"نار وجثة واغتصاب".. لماذا قتل "كريم" صديق عمره الساعة 7 صباحاً؟
كتب - سامح غيث وأنس بنداري:
"مارس الشذوذ معه عنوة، فاستغل نومه وتعدي عليه بالضرب حتى الموت ثم أشعل النيران في جثمانه"، كان هذا الجزاء الذي ناله "أحمد" مع صديق عمره "كريم" بعدما أجبره على ممارسة الشذوذ معه (كما جاء باعترافاته) في الحادث الذي أصبح حديث شبرا الخيمة.
فبينما كان السكون يسود منطقة منشية عبدالمنعم رياض، فوجئ السكان بصرخات سيدة "الحقوني في حريق في العمارة"، وحين سارعوا لاستطلاع الأمر ومعرفة مصدر النيران، وجدوا جثة المجني عليه مشتعلة.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من التوصل لهوية القاتل، بعد فترة من البحث والتحري استغرقت أكثر من 11 يوماً، حيث تبين أن عاطلا استغل خلود صديقه للنوم بعد أن مارس الشذوذ معه عنوة، واعتدى عليه بالضرب منهيا حياته، قبل أن يشعل النيران في جثته.
"مصراوي" تواجد في شارع السيدة عائشة المتفرع من شارع الوحدة بمنشية عبد المنعم رياض، دائرة قسم ثان شبرا الخيمة، للاستماع إلى شهود العيان ومعرفة التفاصيل الكاملة لواقعة مقتل عامل على يد صديقه.
بدأت الصداقة بين "كريم" وأحمد" من 10 سنوات؛ فقبل 15 عاماً، غادر "أحمد" محافظة قنا، محل ميلاده، واستقر بمنطقة منشية عبد المنعم رياض بشبرا الخيمة.
وبعد إقامته في منزل أحد أقاربه بالمنطقة لمدة خمس سنوات، انتقل للعيش في منزل خاله، وكما يتذكر "م .ع" أحد الجيران، فإنه "تعرف على "كريم"، وبمرور الوقت توطدت العلاقة بينهما، وأصبحا يقضيان معظم وقتهما سويا".
كانت آخر مرة يرى فيها شهود العيان، الصديقين معاً، في الساعة الخامسة فجر الأربعاء، سادس أيام عيد الأضحى الماضي، حيث جلس المتهم والمجني عليه على مقهى "أبو المعاطي"، الذي يبعد عن مسرح الجريمة بقرابة 100 متر، وتناولا المشروبات والعصائر، قبل أن يغادرا لمسكن الضحية.
وكما يروى أحد شهود العيان، فإنه يوم الحادث، وعقارب الساعة تشير إلى السابعة صباحاً، فوجئ السكان بصراخ إحدى السيدات، بعد ملاحظتها انبعاث أدخنة من منور العقار دون معرفة مصدرها.
وعقب فترة من البحث توصلوا إلى أن مصدر الدخان، مسكن المجني عليه بالطابق الأرضي في العقار، فصعدوا إليه ليجوا جثته مشتعلة، وهو ما أصابهم بحالة من الرعب.
وبعد اخماد النيران، سارع الأهالي لإبلاغ قسم شرطة أول شبرا الخيمة، وما هي إلا لحظات حتى حضرت قوةٌ من الشرطة والنيابة العامة، وبعد إجراء المعاينة تم التحفظ على جثة المجني عليه داخل المشرحة.
وشكل رجال المباحث فريقَ بحث، وبعد 11 يوماً من التحري ومراقبة المترددين على المنطقة ومراقبة تحركات أصدقاء المجني عليه، أمكن تحديد هوية المتهم .
"كان نايم وسط الزبالة" يوضح أحد الجيران أنه فوجئ بعدد من الضباط يسارعون نحو مقلب قمامة خلف مسكن الضحية، وما هي إلا لحظات وعادوا ممسكين بالمتهم، فانتابت الأهالي حالة من التعجب والاستغراب، لأنهم "مكنوش متخيلين إن كريم ممكن يقتل أحمد".
"مارس الشذوذ معي فقرفت منه" بتلك الكلمات برر المتهم "كريم" قتله صديقه وإشعال النيران في جثته، موضحاً في اعترافاته "أن المجني عليه مارس الشذوذ معه عنوة، فاستغل خلوده إلى النوم واعتدى عليه بالضرب بعصا حتى فارق الحياة، وفي محاولة لإخفاء جريمته أشعل النار في جثته".
وكان مأمور قسم شرطة أول شبرا الخيمة تلقى بلاغاً من الأهالي بانبعاث أدخنة من عقار كائن بمنشية عبد المنعم رياض دائرة القسم، ووجود جثة "أحمد" (45 سنة) عامل.
تم تشكيل فريق بحث استمر لأكثر من 11 يوما من البحث والتحرى، حتى توصل فريق البحث إلى أن وراء ارتكاب الواقعة، المدعو "كريم.ح" عاطل، ومقيم بمنشية عبد المنعم رياض دائرة القسم. وبعد تقنين الإجراءات تمكن النقيب أحمد الشامى من ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة. أمرت نيابة قسم أول شبرا الخيمه بحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
فيديو قد يعجبك: