"أخوه عاملى عمل".. حكاية جملة قتلت "عبد الناصر" ببولاق الدكرور (صور)
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتب - محمد شعبان:
على أحد مقاهي شارع محمد عويس ببولاق الدكرور، احتضن صاحب محل سوبر ماركت أحد أقاربه الذي جاء من بلدته بمحافظة سوهاج، فطالبه بانتظاره ثوان معدودة، ليدخل محله الملاصق للمقهى، ويحضر عبوة عصير يقدمها للضيف، لكنه استقبله تلك المرة بطعنة نافذة أنهت حياته.
داخل شارع ضيق متراص العقارات، الحزن يخيم على الأهالي، الجميع يتحدث عن جريمة راح ضحيتها عبد الناصر محمد 51 عاما، مالك سوبر ماركت الهدى، "إحنا مش مصدقين اللي حصل.. الجريمة حصلت في 30 ثانية"، يقول الحاج حسني، أحد قاطني المنطقة.
على بعد خطوات من مسرح الجريمة، يجلس "كمال"، نجل الضحية، البالغ من العمر 17 عاما، رفقة أقاربه لتلقي واجب العزاء، لكن أنظاره لا تفارق صورة والده على هاتفه المحمول مؤكدا: "أنا ماكنتش موجود اليوم ده في المحل، ونزلت من البيت على الخبر".
مع وصول رجال المباحث استجوب أحد الضباط المتهم عن سبب ارتكاب الجريمة "أنا مظلوم.. أخوه عبد الحميد اللي في البلد عاملي عمل علشان مابقاش مظبوط"
بصوت يغلبه الحزن، يروي أحد أقارب الضحية ملابسات الجريمة: "اليوم ده عبد الناصر كان بيوضب الشقة الجديدة في أرض اللواء"، مضيفا أن شخصا يدعى عبد الغفار أحمد 49 عاما، حضر في الساعات الأولى من صباح الجمعة للسؤال عنه، ليتلقط عامل بمقهى أطراف الحديث قائلا: "سأل عليه 5 مرات".
بينما تشير عقارب الساعة إلى الخامسة والنصف مساء، وصل "عبد الناصر" إلى محل عمله ليستقبله أحد العمال "في حد سأل عليك قاعد على القهوة"، إذ كانت المفاجأة بأن الضيف أحد أبناء بلدته بمركز جرجا بمحافظة سوهاج، اعتاد زيارته على فترات متقطعة إذ يساعد شقيقه الذي يقطن بشارع مجاور في أعمال الكهرباء.
ومع خروج صاحب المحل ممسكا بعبوة عصير لتقديمها إلى الضيف، أخرج كيس بلاستيك أسود اللون بداخله سكين، وسدد له طعنة نافذة بالصدر، محاولا الهرب لكن "عبد الناصر جري وراه 100 متر"، يشير صاحب محل أدوات صحية إلى سقط الضحية على الأرض أمام المحل وكان ينادي "إمسكوه إمسكوه".
"الناس سابت عبد الناصر وجريت تمسك اللي ضربه"، يوضح مالك محل بقالة بالشارع، أن محاولة المتهم للفرار باءت بالفشل، وتم ضبطه وبحوزته السكين، لافتًا بأنهم قيدوه بالحبال في الوقت الذي حاول آخرون إنقاذ "عبد الناصر" فتم نقله إلى مستشفى خاص "قبل ما يموت في التوك توك قال عبد الغفار هو اللي قتلني" يؤكد أحد الأهالي أن الضحية لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله المستشفى.
ومع وصول الخبر اليقين بوفاة صاحب الـ51 عاما، صبّ الأهالي غضبهم على المتهم، ليتلقى وصلة من الضرب ليطالبهم باستدعاء الشرطة. ومع وصول رجال المباحث استجوب أحد الضباط المتهم عن سبب ارتكاب الجريمة "أنا مظلوم.. أخوه عبد الحميد اللي في البلد عاملي عمل علشان مابقاش مظبوط"، ليرد عليه الضابط قائلا: "لما انت دكر سايب إخواته اللي في البلد وجاي هنا ليه؟".
ويحاول أقارب المجني عليه مواساة نجله الأكبر الذي يمسك بهاتف والده ويقلب صوره مسترجعًا حديثه المستمر عن حلمه "كان روحه في أختي الصغيرة رودينا، كان نفسه يجوزها"، يؤكد "كمال" أن رودينا تبلغ من العمر عامين، بالإضافة إلى شقيقته الصغرى 14 عاما، وآخر بالصف الخامس الابتدائي، مطالبا بإعدام المتهم "لو طلع براءة مش هسيوا".
ورصدت كاميرات مراقبة محل أدوات نظافة ملابسات الجريمة كاملة، حيث استعان بها ضباط مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور أثناء التحقيق مع المتهم.
وأمام المحل المغلق، وقف بعض قاطني الشارع يتبادلون الحديث حول ملابسات الجريمة ليؤكد شاب يدعى "عبد الله" أن "الراجل كان طيب، والجميع بيحبه ويعزه، وكان بيساعد الكل طول الـ10 سنين اللي عاشهم وسطنا".
وأمام العميد عبد الحميد أبو موسى، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، أقرّ المتهم بارتكاب الجريمة، وأكد صحة تحريات المباحث وأقوال شاهدي العيان عمر محمد سلسم 49 عاما، وسليم محمد قاسم 40 عاما، الذين تصادف جلوسهما بالمقهى الملاصق للمحل، وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.
فيديو قد يعجبك: