حكاية "الشيف يوسف" ضحية حريق مطعم مصر الجديدة.. النيران التهمت جسده داخل المطبخ (صور)
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
كتب- رمضان يونس:
في مساء هادئ من ليالي حي مصر الجديدة، وبعد أن خف الزحام في شوارع الحي الراقي، اندلعت ألسنة اللهب في مبنى مكون من ستة طوابق بميدان سفير، إثر تسرب غاز من أنبوبة بوتاجاز داخل مطعم مأكولات سريعة (كريب)، أعقبه انفجار دوى في صمت الليل، ليحوله إلى مأساة.
كعادته كل ليلة، كان "أحمد" ينتظر مكالمة شقيقه "يوسف" بعد انتهاء عمله، ليتناولا العشاء في السكن المشترك، ثم ينالا قسطًا من الراحة بعد يوم شاق. لكن هذه الليلة لم تكن كغيرها. تلقى "أحمد" اتصالًا لم يدم أكثر من ثوانٍ، جاء فيه: "في حريق في مطعم الكريب.. والنار طلعت للشقق".
ركض أحمد في الشارع مفزوعًا، ينادي على شقيقه، متوسلًا إلى الله أن يكون بخير. وعند وصوله إلى المطعم، كان المشهد مأساويًا يفوق كل التوقعات. يقول أحد الجيران: "النار كانت شديدة وصعب جدًا حد يدخل ينقذ حد".
على رصيف مقابل للمبنى المحترق، وقف أحمد يضرب كفيه في ذهول، يبحث عن شقيقه بين زملاء العمل الذين تعاونوا مع رجال الإطفاء في محاولة للسيطرة على الحريق. النيران اجتاحت كل شيء خلال لحظات، وأتت على مصدر رزقهم الوحيد، بينما عجز الجميع عن التدخل خوفًا من انفجار جديد.
في البداية، بدا أن الأمور تحت السيطرة داخل العقار رقم 78. فجأة، علت صرخات السكان، البعض تمكن من الفرار، والآخر احتمى داخل زوايا منزله حتى أنقذته فرق الإطفاء بمعاونة الأهالي. "الناس كانت مفزوعة.. ومحدش كان عارف يهرب من النار إزاي"، يروي أحد شهود العيان.
استمرت عملية الإنقاذ ثلاث ساعات، كانت ملحمة بطولية لرجال الإطفاء وأهالي الحي. إلا أن الحريق التهم المطعم، ومحل أحذية، وشقتين في الطابقين الثاني والثالث، فضلًا عن شرفات العقار، التي تحوّلت إلى أطلال سوداء كأنها مقبرة مهجورة.
وسط الركام، كان المشهد المؤلم للجميع: جثة الشيف "يوسف". شقيقه أحمد انهار بالبكاء، وهو يردد: "أخويا مات.. أخويا مات يا ناس"، بعد ساعة من البحث، ظن خلالها أن يوسف خرج فور اندلاع الحريق. لكنه اكتشف الكارثة، حين عثر عليه وقد فارق الحياة داخل المطعم، قبل دقائق فقط من انتهاء ورديته.
لم تنتهِ مأساة سكان العقار بخروجهم من النار بأعجوبة، فقد التهمت ألسنة اللهب كل شيء داخل الشقتين، تاركة خلفها رمادًا ممزوجًا بذكريات لا تُنسى. "الناس كلها سابت العمارة ومشيت.. كل حاجة اتحرقت في الحريق ده"، يقول أحد السكان.
في العاشرة من صباح اليوم التالي، قامت لجنة هندسية مكلفة من اللواء إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، بمعاينة المبنى لبيان مدى تضرر أساساته من الحريق. الجميع ينتظر نتائج اللجنة النهائية التي ستُحدد مصير العقار؛ إما الإزالة، أو الإخلاء المؤقت لحين الترميم.
فيديو قد يعجبك: