محادثات حاسمة بين أثينا وقادة منطقة اليورو بشأن دين اليونان
تلتقي السلطات اليونانية وقادة منطقة اليورو اليوم الأربعاء في بروكسل في اجتماع حاسم بشأن ديون اليونان يتوقع أن يسوده التوتر بعد تأكيد رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس أنه لن يرضخ للضغوط الألمانية.
وسيسعى وزراء مالية منطقة اليورو إلى إيجاد تسوية بين مطالب دائني اليونان والمقترحات البديلة التي أعدتها حكومة تسيبراس لخطة الإنقاذ التي وضعت في 2010.
وتصاعدت اللهجة أمس الثلاثاء بين أثينا وبرلين بعد توجيه وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله تحذيرًا إلى اليونانيين، وقال أمس الثلاثاء في ختام اجتماع لمجموعة العشرين في أسطنبول "إننا لا نتفاوض بشأن برنامج جديد، فلدينا برنامج".
ورد الكسيس تسيبراس مساء الثلاثاء من منصة البرلمان اليوناني مباشرة قبل تصويت النواب على منح الثقة "يمكن لشويبله أن يطلب ذلك منا بأي شكل، لن نطلب تمديد خطة المساعدة".
وبدون مفاجأة حصل تسيبراس على الثقة بتأييد نواب غالبيته الحكومية الـ162 - 149 نائب من حزبه سيريزا (اليساري الراديكالي) و13 من حزب اليونانيين المستقلين حليفه اليميني - وكان 299 من النواب اليونانيين الثلاثمئة حاضرين في البرلمان للتصويت.
وتبدو إذًا المواجهة محتومة بين اليونان التي وعد رئيس وزرائها الجديد باستعادة الكرامة أمام الجهات الدائنة (الاتحاد الأوروبي، صندوق النقد الدولي، والبنك المركزي الأوروبي) التي تدير جزءًا كبيرًا من شؤون البلاد منذ خمس سنوات - مقابل قروض بقيمة 240 مليار يورو أنقذتها من الإفلاس - وبين ألمانيا المتمسكة بسياسة التشدد المالي في الاتحاد الأوروبي.
لكن تسيبراس أنهى خطابه الحازم جدًا بفسحة أمل بقوله "إنني واثق من أن شركاءنا في الاتحاد الأوروبي سيردون بإيجابية على مقترحاتنا".
وأكد تسيبراس "إننا نحترم الوزن الاقتصادي والسياسي المميز لبعض شركائنا الذين يشكلون محرك أوروبا مثل ألمانيا".
وتابع "لكننا نحذرهم" بأن "من يراهنون على القوة والمواجهة سيفهمون أنهم يرتكبون خطأ مأساويًا، إنهم لا يضرون بالضعفاء فهم يضرون بأنفسهم ويضرون بأوروبا".
إلا أن رئيس الوزراء اليوناني السابق المحافظ انتونيس ساماراس الذي هزمه تسيبراس في انتخابات 25 يونيو الماضي انتقد مشاريع الحكومة الجديدة نقطة بنقطة أثناء مناقشتها. وقال "عندما نعد الجميع بكل شيء ننتهي بعدم إعطاء شيء لأحد".
واستعاد المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية والمالية بيار موسكوفيسي من جهته الخطاب الألماني لكن بلهجة مخففة. فقال "علينا أن نتناقش في إطار البرنامج الجاري" الذي وصفه بأنه "يبقى ملجأنا، بوصلتنا ومرجعيتنا".
وخلال نهار أمس أجرى تسيبراس أيضًا مكالمة هاتفية مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر وصفت بـ"الودية والبناءة".
وفي اسطنبول دعا صندوق النقد الدولي وكذلك الولايات المتحدة ومجموعة العشرين إلى تبني تدابير في أوروبا تحفز النمو، وهي طريقة لانتقاد سياسة التقشف المفرطة.
أما تسيبراس فبإمكانه أن يطمئن بعد استطلاعات الرأي التي نشرت في المساء وتشير إلى أن ثمانية يونانيين من أصل عشرة يدعمون الموقف اليوناني في التفاوض.
وكما قال شويبله باستياء الثلاثاء فإن تفاصيل الخطة اليونانية انتشرت بشكل واسع في وسائل الإعلام منذ الاثنين.
وأكد مصدر في وزارة المالية اليونانية أن هذا المشروع لا ينطوي على أي شيء "راديكالي" ويتمسك بـ "المنطق". وخلص تسيبراس إلى القول "نريد بكل بساطة بعض الوقت والتسهيلات".
وتقبل اليونان باحترام حوالي 70 بالمئة من التزاماتها بشأن الإصلاح التي وافقت عليها مع الدائنين، لكن الـ 30 بالمئة المتبقية تعتبر "سامة" وتعتزم استبدالها بسلسلة إصلاحات يفترض إعدادها بالتشاور مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في أوروبا.
وسيستقبل الكسيس تسيبراس الأمين العام لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في أوروبا اليوم الأربعاء.
وترغب اليونان أيضًا البدء بتطبيق برنامج مالي للتخفيف من عبء دينها (حوالي 180 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي) من جهة وللصمود حتى دخول خطتها حيز التنفيذ في الأول من سبتمبر من جهة أخرى بفضل خطة مرحلية.
لكنها لن تتهاون كما ذكر رئيس الوزراء في البرلمان، بشأن إمكانية البدء فورًا بتطبيق خطة عاجلة لمساعدة الأكثر فقرًا بكلفة يقدرها خبراء الاقتصاد بملياري يورو.
وأبدت بورصة أثينا الثلاثاء تفاؤلًا بإقفالها على قفزة بنسبة 7.98 بالمئة مع ارتفاعات كبيرة للمصارف، لكن بعيد ذلك وضعتها وكالة فيتش للتصنيف الائتماني تحت المراقبة السلبية معتبرة أن المحادثات في بروكسل قد تكون "بالغة الصعوبة". وفتحت الأربعاء على تراجع تخطى 3 بالمئة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: