جريمة أم في حي الأكابر.. "دينا" قتلت "جاسيل": "حاولت أسكته مات في إيدي" (صور)
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب - محمد شعبان:
منذ قدومه للدنيا، لم يهنأ "جاسيل" بطفولة سعيدة، انفصلت والدته عن أبيه ثم تزوجت من صاحب مكتب مقاولات بحثًا عن حياة زوجية هادئة تنسيها مرارة فشل زيجتها الأولى، واستقر بها الحال في شقة بحي الأكابر، إلا أن سلوكها العدواني تجاه فلذة كبدها لم يتغير، مسلسل تعديها عليه بالضرب المبرح لم يتوقف إلا بموته.
في ديسمبر الماضي، حضرت "دينا" وطفلها "جاسيل" إلى الحي الثامن المجاورة الرابعة بمدينة الشيخ زايد، بحثًا عن سكن جديد، ووقع اختيارها على استئجار شقة "على الروف" في الفيلا رقم (14) لبدء حياة جديدة لكنها لم تكن على علاقة وطيدة بجيرانها في منطقة ذات كثافة سكانية متوسطة، إلا أن اعتداءها الدائم على طفلها أثناء سيرهما في الشارع كان بطاقة تعارفها مع السكان.
صبيحة كل يوم، تخرج ابنة الـ28 سنة في طريقها إلى عملها كسكرتيرة في شركة خاصة عقب توصيل طفلها -الذي لم يتعد الرابعة من عمره- إلى دار حضانة، يقضي فيها ساعات النهار لحين انتهاء ساعات عمل والدته واصطحابه للمنزل في المساء، ورغم عزلتها إلا أن صراخ الطفل المستمر كان علامة مميزة لتلك الشقة في عقار تقطنه أسرة مالكه فقط.
منذ أسبوع، وصل مسلسل اعتداء الأم على طفلها إلى محطة العنف المفرط، إذ نُقل "جاسيل" إلى المشفى إثر إصابته بشرخ في الجمجمة نتيجة ارتطام رأسه بالحائط، وجاءت تعليمات الطبيب شديدة اللهجة: "عاملي ابنك بطريقة كويسة علشان هتخسريه"، إلا أنها لم تُبد اهتماما للنصيحة، واستمرت في ضرب الطفل حتى أصيب بحالة عدم اتزان.
لم يكن الأربعاء الماضي كسابقيه لعائلة أبوسعيد، حارس عقار مجاور للفيلا رقم (14)، أيقظته قوة من قسم شرطة الشيخ زايد واصطحبته إلى القسم وسط تساؤل زوجته: "يا بيه.. جوزي عمل إيه ده غلبان ومش بتاع مشاكل؟"، إلا أنها لم تحصل على إجابة قاطعة من رجال المباحث تخمد النار التي اشتعلت في جوفها.
داخل مكتبه بقسم شرطة الشيخ زايد، كان العميد عمرو حافظ يفحص دفتر محاضر النوبتجية الليلية تقطع تركيزه إشارة عبر جهاز اللا سلكي من الخدمة المعينة على حراسة مستشفى الشيخ زايد بوفاة طفل مصاب بكدمات متفرقة في الجسم ووجود شبهة جنائية.
في غضون دقائق، انتقل الرائد سامح بدوي رئيس مباحث الشيخ زايد ومعاوناه الرائد محمد المسلمي والنقيب عماد الخولي إلى المستشفى، وأخبرهم الطبيب المعالج باستقبال الطفل "جاسيل" في حالة سيئة للغاية، وأن الفريق الطبي حاول إنقاذه لكن صاحب الجسد الضئيل ودع الدنيا متأثرًا بإصابته، تسلم بعدها رئيس المباحث تقريرًا حول حالة الطفل المتوفى التي أكدت تعرضه للضرب المبرح.
بمرور ساعات، عاد "أبوسعيد" إلى منزله لترتسم البهجة على وجه الزوجة "الحمد لله خرجوني.. ده كانوا شكين إني قتلت ابن الست دينا جارتنا"، حاولت زوجة حارس العقار استيعاب ما وقع على مسامعها للتو، لتبادر بسؤاله: "إيه اللي حصل؟"، ليروي لها تفاصيل دقائق الخوف والرعب التي قضاها داخل القسم.
"قبل ما يسمعوا أقوالي مشوني عشان الست اعترفت بقتل ابنها".. يقول حارس العقار إن الجارة "دينا" سددت لكمات متتالية لطفلها حتى سقط مغشيًا عليه، وأسرعت بنقله إلى المستشفى لكن محاولتها باءت بالفشل، لتلتقط زوجته طرف الحديث: "الست دي كانت بتضرب طفلها وهي ماشية في الشارع.. كانت قصة شعرها زي الرجالة"، لافتة إلى أن زوجها الحالي أسندت إليه مهمة إنهاء أعمال التشطيب لعقار مجاور للشقة محل سكنهما.
أمام رجال المباحث، ادعت والدة الطفل -في البداية- مسؤولية القائمين على دار الحضانة عن وفاة طفلها، إلا أن فحص كاميرات المراقبة كشف كذب روايتها، وبتطوير مناقشتها أدلت باعترافات تفصيلية عما اقترفته يداها: "ما كنش قصدي.. كنت عاوزاه يبطل بكاء ومرة واحدة منطقش"، لتكشف تحريات المباحث عن إصابة المتهمة بأزمة نفسية تعاني منها منذ فترة، ليقرر قاضي المعارضات بمحكمة جنوب الجيزة تجديد حبسها 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
فيديو قد يعجبك: