"مالحقتش أصرف البضاعة".. كواليس سقوط تاجر حشيش في كمين الجيزة

كتب - محمد شعبان:

في أحد أركان المنزل البسيط بحي العمرانية، انزوى "محمود" وحيدًا، تتدفق الأفكار غير السوية داخل عقله لكن الشاب غير عابئ بشرعية أي منها فجُل همه إيجاد السبيل لتحقيق ثروة طائلة تمنحه قبلة واهية للعيش في رغدٍ من العيش.

بعد جلسة عصف ذهني امتدت دقائق، قرر ذو الـ27 ربيعًا طرق أبواب عالم الكيف أملًا في بلوغ هدفه المنشود لكن النهاية لم تكن سعيدة كما راودته أحلامه.

داخل مكتبه بالطابق العلوي بالقسم المطل على كورنيش النيل، يتابع المقدم هشام فتحي رئيس مباحث الجيزة الحالة الأمنية بدائرة القسم من جهة ويفحص أوراق قضية قيد التحقيق من أخرى حتى قطع صوت هاتفه ما كان ينجزه.

أسرع الضابط الشاب للرد ليخبره المتصل باعتزام عنصر إجرامي ترويج مواد مخدرة على عملائه بدائرة القسم خلال الساعات القليلة القادمة.

لم يكد يتلقف الضابط المعلومة حتى أخطر العقيد محمد الصغير مفتش فرقة الغرب الذي وجه بتشكيل فريق بحث تركزت جهوده على تتبع تحركات المشكو في حقه بدقة وحذر شديدين وتجميع المعلومات الكافية عن نشاطه الآثم.

جهود البحث والتحري للرائد أحمد الأبيض والنقيبين عمر مبارك ومصطفى لاشين معاونو المباحث كانت كافية لإعداد تقرير وافٍ عن المتهم ويدعى "محمود.ج.م" ونشاطه المتمثل بمنطقة العمرانية "محل سكنه".

توجيهات سريعة من العميد علي عبد الرحمن رئيس المباحث الجنائية لقطاع الغرب بضبط المتهم متلبسًا بالتنسيق مع قطاع الأمن العام. عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة تمكنت مأمورية من ضبطه في أحد الأكمنة وبحيازته 25 طربة من جوهر الحشيش ومبلغ مالي وهاتف محمول.

أمام اللواء أحمد خلف نائب مدير المباحث، أقر المتهم بحيازته للمخدرات بقصد الاتجار والمبلغ حصيلة البيع والهاتف للاتصال بعملائه مكتفيًا بالقول "مالحقتش أصرف البضاعة".

حرر العميد حسن دكروري مأمور القسم المحضر اللازم، وأحاله اللواء محمد الشرقاوي مدير مباحث الجيزة إلى النيابة العامة التي امرت بحبسه على ذمة التحقيقات.