تدخل دبلوماسي وشكر رسمي.. مهمة الـ60 دقيقة لتحرير تاجر أردني في الجيزة
كتب - محمد شعبان:
"تعالى نتقابل علشان نخلص الخلافات اللي بينا" لم يتردد تاجر أردني في قبول طلب ابن بلدته الأربعيني، همَّ بالتوجه إلى المكان المتفق عليه دون أن يدري بما يُحاك له وأنه قد لا يغادر جدرانه الأربعة مجددا لولا يقظة رجال المباحث.
داخل شقة سكنية بضاحية مدينة نصر شرقي محافظة القاهرة، جلس "عادل.ا" 49 سنة، يحمل الجنسية الأردنية، منزويا في أحد الأركان يبحث السبيل لإنهاء خلاف مالي بينه وبين تاجر أردني أيضا بقيمة 300 ألف دينار، أخذ ينفث دخان سيجارته بالقرب من النافذة متنقلا ببصره بين المارة بالشارع بينما تتدفق الأفكار دون توقف حتى اختمرت في ذهنه إحداها ذات طابع شيطاني غير عابئ بما قد تؤول إليه الأمور.
السبت الماضي، بدت الأجواء مألوفة داخل أروقة قسم شرطة الدقي القريب من مجرى نهر النيل، يتفقد العقيد محمد الطويل مأمور القسم الخدمات الأمنية ويطمئن على سير العمل وحسن معاملة المواطنين، رمق أحد أفراد الشرطة مهرولا من البوابة "في عربية دبلوماسية واقفة برا القسم".
استقبل مأمور القسم الضيف داخل مكتبه فهو "أحمد.خ" 32 سنة، مساعد بالقنصلية الأردنية، أفاد بتلقي سفير المملكة الأردنية الهاشمية اتصال هاتفي من "فضل" بأن شقيقه "ناصر أحمد فاضل" 46 سنة، اتصال به من رقم محدد، وأبلغه "أنا مخطوف في مزرعة دواجن بسقارة"، وطلب خاطفيه فدية 100 ألف دولار مقابل إطلاق سراحه.
شكل اللواء محمود السبيلي مدير مباحث الجيزة، فريق بحث رفيع المستوى ترأسه العميد عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية، والعميد عمرو طلعت رئيس مباحث شمال الجيزة، وبمشاركة العقيد عمرو البرعي مفتش فرقة الوسط، والمقدم محمد أبو زيد، وكيل الفرقة، وتركزت على فحص علاقات المجني عليه، وطبيعة تعاملاته التجارية ومراجعة سجل المكالمات.
60 دقيقة فقط احتاجها الرائد حسام العباسي معاون مباحث الدقي، لفك طلاسم القضية، المجني عليه "تاجر" على خلاف مع آخر أردني، تبين أنه ضمن الأرقام الصادرة والواردة بسجل هاتف المختطف، وأنه احتجزه داخل مزرعة دواجن بقرية أبو صير بمركز البدرشين جنوب محافظة الجيزة تزامنا مع ورود اتصال للإدارة العامة لشرطة النجدة من المجنى عليه "من رقم مُحدد" أبلغ عن احتجازه بمزرعة دواجن بالمنطقة المُشار إليها.
بدت الصورة واضحة أمام رجال المباحث، ليوجه اللواء مدحت فارس نائب مدير مباحث الجيزة، بتكوين مأمورية مشتركة من فرقتي الوسط والجنوب بمشاركة العقيد أيمن الشرقاوي مفتش فرقة العياط والبدرشين؛ لتحرير التاجر الأردني دون تعرضه لأذى.
عقب تقنين الإجراءات، داهمت مأمورية المزرعة بقيادة المقدم هاني الحسيني رئيس مباحث الدقي، ومعاوناه الرائد حسام العباسي ومحمد مجدي، ونجح رجال المباحث في تحرير التاجر المختطف أثناء تواجده داخل استراحة مستأجرة بالمزرعة.
ألقت القوات على العقل المدبر "عادل. ا" 49 سنة، أردنى الجنسية، بالاشتراك مع "ايمن.م" 38 سنة، مبيض محارة، وعامل يدعى "أشرف.ع" 39 سنة، وبحوزة الأخير طبنجة صوت، فاقتادتهم القوة إلى قسم الدقي لاستكمال التحقيقات، والوقوف على ملابسات الواقعة كاملة.
اقر المتهم الأول باستدراج المجنى عليه إلى المزرعة واحتجازه بمعرفة الثانى والثالث؛ بسبب خلافات مالية قدرها 300 ألف دينار أردني، وأيد المتهمان صحة التحريات وما جاء في اعترافات الأول، وأن مشاركتهما مقابل حصول كل منهما على مبلغ 50 ألف جنيه لتسدل الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة الستار على القضية في أقل من 24 ساعة وسط إشادة مسؤولي السفارة الأردنية بالجهود المبذولة وسرعة التحرك وإطلاق سراح التاجر من خاطفيه.
فيديو قد يعجبك: