"هروب من أجل البقاء".. كواليس حريق الـ3 ساعات في الجيزة
كتب - محمد شعبان:
مع ارتفاع درجة الحرارة، لجأت ذات الـ21 ربيعا لتشغيل مروحة غرفتها. لم تمر سوى دقائق على وضع الفتاة لـ"فيشة الكهرباء" حتى حدث ماس كهربائي نتج عنه شرز دفعها وباقي أفراد المنزل لمغادرته أملا في البقاء على قيد الحياة.
مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى الثالثة فجر الثلاثاء، هدوء يسود أروقة الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة مع يقظة طاقم النوبتجية المسائية بغرفة العمليات من جهة، وأطقم الاستعداد من أخرى لسرعة التحرك حال ورود بلاغ قد تتبدل معها الأجواء.
مع سماع سارينة الإنذار -المعروفة لدى رجال الدفاع المدني- انطلق كل منهم صوب سيارات الإطفاء للخروج في مهمة جديدة ستدور أحداثها في شارع طارق بن زياد المتفرع من شارع مراد دائرة قسم الجيزة.
في أقل من دقيقة، وصلت السيارات موقع البلاغ، وتبين نشوب حريق في شقة بالطابق السادس، تقطنها ربة منزل واثنين من أبنائها (فتاة - شاب) يجلسون على الجهة المقابلة للعقار بعد مغادرتهم مسكنهم فور نشوب الحريق.
توجيهات سريعة من العميد ماجد سعفان رئيس إدارة الإطفاء، لعناصر الدفاع المدني ما بين تمركز السيارات وسرعة فرد خراطيم المياه واستعداد فريق الإنقاذ البري المزود بأسطوانات الأكسجين فضلا عن الاستعانة بسلم هيدرلويكي لسرعة الوصول لمصدر النيران.
سرعة استجابة قوات الدفاع المدني للبلاغ تحت إشراف اللواء هشام صادق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، حالت دون تفاقم الأمر، وأمكن محاصرة ألسنة النيران وحصرها في غرفة وجزء من الصالة.
"أنا حطيت فيشة المروحة في الكهربا راحت مطلعة شرار.. جرينا وسبنا الشقة".. بهذه الكلمات روت ابنة مالكة الشقة كواليس اللحظات الأولى للحريق.
على مدار 3 ساعات، عكف رجال الإطفاء على تنفيذ عملية التبريد نظرا لاتساع مساحة الشقة نحو 400 متر، وذلك خشية تجدد الحريق مع حرار الطقس.
مع شروق صباح يوم جديد هدأت الأوضاع بالشارع، انتهى رجال الحماية المدنية من مهمتهم وسط كلمات الشكر والثناء من قطاني الشقة وجيرانهم لما بذلوه من جهود لإنقاذ الأرواح والممتلكات.
فيديو قد يعجبك: