لماذا لا ترتفع أسعار البترول؟
كتبت – سهر هاني:
أكدت تقارير صحفية عالمية أن سوق الوقود يعيش حالة من الاستقرار برغم تعرضه لعدد من العوامل السلبية التي قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
وأضاف تقرير نشر بموقع businessweek المعني بالشئون الاقتصادية، أن انتاج الوقود في ليبيا التي تعد أكبر دولة إفريقية لديها مخزون من الوقود انخفض لأكثر من 80 بالمئة منذ قيام الميليشيات بإحكام السيطرة على الموانئ في الصيف الماضي.
كما أن العقوبات التي فُرضت على إيران بسبب برنامجها النووي قد تراجع بصادراتها من النفط الخام بنحو 1.5 مليون برميل يوميا، ونفس الحال في نيجيريا وروسيا.
وأعلنت احصائيات لشركة سيتي غروب أحد أكبر شركات الخدمات المالية الأمريكية أن حوالي 3.5 مليون برميل من الانتاج اليومي للوقود يتم إبعادهم عن السوق بسبب الفوضى السياسية وأحداث العنف – بحسب التقرير.
وأفاد التقرير أن التوتر السائد بسبب أزمة اوكرانيا وفرض العقوبات على روسيا قد يؤدي لارتفاع الأسعار بشكل كبير، كما يمكنه أن يدفع اوروبا – التي تحصل على 30 بالمئة من وقودها من روسيا نحو حالة من الركود.
وتعجب أحد محللي الوقود بشركة سيتي غروب من استقرار وضع النفط خلال الفترة الماضية في ظل الاضطرابات التي تشهدها البلاد، حيث انخفضت أسعار البرميل الواحد من 110 دولار في إبريل الماضي إلى نحو 107 دولار في مايو، كما أن الثلاثة أعوام الماضية كانت الفترة الأكثر استقرارا بالنسبة للأسعار.
وتعود أسباب استقرار أسواق الوقود – بحسب التقرير – إلى ظهور غاز ''الصخر الزيتي'' بالولايات المتحدة والذي لوحظ وجوده منذ بدايات عام 2011 عقب ثورات الربيع العربي مباشرة، وأدي وجود هذا الغاز لارتفاع انتاج الولايات المتحدة من 3 ملايين برميل لنحو 8 ملايين، كما أضافت كندا لإنتاجها اليومي حوالي مليون برميل منذ مايو 2011.
وأشار التقرير إلى أن انخفاض اعتماد الولايات المتحدة على الوقود بنسبة 60 بالمئة في ظل وجود ''الصخر الزيتي'' هو ما ساعد الأسواق على الاستقرار في ظل الاضطرابات، حيث ذهبت اغلب واردات امريكا السابقة من البترول لآسيا.
وتابع التقرير أن هناك بعض المحللين يعتقدون أن الصين هي التي سوف تتحكم في أسعار النفط بعدما كانت السعودية هي المتحكم الأساسي لسنوات، وقد يؤدي هذا إلى انخفاض الأسعار بشكل أكبر خاصة وأن الطلب على النفط في الصين قد انخفض خلال النصف الثاني من العام المالي الماضي، وتراجع بنحو 3 بالمئة في الربع الأول بالعام الحالي.
وطبقا لمؤسسة ''نيويورك هيدج'' المهتمة بشئون الطاقة فإن أسعار الوقود قد تنخفض بشكل كبير لتصل لأقل من 70 دولار للبرميل الواحد، في ظل قيام ليبيا بالتصدير مجددا وارتفاع صادرات ايران المتوقع عقب اجتماعها مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المنتظر عقد في 13 مايو الحالي، وانتاج العراق الحالي للوقود والذي يفوق ما انتجته خلال 35 عاما.
وأثار التقرير المخاوف من إمكانية ارتفاع أسعار الوقود في المستقبل، في ظل ارتفاع أسعار النفط الخام، خاصة وأن شركات النفط الكبرى تزيد نفقاتها على الاستكشاف والانتاج مما قد يؤدي إلى زيادة النفقات ومن ثم ارتفاع الأسعار العالمية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: