بالفيديو.. لماذا أشعل "مجرم الدويقة" النار في جثث ضحاياه بعد قتلهم؟

كتب – فتحي سليمان:

انشغل الجميع بعملية إطفاء النيران ومحاولة إخراج جثة "مستر حسن"، و3 أسطوانات غاز، قبل أن تتحقق كارثة في العقار رقم 44، صباح الخميس، وبينما هم كذلك وقف "محمد" يرقب ما يفعله الآخرون، دون أن يندهش أو يستاء من مشهد النيران، والجثة المتفحمة، والشقة المحترقة.

اندس المتهم وسط الأهالي تماماً مثلما تسلل في وقت سابق إلى الشقة، وبدأ في نسج خيوط الواقعة التي بدأت صباح الخميس الماضي، فيقول الأسطى ناصر: "سمعت مراتي بتصرخ، جريت لقيت النار بتولع في شقة مستر حسن، كسرت الباب ودخلت لقيت منظر النار مرعب، طلبنا المطافي، واكتشفنا أن جثة المستر تفحمت".

كان الجيران يتوقعون أن يكون الحادث قدرياً، حتى كشف تقرير المعمل الجنائي لمديرية أمن القاهرة وجود شبهة جنائية، وبينما يحاول رجال المباحث فك لغز الواقعة، ذهب أحد تلاميذ المجني عليه، لوالده وأخبره برؤية حقيبة المستر الجلد بحوزة "محمد ص" 32 سنة، ليثير شكوك الأب الذي أبلغ رجال الشرطة.

ويكمل الأسطى ناصر: "تأكد رجال الشرطة بعد جمع التحريات أن ابن صلاح كلوب هو المتهم، واعترف بارتكاب الواقعة، ومثل الجريمة أمام النيابة العامة" وبينما كانوا يطفئون النيران يتذكر ناصر ما دار بيه وبين المتهم الذي اندس بينهم: " كان واقف بينا ولقيته بيبص على النار عادي وكأنه يراقب ما يحدث ودخل حمام الشقة وأوهمنا بمساعدتنا في إخماد النيران وعندما سألته هو انت ابن صلاح كلوب قال لي أه".

"عشان اوهم الناس انه مات بسبب الحريق" .. بتلك الكلمات برر "محمد ص" 32 سنة، إشعاله النيران في جثة "قعيد"، بمنطقة مساكن الحرفيين بالدويقة، بعد قتله، وسرقته، لكن تحريات رجال مباحث قسم شرطة منشأة ناصر، كشفت حيلته وتم إلقاء القبض عليه.

المتهم الذي ارتكب واقعة مماثلة منذ 7 أشهر، وظن أنه أفلت بجريمته، شاء القدر أن يفضحه على يد طفل رأى متعلقات المجني عليه وحقيبته الجلد بجوزته، وامام رجال المباحث بدأ يسرد تفاصيل الواقعة، فيقول: "طلعت يوم الواقعة الصبح في العمارة واطمنت انه مفيش حد صاحي في الشقق المجاورة لشقة مستر حسن.. خبطت عليه ولما سألني انت مين قولت له انا محمد صاحب زكريا المكوجي وعايزك تفتح لي عشان فيه حمامة بتاعتي عايز اجيبها وقعت من الشباك عندك".

أضاف المتهم: "لما فتح لي الباب ضربته بدماغي فوقع على ضهره وقفلت الباب وخنقته حتى مات".

وتابع المتهم أنه أحضر أنبوبة بوتاجاز، ووضعها بالغرفة وفتحها لتسريب الغاز وأحضر مجموعة من الملابس ووضعها حول جثة المجني عليه وأشعل النيران بها حتى تأكد من اشتعال النيران بالجثة.

"عشان أخفي الجريمة.. وأضلل الشرطة.. والناس تفتكر إن الوفاة طبيعية".. كانت تبريرات المتهم، أمام جهات التحقيق، بإشعاله النيران في الجثة: "سرقت شنطته وتليفونين محمول وخاتم ونضارة و300 جنيه وهربت".

تابع المتهم بأنه كان يعتقد أن المجني عليه يحتفظ بأموال كثيرة داخل شقته، ولكونه يعيش بمفرده منذ وقت طويل، خطط لقتله وسرقته، مثلما فعل ذلك منذ 7 أشهر، وذلك حينما اعتدى على عامل مسن، وقتله وأشعل النيران في شقته، ولم تتوصل الشرطة إلى كشفه وقيد الحادث كأنه طبيعي.

توصلت تحريات المباحث إلى أن المتهم، استغل إعاقة المجني عليه، عقب الدخول إلى شقته بحجة البحث عن "حمامة"، سقطت من شرفة شقته، فتعدى عليه بالضرب، وقتله وسرق متعلقاته، وأشعل النيران في جثته، ثم لاذ بالهرب.

كشفت تحريات المباحث أن المجني عليه مدرس لغة انجليزية، كان يقيم بمفرده، ويعاني عجزًا جزئيًا بساقه اليسرى، وأن المتهم علم بإقامة المجني عليه بمفرده اثناء تردده على العقار الذي يقطن به برفقة "زكريا م" ، صاحب مغسلة، لتسليمه بعض الملابس الخاصة به.

يقول الاسطى ناصر: "عرفت بعد كده إن المتهم تعرف على إقامة مستر حسن بمفرده منذ كام يوم لما جه يجيب له هدوم من المغسلة ولما دردش معاه وعزمه على الأكل وأخبره بإنه بياكل اللي نفسه فيه".

وطالب جيران المجني عليه بتوقيع أقصى عقوبة عليه: "لازم يتعدم".. قالها ناصر، فيما أكد محمد نجل شقيقته أنه كان يريد أن يفتك به أثناء عملية تمثيل الجريمة، لولا وجود رجال الشرطة والنيابة العامة.

اقرأ أيضاً:

بـ"حيلة الحمامة".. كيف قتل كهربائي ضحاياه وأحرق جثثهم بمنشأة ناصر؟

سر "حقيبة المستر" التي قادت الشرطة لضبط كهربائي قتل ضحاياه وحرقهم

"مصحف وسبحة".. آخر ما تبقى من متعلقات "مستر حسن" بعد حرق جثته (فيديو)