إعلان

انفجارات هزت أكتوبر.. ملحمة الـ180 دقيقة في مواجهة جحيم كرفانات جهاز الحدائق -(صور)

01:41 م الأربعاء 02 ديسمبر 2020

كتب - محمد شعبان:

الخامسة والنصف فجر الأربعاء. هدوء يطبق على مقر الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة بمنطقة بين السرايات، انتهى أفراد النوبتجية المسائية من أداء صلاة الفجر في انتظار انتهاء "نوبة العمل" الخاصة به لكنها لحظات حملت معها سيناريو مغاير تماما.

ثوان معدودة تبدل معها المشهد رأسا على عقب، هرع أفراد أطقم الإطفاء كل إلى سيارته بعد سماع دوي سارينة الإنذار إيذانا بورود بلاغ حريق في 4 كرفانات تابعة لجهاز مدينة حدائق أكتوبر.

أسرع مسؤول غرفة العمليات لإبلاغ اللواء هشام صادق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، الذي أنهى للتو صلاته. ارتدى بدلة الحماية المدنية الواقية لمرافقة القوات.

طوال الطريق من الدقي إلى أكتوبر يتابع اللواء هشام صادق تطورات الموقف -لحظة بلحظة- ليتلقى إشارة بوصول سيارة إطفاء حدائق أكتوبر تلتها سيارة سوق الجملة.

فور وصوله، أجرى مدير الإدارة معاينة سريعة لموقع الحريق،25 كرفانا كانوا مقر ثابت لجهاز مدينة حدائق أكتوبر تضم إدارات الشؤون المالية والقانونية والعيادات الطبية. تم نقل بعضها إلى المقر الجديد منذ شهرين عبارة عن مبنيين (أرضي وأول وثاني) على يمين ويسار الكرفانات مع تخصيص ساحة انتظار سيارات في الوسط.

تشاور اللواء هشام صادق مع مساعديه اللواء علاء السعيد والعميد محي الدين محمد لرسم خطة عمل سريعة لتجنب خسائر فادحة قد تحدث.

خلص القادة الثلاثة إلى استغلال سيارات الإطفاء الخمس وخزاني مياه استراتيجيين الأول بسعة 15 طنا والثاني 35 طنا في محاصرة النيران من الجهات الأربع.

بدأ الحريق من الوسط وامتد إلى اليمين واليسر بفعل الحشائش المزروعة وازداد بسبب تفحم أجهزة التكييف ومنقولات البوفيه التي يضمها كل "كرفان".

أولى العقبات التي واجهت رجال الحماية المدنية هي أن الكرفانات من الخشب ذات أسقف من الجمالون فتسبب انهيار الأسقف في ارتفاع ألسنة النيران مما زاد الأمور تعقيدا.

استعان رجال الإطفاء بلودر تابع لجهاز مدينة حدائق أكتوبر لإزالة تلك الأسقف ومن ثم السيطرة على الحريق.

لم يكد يتجاوز رجال الدفاع المدني تلك العقبة حتى اصطدموا بكارثة كادت تودي بحياة الكثير.

أصوات انفجارات متتالية هزت أرجاء المنطقة، حالة من الخوف والهلع سيطرتا على الحضور الذين جاءوا من كل حدب وصوب لاستكشاف ماهية الحريق الذي استيقظوا على رائحة أدخنته المتصاعدة ونيرانه المرتفعة.

حمل أحد الضباط الخبر اليقين لقائد قوات الحماية المدنية "في تشوينات من أسطوانات الغاز".

58 أسطوانة بوتاجاز صادرها جهاز المدينة تم وضعها وسط الكرفانات دون إفراغها أو التخلص منها بطريقة آمنة.

سوء تصرف وإهمال المسؤولين بجهاز المدينة كاد يتسبب في كارثة. انفجرت نحو 12 أسطوانة بعضها "مافيش بقايا ولا أي آثر ليها".

60 دقيقة من العمل الجاد والمتواصل احتاجها أبطال الحماية المدنية للسيطرة على الحريق دون إصابات ومنع امتداد النيران إلى المباني الجديدة ونحو 5 كرفانات.

هدأت الأوضاع والتقط الجميع أنفاسهم لتبدأ المرحلة التالية "التبريد" بقيادة

المقدم محمد إمام والمقدم عمرو حسين.

بالتزامن مع وصول مدير أمن ومدير الجهاز أشارت المعاينة إلى حقيقة الحريق كاشفة عن مفاجآت عدة.

بداية الحريق كانت شرزا كهربائيا حسب مسؤول غرفة العمليات الخاصة بالجهاز "كنت بايت هنا..طلعت لقيت المكان مولع".

الحريق لم يحدث صدفة بل وقع بشكل مصغر نحو 3 مرات خلال الفترة الماضية. تبين حدوث ماس كهربائي بسبب التوصيلات عشوائية، خاصة أن جميع الكرفانات محل الحريق تم تأسيسها بواسطة الشركات العاملة في أعمال البناء والمقاولات للمناطق السكنية بالمدينة حديثة العهد، تُركت كهدية من مسؤوليها للجهاز.

ساعتان ونصف من أعمال الإخماد والتبريد لحريق هائل على مساحة 1800 متر سطر فيه رجال الدفاع المدني ملحمة بطولية في مجابهة خطر النيران في سبيل الوفاء بقسم أقسموه بحماية الأرواح والممتلكات مهما بلغت صعوبة الأمر.

كلمات شكر وامتنان قدمها مدير جهاز المدينة للواء هشام صادق ورجال الإطفاء على سرعة استجابتهم واحترافية التعامل مع البلاغ.

في ذلك التوقيت وصل فريق من النيابة العامة والأدلة الجنائية لمعاينة آثار الحريق بينما يستعد رجال الإطفاء لمغادرة موقع الحريق في طريق عودتهم كل إلى مقر تمركزه بعد 180 دقيقة في مواجهة جحيم نيران "كرفانات" جهاز المدينة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان