"من الإسماعيلية إلى الجيزة".. حكاية الطالبة "شهد" التي أثارت الجدل بوفاتها
كتب- محمود الشوربجي:
أثارت واقعة العثور على جثة الطالبة شهد أحمد بنهر النيل بمنطقة الوراق شمالي محافظة الجيزة- جدلًا كبيرًا، وصارت الأكثر تداولًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية.
وتصدر هاشتاج "#ادعوا_لشهد_أحمد" قائمة الأكثر تداولًا على "تويتر" لمدة ساعة، ثم أُطلق هاشتاج آخر بعنوان "#حق_شهد_لازم_يرجع" وتصدر قائمة الأكثر تداولًا لمدة 7 ساعات، قبل أن يتراجع ثانيًا.
بداية الواقعة
البداية كانت بتداول عدد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي واقعة اختطاف فتاة جامعية عقب خروجها من الجامعة بتاريخ 6 نوفمبر الجاري، والتي لم تعد إلى مقر إقامتها المؤقت بمدينة الإسماعيلية.
تزامن مع ذلك قيام أحمد كمال حسين، والد الطالبة شهد، مدرس ومقيم بمدينة العريش بشمال سيناء- بالإبلاغ عن غياب ابنته، الطالبة بإحدى كليات الصيدلة، وعدم اتهامه أو اشتباهه في غيابها جنائياً، وقد تم النشر عن الغائبة في حينه، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم.
العثور على جثة بنهر النيل بالوراق
في 7 نوفمبر الجاري، تبلغ لقسم شرطة الوراق بمديرية أمن الجيزة العثور بنهر النيل على جثة غريق لفتاة مجهولة في العقد الثاني من العمر ترتدي ملابسها بالكامل، ولا يوجد ثمة إصابات ظاهرية بها.
عقب العثور على الجثة تم نقل الجثمان إلى مستشفى إمبابة العام، وبتوقيع الكشف الطبي بمعرفة مفتش الصحة؛ أفاد بأن سبب الوفاة إسفكسيا الغرق، وعدم وجود شبهة جنائية في الوفاة، وقد تم النشر عن الجثة بأوصافها.
كيف تعرفت أسرة "شهد" على جثتها؟
استعلمت النيابة العامة عن حالات الجثث المجهولة بتعميم نشرة على أقسام الشرطة بنطاق الجمهورية لمضاهاة مواصفات جثة الفتاة بالمواصفات الواردة بمحاضر وبلاغات التغيب من خلال التنسيق مع مصلحة الأمن العام التي تربط بين كافة مديريات الأمن.
وأسفرت إجراءات النشر عن وجود بلاغ تغيب منذ ٤٨ ساعة بمديرية أمن الإسماعيلية لفتاة تشتبه مواصفاتها مع التي تم العثور عليها بنهر النيل، تواصلت الجهات الأمنية مع أسرة الفتاة المبلغ بغيابها والتي حضرت وتعرفت على الجثة مؤكدة أنها لابنتها.
"وسواس قهري"
في 8 نوفمبر الجاري حضر والد الطالبة شهد، وتعرف على الجثمان، وقال إنها ابنته التي كانت تعاني من مرض نفسي "وسواس قهري" وتُعالج لدى أحد الأطباء النفسيين بالإسماعيلية، وسبق أن حرر محضرًا بغيابها بقسم شرطة ثالث الإسماعيلية ولم يتهم أحدًا.
تشريح جثة الطالبة
وأمرت النيابة العامة، أمس الجمعة، بتشريح جثة الطالبة شهد أحمد، والتصريح بدفنها عقب صدور تقرير الطب الشرعي.
وقالت مصادر أمنية إن الجثة التي تم انتشالها من نهر النيل بالقاهرة هي جثة الطالبة شهد أحمد طالبة بكلية الصيدلة بجامعة قناة السويس، وأن المعاينة الأولية للجثة أثبتت عدم وجود شبهة جنائية أو آثار اعتداء، كما أنه تم العثور عليها بكامل ملابسها التي اختفت بها.
أصدقاء شهد
"كانت تتمتع بدرجة عالية من الخلق بالإضافة إلى أنها ودودة جدًا مع زملائها وأصدقائها بالجامعة.. وهذا كان جزء من الدافع الذي جعل الإسماعيلية بالكامل تساهم في البحث عنها والانشغال باختفائها".. يصف "كريم م." أحد زملائها "شهد" في الجامعة شخصيتها.
ويضيف: "آخر مرة شفت شهد كانت يوم الأربعاء الساعة 10 صباحًا.. وحضرت محاضراتها وكان شكلها طبيعي جدًا إلى أن شعرت بحالة بإعياء بدني وفضلت المغادرة، وبالفعل غادرت الجامعة الساعة 12 ظهرًا إلى محل سكنها الذي لا يبعد كثيرًا عن الجامعة 5 دقائق بالتاكسي، صار اليوم بشكل طبيعي جدًا إلى أن علمنا من زملائنا في الجامعة أنها لم تصل إلى بيتها حتى الساعة العاشرة من مساء اليوم نفسه، وهذا ما دفع أسرتها إلى التوجه إلى الجامعة للاستفسار حيث أنهم لم يتمكنوا من التواصل معها هاتفيا بسبب إغلاق هاتفها".
ويشير "أحمد" أحد زملاء شهد بالجامعة في الفرقة الثالثة: "قمنا وعدد من الزملاء بالبحث والسؤال عنها بمحيط السكن والجامعة والمستشفيات حتى إبلاغ الجهات الأمنية إلا أن الأمر باء الفشل؛ بعدها اقترح علينا أحد الأصدقاء استغلال مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك للمساعدة في البحث عنها، فيسبوك عليه ملايين وممكن يساعدونا بشكل أسرع، وبالفعل تم النشر على الصفحات الداخلية في المحافظة والحي إلى الصفحات العامة التي تتمتع بعدد كبير من المتابعين، ولاقت الواقعة تفاعل كبير من المستخدمين حتى تحولت المنشورات إلى هاشتاج بعنوان #ادعوا_لشهد_أحمد شارك فيه الآلاف من أهل الإسماعيلية ومصر بشكل عام".
فيديو قد يعجبك: