"هبة" وأطفالها الثلاثة من أمام سجن طرة: "كنت جاية زيارة لجوزي وهاخده معايا"

كتب - صابر المحلاوي:

على بعد أمتار من بوابة السجن، جلست "هبة" مع أطفالها الثلاثة: "رحمة، 8 سنوات، وسحر 6 سنوات، وبطة، 4 سنوات"، والفرحة لا تفارق وجهها بعدما علمت بخروج زوجها في العفو الرئاسي بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر: "الحمد لله كنت جاية لجوزي زيارة الظابط قالي ده خارج الوقتي استني خديه معاكي وانتي ماشية".

كان وصف السيدة الثلاثينية لخروج زوجها بغتة من سجن طرة ليس تعبيرا فقط عن اللحظة التي جاءت بعد يقين البقاء بالسجن لعامين، بل عن استعدادها لمقابلته، وجلست في انتظاره امام "طرة" لعدة ساعات لكي تفاجأه بالأحضان: "كان محبوس بسبب هروبه من الجيش، والحمد لله هيطلع بالسلامة".

"بعت لنا جواب من يومين قالي فيه نفسي أشوفك إنتي والعيال هاتيهم عشان أشوفهم"، قالتها الزوجة قبل أن تضيف: رحمة بنتي قالتلي إمبارح صلي يا ماما عشان بابا يرجع لينا بالسلامة، كان قلبها زي ما يكون حاسس.

في شبين القناطر، ومع أذان فجر اليوم استيقظت "هبة"، لتؤدي صلاة الفجر، قبل أن تنادي على أطفالها "يلا يا بنات هنتأخر على عبدالله".

وصلت الزوجة بصحبة أطفالها أمام سجن طرة، اتجهت نحو ضابط الأمن المكلف بتأمين البوابة "والنبي يا بيه عايزة أدخل زيارة لجوزي"، ليرد الضابط "جوزك أخد إفراج من إمبارح في العفو وهيطلع الوقتي"، قالها الضابط بعد الاستفسار عن اسم المسجون.

وسط حاله من الفرح جلست السيدة الثلاثينية مع أطفالها قبل أن تردد "رحمة" "يا عبد الله يا عبد الله"، لترد الأم: أبوها كان دايما يغنيها ليها قبل دخوله السجن، بينما وقفت الطفلة الأخرى تزغرد في حالة من الفرح.

يأتي ذلك تفعيلًا لمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي "سجون بلا غارمين"، وتنفيذًا لقرار العفو عن باقي مدة العقوبة بالنسبة إلى بعض المحكوم عليهم. وعقد قطاع مصلحة السجون لجانًا لفحص ملفات نزلاء لتحديد مستحقي الإفراج بالعفو عن باقي مدة العقوبة، حيث انتهت أعمال اللجان برئاسة مساعد أول وزير الداخلية للقطاع اللواء زكريا الغمري إلى انطباق القرار على عدد من النزلاء، وباشرت اللجنة العليا فحص حالات مستحقي الإفراج الشرطي لبعض المحكوم عليهم.

ويستبعد من قوائم الإفراج المحكوم عليهم فى الجنح التى تمس الحكومة من الخارج والداخل وحائزى المفرقعات والرشوة وجنايات التزوير والجرائم الخاصة بتعطيل المواصلات.