14 طعنة نافذة في جسد "ميرنا".. لغز مقتل طفلة "كفر عبدالله" بالشرقية
كتب- محمود الشوربجي:
كعادة قرية كفر عبدالله عزيزة، التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، يسيطر الهدوء عليها، إلى أن قطع هذا الهدوء صريخ أم بعدما تفاجأت بجثة طفلتها "ميرنا حسام" غارقة في دمائها داخل مسكنهم، وجسدها ممزق بطعنات نافذة.
المجني عليها تبلغ من العمر 15 عامًا تقريبًا، ولم تلتحق بالتربية والتعليم لمعاناتها من ثقل في الكلام، منذ ولادتها، رغم تمتعها بكامل قواها العقلية والجسدية.
صباح الخميس قبل الماضي، ذهبت والدة الضحية وشقيقتها- طالبة بالمرحلة الثانوية التجارية- إلى سوق القرية لتدبير احتياجات المنزل الأسبوعية، وكعادة غالبية الأيام تركوا "ميرنا" وحيدة داخل المنزل، فلا توجد ثمة خلافات بين أهل الضحية والجيران وحتى باقي أسر القرية تجعلهم يخافون من ترك طفلتهم وحيدة، يقول "محمد. ت"، أحد أهالي القرية.
من المؤكد أن الأمر كان مُدبرًا سلفًا؛ فساعات قليلة فصلت بين تحرك الأم من المنزل للذهاب إلى السوق وعودتها من جديد، لتكتشف مقتل طفلتها بمجرد وصولها المنزل "رجعت البيت هي وبنتها الكبيرة لقت ميرنا مقتولة بسكينة وغرقانة في دمها"، فلم تتمالك الأم نفسها من هول الفاجعة حتى سقطت مغشيًا عليها بعد دقائق من تجمع الجيران وأهالي البلدة على أصوات الصراخ والاستغاثة، يوضح "محمد".
والد المجني عليها يعمل في إيطاليا، منذ سنوات، ويتردد على أسرته بين الحين والآخر- بييجي البلد في الإجازات السنوية بتاعته- وبالتالي هو في منأى عن أي خلافات أو مشاكل عائلية قد تدفع أحدًا للتفكير في الانتقام منه عبر ابنته، يضيف "محمد. ت".
الجاني ربما كان يراقب تحركات الأسرة منذ فترة، فاستغل عدم تواجد أحد في المنزل رفقة الضحية، واقتحم المنزل- عقب تأكده من خروج أفراد الأسرة باستثناء ميرنا- لسبب فسره البعض بأنه قد يكون بدافع السرقة؛ لكون والد الضحية أحد أبناء القرية الذين قضوا سنوات طويلة في إيطاليا ويطمع البعض فيه، أو ربما يكون الدافع هو الاعتداء على الطفلة واستغلال عدم قدرتها على التحدث أو الصراخ والاستغاثة بأحد من الجيران- يضيف "حمادة. ع" أحد أبناء القرية.
14 طعنة نافذة بجسد الضحية أنهت حياتها على الفور دون رحمة من الجاني، لكن الغريب في الأمر أن نوافذ الشقة- مسرح الجريمة- جميعها سليمة دون تعرض أي منها للكسر أو الاقتحام- وفق أبناء القرية- وبمجرد إبلاغ أهل الطفلة قوات الأمن جرى نقلها لأحد المستشفيات لمحاولة إسعافها لكن دون فائدة؛ وتم التحفظ عليها داخل المشرحة، وعقب العرض على النيابة العامة صرحت بالدفن بعد إجراء الصفة التشريحية للجثة.
قتل ميرنا صار لغزًا أمام أجهزة الأمن التي فتحت تحقيقًا في الواقعة، وبدأت في استجواب أفراد أسرتها بالكامل وعدد من المقربين والجيران لفك شفرة هذا اللغز "فيه ناس محجوزة في القسم من وقت الجريمة لغاية دلوقتي" يؤكد "حمادة. ع".
"ماشيين في كل الطرق علشان نوصل للقاتل"، فمنذ مقتل ميرنا، ونحن لم نذق طعم الراحة، تركنا أعمالنا، وتفرغنا للبحث عن الجاني، فلسوء الحظ لا توجد أي كاميرات مراقبة قريبة من منزل الضحية، والتي كانت ستسهل الوصول إلى خيط قد يوقع بالجاني.
كان اللواء عاطف مهران، مساعد الوزير، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من العميد عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية بالمديرية، بورود بلاغ لشرطة النجدة بالعثور على جثة طفلة مقيمة بقرية كفر عبدالله عزيزة، مركز منيا القمح، داخل منزلها مصابة بعدة طعنات بمناطق بالجسم.
وانتقلت إلى مكان الواقعة قوة أمنية من مركز شرطة منيا القمح، وتبين من التحريات العثور على فتاة في العقد الثاني من العمر جثة هامدة نتيجة إصابتها بجروح قطعية، وكشفت المعاينة الجنائية الأولية لمنزل أسرة الطفلة "ميرنا" تلقي الضحية 14 طعنة بأنحاء متفرقة بالجسد.
فيديو قد يعجبك: