهم عبر برنامج مؤمن (تليجرام) وبرسائل نصية مشفرة تلافيا للرصد الأمني.
وذكر المتهم أن تلك الخلية اعتمدت في تمويلها على ما أمدها بها المتهمان عزت محمد حسن حسين وعمرو سعد عباس إبراهيم من أموال وآلات ومعلومات ومواد مما تستخدم في تصنيع المفرقعات، وما جمعه أعضاء الخلية من تبرعات، وسيارة وفرها لها المتهم محمد يوسف أبو بكر، وكذا ما تم توفيره من أموال تقدر بسبعين ألف دينار ليبي، وأسلحة نارية وذخائر ( 21 بندقية آلية ) ومدفعين وقذائف صاروخية من طراز آر بي جي، ومدفع جرينوف، وآخر بيكا، وعشر قذائف مدفع هاوزر، هُربت إليهم عبر الحدود الغربية للبلاد بواسطة أعضاء من جماعة ولاية طرابلس بدولة ليبيا.
وقال المتهم إن الخلية اتخذت مقرات تنظيمية لإيواء أعضائها ولعقد الدورات التدريبية وتخزين مواد الإعاشة وإخفاء الأسلحة وإعداد العبوات المفرقعة منها مقر بمنطقة جبلية بالقرب من الطريق الصحراوي الغربي بمحافظة سوهاج، ومزرعة بقرية المراشدة ـ بمحافظة قنا ، وكذا وحدة سكنية وفرها المتهم رامي محمد عبد الحميد ـ بشارع سالم حجازي ـ بمنطقة الزيتون بمحافظة القاهرة.
وأضاف إنه في إطار انضمامه لتلك الجماعة كلف بتوفير ونقل سبل الإعاشة والمواد المستخدمة في تصنيع المفرقعات إلى معسكر الخلية بالمنطقة الجبلية المتاخمة للطريق الصحراوي الغربي بمحافظة سوهاج.
وأشار المتهم وليد أبو المجد إلى أنه رصد تحركات سيارات نقل الأموال التابعة لشركة طيبة 2000 بمحافظة قنا ـ لسابقة عمله بها ـ وطبيعة وكيفية تأمينها بها تمهيدا للاستيلاء على ما بها من أموال لتمويل الجماعة، كما انتقل ـ كتكليف صدر له ـ ورصد احتفال المسيحيين بمولد القديس ماري جرجس بمنطقة الزريقات مركز أرمنت بمحافظة الأقصر، وتمكن من تحديد موقعه وطبيعة تأمينه، وكذا رصد الكمينين الأمنيين بديروط وملوي بطريق أسيوط المنيا الصحراوي، ووقف على قوامهما وأماكن تمركزهما ومواعيد تبادل الخدمات الأمنية بهما، وأمد المتهم عمروسعد عباس بنتيجة رصده تمهيدا لاستهدافهم، كما انتقل والأخير ـ في غضون نوفمبر 2016 ـ بسيارته ورصدا دير الأنبا ماكاريوس العظيم بمحافظة الفيوم ووقفا على مداخله ومخارجه تمهيدا لاستهدافه.
فيديو قد يعجبك: