جريمة قتل هزت الريف.. كيف أعدّت الأم وابنتها لمقتل الأب بعد 18 سنة زواج؟
جثة - أرشيفية
كتب- عاطف مراد:
لم يكن يعلم "كمال"، المزارع الستيني، أن تحقيقه لرغبة زوجته الثانية في الإنجاب بعد خمس سنوات من زواجهما سيكون الثمن الذي يدفعه حياته. ظن أن تلبية أمنيتها بالحقن المجهري ومجيء الابنة المنتظرة سيُحيي قلبها ويمنح زواجهما الاستقرار. لكن بعد 18 عاماً، كانت الطعنة من أقرب الناس إليه: زوجته وابنته بمساعدة آخرين.
قبل 35 سنة تزوج كمال بسيدة، رُزقا بشابين، أقاموا جميعا في إحدى قرى مركز صان الحجر، شمال محافظة الشرقية. كانت حياتهم سعيدة مستقرة، الأب يعمل مزارع بجانب تجارته في الأسواق، بينما الزوجة ترعى شؤون الأبناء والمنزل.
بعد نحو 20 عاما، توفيت الزوجة بعد صراع مع المرض. كان الزوج يُفكر في تزويج نجليه لكنهما رفضا وأقنعاه بالزواج من ثانية لرعاية شؤونه.
تزوج كمال سيدة أخرى فاحتضنتها العائلة، كانت تعاملها كابنة. بعد زواج خمس سنوات. لم تُرزق بالولد ورغم همسات الأقارب، ظل متمسكًا بها، يُربّت على قلبها بكلماته ويداوي حرمانها بوعد لا ينكسر. دفع من قلبه قبل جيبه، وأجرى لها عملية حقن مجهري، مُرضيًا قلبها المشتعل برغبة الأمومة.
بعد طول انتظار، رُزقا بطفلة، تبعتها بسنتين طفلة أخرى. منذ مجيئهما تغيرت معاملة الزوجة لزوجها، كانت دائما تعتدي عليه بالضرب، لكنه كاب يحتمل من أجل تربية طفلتيه.
نهاية 2021، كانت ابنته الكبرى تطوي صفحات عمرها السادسة عشر، تقدم شاب لخطبتها، لكن والدها رفض بسبب صغر سنها. ما أغضبها وأمها.
بعد ذلك الحين كان الزوج يتعرض للإهانة والسب من زوجته وابنتيه، ظل يتحمل من أجل البنات.
في إحدى ليالي شهر يوليو 2024، وبعد حضوره حفل عرس أحد أقاربه، عاد الزوج إلى منزل في وقت متأخر، كانت الزوجة وابنتها تخبئان شابين فوق سطح المنزل – أحدهما سبق وتقدم لخطبة الفتاة-.
دخل الزوج غرفته، وما ان خلد إلى النوم، طلبت الزوجة من الشابين التخلص منه وفق خطة وضعوها مسبقا.
دلف الشابين إلى غرفة الزوج، انقضا عليه ضربا بعصا خشبية منهيين حياته في الحال، نتيجة إصابته بكسور متفرقة بالجسد.
هرب الشابين، وخرجت الزوجة تصرخ :"إلحقوني كمال مات.. شابين اقتحموا البيت وقتلوه وسرقوا فلوسه".
الأهالي أبلغوا أجهزة الأمن التي انتقلت إلى مكان الحادث. التحريات بينت أن وراء ارتكاب الواقعة كل من: زوجة المجني عليه "أ . م " 46 عاما، ربة منزل، وابنتهما "هـ "15 عاما، مقيمتان بنطاق مركز صان الحجر، و"عبدالله" 21 عاما، كهربائي، و"محمد " 19 عاما، نجار، مقيمان بدائرة مركز أولاد صقر.
تم ضبط المتهمين وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه.
تحرر المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيق وأحالت أوراق القضية إلى محكمة الجنايات التي أحالت أوراق القضية لفضيلة مفتي الديار المصرية لأخذ الرأي الشرعي في معاقبتهم بالإعدام شنقا، وحددت هيئة المحكمة جلسة اليوم الثاني من دور انعقاد شهر يوليو المقبل للنطق بالحكم، مع أرجاء النطق بالحكم على ابنة المتهمة كونها قاصر لذات الجلسة، لاتهامهم جميعا بقتل زوج الأولى بسبب سوء معاملته لهما بنطاق مركز صان الحجر.
فيديو قد يعجبك: