أشلاء بمزلقان مزغونة.. كواليس 60 دقيقة تجلت فيها شهامة "ولاد البلد"
كتب - محمد شعبان:
في طريقه من دهشور إلى قرية مزغونة التابعتين لمركز البدرشين جنوب الجيزة، كان "عصام" ينظر إلى ساعته للحاق بموعد اتفق عليه مسبقا، ولم يكن يعلم ابن قرية المساندة مركز العياط ما ينتظره مع غروب الشمس.
حركة غير عادية أثارت انتباه "عصام" لدى وصوله مزلقان مزغونة. تجمع العشرات حول قضبان السكة الحديد فهرع لاكتشاف السبب لتقع عيناه على الطامة الكبرى.
يلملم الواقفون أشلاء جثة شاب اختفت ملامح وجهه. بادر "عصام" بالسؤال عما جرى للتو فجاءت الإجابة صادمة.
ضحية جديدة ضمن مسلسل نزيف الدماء على القضبان. صدم القطار الشاب العشريني أثناء عبوره ليلقى حتفه في الحال.
أُخبر الرجل بأن قرية العطف هي مسقط رأس المتوفى. صمم على عدم التحرك من موضعه حتى يحصل على ما يثبت تلك المعلومة ومن ثم إخبار أسرته، ولا سيما أن غالبية العائلات في المناطق الريفية معروفة لدى قاطنيها.
في ذلك الوقت وصلت قوة تحت إشراف العميد حسام لافي مأمور قسم البدرشين والرائد محمد طبلية رئيس المباحث تنسيقا مع مفتش الفرقة.
التحريات الأولية أشارت إلى أن المتوفى شاب في العشرينات أثناء عبوره شريط السكة الحديد فوجئ بقطار صدمه ليلقى حتفه في الحال.
شدة الاصطدام تسببت في طمس ملامح وجه المتوفى "محدش عرف ملامحه" إلا أن حيازته رخصة قيادة كانت مفتاح كشف هويته.
تبين أن المتوفى يدعى إسلام عطا الله علي سعيد الجعار مقيم قرية العطف مركز العياط، متزوج ولديه طفلة. أما عن رخصة القيادة فهي خاصة بمالك سيارة يعمل عليها الشاب.
لم يتردد "عصام" في تصوير الرخصة ونشرها عبر الصفحات المهتمة بأخبار مركز العياط عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
في أقل من ساعة، نجحت مساعي "عصام" من جهة، والشرطة من أخرى في التوصل إلى أسرة الشاب وإخبارهم بالخبر المشؤوم.
جرى نقل الجثة إلى المستشفى وإيداعها المشرحة تمهيدا لتسليمها لذويه بعد أن تصريح النيابة العامة بالدفن.
أغلقت تلك الصفحة الحزينة مضيفة ضحية جديدة لـ"فتحات الموت" المطلة على شريط السكك الحديدية وسط مناشدة الأهالي للأجهزة المعنية بكتابة الفصل الأخير من الرواية متشحة السواد.
فيديو قد يعجبك: