إعلان

من المقاومة لفضيحة على فيسبوك.. مأساة طفل مع "أدهم" وأعوانه

06:07 ص السبت 31 أغسطس 2019

أرشيفية

كتب - محمد شعبان:

ظهر الأحد الماضي، بعيدا عن صخب الطرقات وضوضاء آلات تنبيه السيارات، توجه 4 مراهقين لا تتعدى أعمارهم الـ16 سنة إلى منطقة زراعية على أطراف مركز أوسيم بدعوى أخذ قسط من الراحة وتناول وجبة الغداء سويا إلا أن ضيفهم الخامس "إبليس" أضفى طابعا شيطانيا على تلك الجلسة انتهت بمقطع فيديو خارج على مواقع التواصل الاجتماعي.

كعادته كل صباح، استقل "محمد" ذو الـ15 ربيعا دراجته ذات الثلاث عجلات "توك توك" يجوب شوارع المركز الريفي البسيط؛ بحثا عن الرزق على وعد بالعودة وقت المغيب لتناول العشاء مع أفراد أسرته.

على ناصية أحد الشوارع حيث تجمع بعض سائقي "التوك توك" تقابل "محمد" مع صديقه "أدهم" واثنين آخرين من أبناء بلدته -ذات الطابع القروي- طلب منه صاحب الـ16 سنة مرافقتهم إلى وجهتهم "تعالى ناكل لقمتين مع بعض".

إشارات ضبط الوقت كانت تشير إلى الثانية عشرة ظهرا، وصل الأصدقاء الأربعة منطقة تحيطها الحقول الخضراء، استفسر "محمد" عن الطعام الذين سيتناولوه سويا بينما تفحصه نظرات 3 مراهقين كاشفة عما يجول بخواطرهم.

"إقلع البنطلون ياض" صُعق "محمد" فور سماعه تلك الكلمات الخادشة للحياء، ظن للوهلة الأولى أنها محض مُزحة حتى فوجئ بشروع الثلاثة في إجباره على خلع بنطاله بالقوة تارة واللين أخرى.

تشبث الطفل ببنطاله تارة وملابسه الداخلية أخرى في ظل محاولات الأشقياء الثلاثة للكشف عن عورته حتى أخرج "أدهم" هاتفه والتقط مقطع فيديو -لا يتعدى الدقيقة- لصديقه عاري الجسد من الأسفل.

عاد "محمد" إلى منزله لكنها ليست كسابقيها، وجه عبوس ترتسم عليه ملامح الحزن الممزوجة بصدمة لما تعرض له على يد من ظن أنهم رفقاء دربه، واحتمى بغطائه ليغط في سبات عميق أملا في نسيان كواليس اليوم المشؤوم.

48 ساعة تبدلت معها الأحوال رأسا على عقب، مقطع فيديو تبارى بعض الصبية في إعادة نشره على حساباتهم الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يظهر محاولة 3 مراهقين لتجريد طفل من ملابسه عنوة داخل "توك توك".

بحلول مساء يوم الثلاثاء الماضي، وصل المقطع محطته الأصعب حيث والدة الطفل "محمد". لحظات صمت حاولت معها الأم استيعاب الأمر، مسترجعة حالة فلذة كبدها غير المألوفة خلال اليومين الماضيين، بينما تمسك هاتفا جوالا يعرض فيديو يُظهر نجلها في وضع مخل.

انتصف ليل القاهرة، لم يغادر المقدم مجدي موسى رئيس مباحث أوسيم، مكتبه بعد، يتفقد عبر الهاتف الأوضاع الأمنية بدائرة القسم ثم يعود لاستكمال فحص قضية قيد التحقيق حتى يقطع ما ينجزه صوت الباب "يا فندم في ست وابنها عاوزينك ضروري".

بصوت مبحوح بالكاد يسمعه المتلقي، روت والدة الطفل "محمد" ما تعرض له، وقدمت لرئيس المباحث مقطع الفيديو مناشدة إياه "إحنا غلابة وفي حالنا.. عاوزة حق ابني يا بيه" ليطمأنها الضابط بأنهم لن يغادروا ديوان القسم حتى يُقبض على الأشقياء الثلاثة.

توجيهات حازمة وسريعة وجهها المقدم مجدي موسى لمعاونه الرائد وليد كمال بفحص الواقعة وضبط المشكو في حقهم قبل شروق الشمس.

دقائق معدودة احتاجها الرائد وليد كمال للوقوف على حقيقة الأمر، صفحة على "فيسبوك" تحمل اسم "أدهم الشرقاوي" نشر صاحبها المقطع المُشار إليه، وتبين أنها تخص صديق الضحية "أدهم".

بالعرض على العميد عمرو طلعت رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، وجه بسرعة ضبط المتهمين، فانطلقت مأمورية قادها المقدم مجدي موسى ومعاونه الرائد وليد كمال، وأمكن ضبط الثلاثة في أقل من ساعة لدى تواجدهم في منازلهم وبحوزة المتهم الرئيسي الهاتف الذي يحيو الفيديو.

أمام العقيد أحمد الوليلي مفتش مباحث قطاع الشمال، أقر "أدهم" بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه، وعلل المتهمون الثلاثة السبب "كنا بنهزر معاه"، وأحالهم اللواء محمود السبيلي مدير مباحث الجيزة، إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهم على ذمة التحقيق.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان