لهو انتهى بتفحم طفلة.. لحظات حُبست فيها الأنفاس بحريق "شقة فيصل"
كتب- محمد شعبان:
طفلة صغيرة لم تتجاوز العامين، أمسكت دميتها لتلهو كما اعتادت كل صباح، لكن السيناريو اليومي كتب به بشكل مأساوي مشهدها الأخير في حياتها التي لم تبدأ بعد.
تركتها والدتها مع شقيقيها الكبيرين. تركت الثلاثة غير عابئة بما قد تؤول إليه الأمور. فاجعة كانت تلوح في الأفق بدأت بمكالمة هاتفية صادمة خارت معها قوى الأم "إلحقي البيت ولع".
هرعت السيدة المكلومة إلى مسكنها بعقار مجاور لكوبري فيصل لكن بعد فوات الأوان. فارقت صغيرتها الحياة وسط أدخنة أطبقت على الأجواء.
كان القدر رحيمًا بالأم. كُتبت النجاة لطفليها بفضل شهامة الجيران قبل وصول رجال الإنقاذ البري التابعين للإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة برئاسة اللواء هشام صادق.
ظهر أمس الاثنين، تلقى مسؤول غرفة عمليات الحماية المدنية إشارة من شرطة النجدة بنشوب حريق وتصاعد كثيف للأدخنة من عقار سكني مطل على كوبري فيصل اتجاه الجيزة.
على الفور، دفع اللواء هشام صادق بـ3 سيارات إطفاء بقيادة اللواءين هاني محمد وعلاء سعيد ومشاركة المقدم محمد إمام والمقدم أحمد سعيد.
مع تصاعد الأدخنة التي غطت سماء المنطقة ومراقبة العشرات لتطورات الموقف من أعلى الكوبري، أصيبت حركة المرور بشلل تام.
فور وصولهم، عمد رجال الدفاع المدني إلى معاينة موقع الحريق لاسيما صعوبة الوصول إلى العقار فجاء الحل الأمثل استخدام السلم الهيدروليكي.
شقة بالطابق الأول بعد الأرضي على مساحة 40 مترًا، تقطن فيها أسرة بسيطة. التهمت النيران كل شبر فيها، ما أسفر عن تفحم الطفلة.
حالة من الوجوم علت وجوه الحضور، صدمة ممزوجة بحسرة سادت الجميع في الوقت الذي أحكم رجال الإطفاء سيطرتهم على الموقف بمنع امتداد النيران إلى الشقق المجاورة، وتنفذ عملية التبريد لمنع تجدد الحريق.
التحريات ورواية شهود عيان كشفت عن ملابسات اللحظات الأولى للتلك الفاجعة. بينما كان يلهو طفلان بأعواد الكبريت امتدت النيران إلى محتويات المنزل ومن ثم أمسكت بجسد الصغيرة.
لم تستطع الطفلة الهرب. سقطت ضحية ألسنة النيران والأدخنة الكثيفة ومن قبلها إهمال الأم لدى ترك صغارها الثلاثة بمفردهم.
بعد هدوء الأوضاع، استخرج رجال الدفاع المدني جثة الطفلة وسط صرخات الأم التي دخلت في نوبة بكاء هستيرية وسط محاولات من النساء لمواساتها في مصيبتها.
فيديو قد يعجبك: