"رجل وثلاث سيدات".. رحلة "سفاح الجيزة" بدأت بالمحاماة وانتهت بالإعدام
كتب -صابر المحلاوي:
عاقبت محكمة جنايات الجيزة، اليوم الإثنين، فراج عبد العاطي "سفاح الجيزة"، في اتهامه بقتل زوجته، بالإعدام شنقا.
ويعد حكم اليوم هو الإعدام الرابع الذي صدر بحق المتهم، وحصل "السفاح" على حكم الإعدام الأول، في قضية قتل صديقه "رضا"، وحكم الإعدام الثاني في تاريخ 27 مارس الماضي، على خلفية قتل شقيقة زوجته نادين، وفي 5 أبريل صدور حكم الإعدام الثالث، على خلفية اتهامه بقتل سيدة عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، بالإسكندرية.
على الرغم من حرصه الشديد إلا أن "سفاح الجيزة" سقط بعد 5 سنوات من وقائع القتل والنصب، والتي كانت حصيلتها 4 قتلى، من بينهم الصديق والزوجة، في مدينتي الجيزة والإسكندرية. انتحال فيها صفة ضحاياه وآخرين أوراق رسمية.
"فراج عبد العاطي" كان محاميا، ولديه صديق يدعى "رضا" يعمل مهندسا في السعودية، اعتاد الصديق على إرسال مدخراته إلى "عبدالعاطي" لاستثمارها في العقارات باعتباره محاميا ومحل ثقة له كونه صديقه المقرب، لكن المحامي خدعة واستولى على أمواله وممتلكات، بموجب توكيل رسمي منه.
في عام 2015، عاد رضا فجأة من السعودية، وطالب عبد العاطي بتصفية الحسابات المالية، فأعد المتهم خطة لقتله، حيث دعاه إلى تناول العشاء في منزله بمحافظة الجيزة ودس له السم، وخلال دقائق لفظ أنفاسه الأخيرة.
داخل حفرة عمقها مترين داخل إحدى غرف منزله، قام المتهم بدفن صديقه بعدما أعدها قبل أيام من القتل ضمن خطته للتخلص من الجثة، لتكون بداية لسلسلة جرائمه منذ أبريل عام 2015.
ما إن انتهى السفاح من جريمته، أرسل رسالة من هاتف الضحية إلى زوجته، مفادها أن الشرطة ألقت القبض عليه من دون تفاصيل أخرى، حتى يتم تشتيت أسرته.
ومن بين سلسلة الجرائم كانت الزوجة "فاطمة" هي الضحية رقم (2) والتي استولت على 400 ألف جنيه من أمواله لأنها كانت تخشى أن يتزوج بأخرى، وبعد محاولات لإعادة الود بين الزوجين، رفضت إعطاءه الأموال.
استشاط الزوج غضبا من أفعال زوجته وأعد حفرة مشابهة لتلك التي دفن بها صديقه، وبعد أيام من واقعة القتل الأولى، قام بقتل زوجته، ثم دفنها في حفرة داخل غرفة أخرى، وبجوارها مصوغات خاصة بها، بغرض تأكيد أن المال لا قيمة له، بحسب اعترافاته في تحقيقات النيابة.
بعد قتل الزوجة رمى المتهم شباك غرامه على فتاة كانت تعمل في مكتبة يملكها، ضمن ما استولى عليه من ممتلكات صديقه، وبعد وقت من الغزل وقعت علاقة بين السفاح والفتاة، لكن خدع المتهم لم تنتهي فبعد ذلك تقدم للزواج من شقيقتها، حتى هددته الفتاة بفضح أمره.
لم يتحمل السفاح تهديدات الفتاة فاستدرجها إلى منزله وقام بقتلها ودفنها في إحدى غرف منزله، وأوهم أسرتها أنها هربت خارج البلاد مع أحد الأشخاص للعمل في مجال التمثيل والإعلانات، ليقرروا عدم الإبلاغ عن اختفائها.
ترك "عبدالعاطي" منطقة بولاق وقطع علاقاته بأي شيء يربطه سواء من قريب أو بعيد، وتوجه إلى محافظة الإسكندرية ليبدأ حياة جديدة، حيث فتح محل أدوات كهربائية، لكن لم تمر أشهر قليلة حتى تعرف على سيدة جاءت للعمل معه، وأقنعها أنه وقع بحبها ويريد الزواج منها، واستمر في إيهامها بذلك حتى حصل منها على 45 ألف جنيه قيمة بيع شقة قديمة كانت ملكها.
شعرت السيدة أن "عبدالعاطي" أنه نصب عليها فطالبته برد أموالها، لكن المتهم أخبرها بأنه لا يمتلك أموالا، وإذا رغبت في الحصول على مستحقاتها فبإمكانها الحصول على بضاعة تعادل قيمة مبلغها، وبعد موافقتها، حدد لها موعدا للذهاب إلى مخزن بضاعته لرؤية ما ستحصل عليه، وما إن انفرد بها حتى باغتها بضربات أنهت حياتها قبل أن يدفنها داخل المخزن.
كان النائب العام، المستشار حمادة الصاوي، أمر بإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات في 4 قضايا بدوائر الهرم وبولاق الدكرور بالقاهرة والمنتزه بالإسكندرية؛ لمعاقبته فيما نُسب إليه من قتله عمدا 4 أشخاص، مع سبق الإصرار خلال عامي 2015 و2017، وإخفائه جثامينهم بدفنها في مقابر أعدها لذلك.
وقالت النيابة العامة، إنها "أقامت الدليل قِبَل المتهم في القضايا الأربع من شهادة 17 شاهدا، واعترافات المتهم في التحقيقات، واستخراج رفات جثامين المجني عليهم من الأماكن المدفونة بها، وما ثبت بتقرير الصفة التشريحية لتلك الجثامين وتطابق البصمات الوراثية المأخوذة منها مع مثيلتها المأخوذة من ذوي المجني عليهم، وما ثبت بتقرير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية بشأن فحص الآثار المرفوعة من أماكن استخراج الجثامين، فضلا عن محاكاة المتهم لكيفية ارتكابه الوقائع الأربع".
فيديو قد يعجبك: