"وصفة الموت".. كيف ماتت "سمر وهند" بـ6 جنيهات؟
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
كتب – فتحي سليمان وسامح غيث:
ذهب الأب إلى الصيدلي يسأله عن علاج لحشرات الشعر التي أصابت رأس ابنتيه "سمر"، و"هند"، لكن "غسول" الشعر الذي أعطاه إياه الصيدلي، لم يفلح في القضاء على "القمل".
غضبت الأم وطالبت الرجل بإيجاد حل سريع، خاصة أن ابنتهما الكبرى على "وش زواج"، هرول الأب مسرعاً إلى العطار، واشترى "وصفة سحرية" بـ6 جنيهات، لكنها لم تقضِ على حشرات الرأس بل أنهت حياة البنتين.
الاثنين قبل الماضي، وقفت الأم تعد طعام الإفطار بعد صيام نذرته الأسرة، قبل أن تفاتح الأب "سعيد سيد" مجددا في الموضوع الذي أقلقها طيلة الأيام الماضية، وتطالبه بالذهاب إلى عطار قريتهم القبابات بمركز أطفيح جنوب الجيزة، لشراء وصفة تقضي على "القمل" الذي أصاب رأسي ابنتيها سمر 16 سنة، وهند 14 سنة.
ولم يكذب الأب خبراً، وذهب على عجل إلى محل العطارة القريب من منزلهم، وسأل صاحبه "حسين فاروق" عن وصفة للقضاء على حشرات الشعر، فأشار له بالانتظار عدة دقائق، ثم خرج بزجاجة، "خد التركيبة دي أنا عملتهالك مخصوص هتخلص المشكلة، خليهم يحطوا منها يوم بعد يوم على فروة الشعر".
عاد الأب فرحاً إلى زوجته التي نفذت تعليمات العطار بعد تناول الفطور مباشرةً، يقول الرجل: "يا دوب أمهم حطت لهند المادة من هنا، وسرحت شعرها، وبدأت تحط لسمر، قعدت هند تبكي وتقول مش قادرة آخد نفسي، وحاسة إني مخنوقة"، يقول الأب: "شعرت البنتان بحالة إعياء شديدة، فخدتهم وجريت على عيادة الدكتور سليمان أخصائي الباطنة بالقرية فطلب مني تحويلهم على الفور إلى معهد السموم بالقاهرة".
تبعد قرية "القبابات" نحو ساعتين عن وسط القاهرة حيث مقر معهد "السموم"، هرعت أسرة الفتاتين برفقة العطار إلى هناك لإنقاذهما، "يادوب وصلنا المعهد كانوا ماتوا والعطار فص ملح وداب مش عارفينه هرب فين"، ينفعل الأب كاشفاً لـ"مصراوي"، أن العطار أصر على الذهاب معهم إلى معهد السموم حينما أخبره عما حدث "قولت له انت عملت أيه في البنات يا شيخ حسين، قالي هاتهم أشوفهم"، مؤكداً أنه طلب منه إعادة الزجاجة مقابل أي ثمن قبل الذهاب بهما إلى معهد السموم.
التقرير الطبي المبدئي أثبت أن سبب وفاة الفتاتين هو تسممهما نتيجة امتصاص جلد فروة الرأس زيوتاً ودهاناً، نتجت عنه صعوبات في التنفس وهبوط حاد في الدورة الدموية، ما أفضى إلى الوفاة.
الزجاجة التي وصفها العطار، تحتوي على مبيد حشري، ومدون عليها اسم "الشيخ حسين سالم، دبلوم الطب التكميلي، ورقم تليفونه، وتحفظت عليها جهات التحقيق، وقال المتهم حسين العطار، أمام جهات التحقيق، إنه يجلبها من عطار يدعى "حسين ن."، بالقاهرة، ولا يعلم مكوناتها، "أنا معرفش هي بتتكون من إيه لكن فيه زباين كتير اشترتها مني وهي مخصصة للقضاء على القمل والسبان".
"أنا وصفت له ازاي يستخدمها ويحط منها مادة قليلة على الشعر لكن ممكن يكون سقط منها كمية على الأكل وده سبب وفاة البنتين"، هكذا رجح العطار المتهم بالتسبب في وفاة سمر وهند.
بدوره، كذب الأب العطار، وقال: "جريت أسأله عن الوصفة وإيه اللي حصل لبناتي ده بعد ما فضلوا يبكوا وكانوا بيموتوا لقيته طلع لي مبلغ حوالي 4 آلاف جنيه وبيقولي خد اللي انت عايزه وهات لي العلبة".
لم يكن يتخيل العطار أن الأمر بهذه الخطورة التي شعر بها والد الفتاتين، فرد عليه "علبة إيه اللي بتتكلم عنها ياعم اديني أي حاجة وخد العلبة وغور بيها"، ولكن لم يفلح محلول ملحي أعطاه له العطار في إفاقة الفتاتين قبل نقلهما إلى عيادة طبيب القرية.
ووجهت النيابة للعطار 3 تهم هي قتل سمر وهند بالخطأ نتيجة الإهمال، ومزاولة نشاط محل عطارة بدون ترخيص، وعرض وبيع سلعة مجهولة المصدر. ومن جانبه نفى العطار المتهم ذلك، قائلا "محصلش"، لتقرر النيابة حبسه على ذمة التحقيقات، وتأمر باستعجال تحريات المباحث، واستدعاء والدة المجني عليهما لسماع أقوالها.
وكشفت تحريات المباحث أن المتهم "حسين العطار" دائم بيع الخلطات العشبية، لأهالي القرية، مدعياً أنه حاصل على شهادات ودبلومات تدريب وتأهيل في هذا المجال، "الطب التكميلي" ما جعل الأهالي يثقون به ويترددون عليه باستمرار.
فيديو قد يعجبك: