السلع في أسبوع: البيانات المتضاربة تجعل النفط الخام حبيس النطاق
كتب- حسين البدوي:
قال أولي سلوث هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، إن السلع شهدت أسبوعاً متفاوتاً مع توفير الأسهم والعملات القليل من التوجيه مع استمرار النظرة المستقبلية الاقتصادية في أوروبا في التحسن، بينما تحمل المواجهة مع اليونان توقعات بالتوصل إلى حل ما.
وأضاف خلال التقرير الأسبوع عن أداء السلع أن ذلك جاء في الوقت الذي تتعطل فيه الصين وغيرها من الدول الآسيوية الكبيرة بسبب السنة الصينية الجديدة مما أدى إلى تباطؤ في النشاط الذي ترك بعض الأسواق سريعة التأثر أكثر من سواها خاصة في المعادن الثمينة والمعادن الصناعية.
ولفت إلى أن قطاع الطاقة حصل على الدعم بسبب الغاز الطبيعي جراء الجو البارد في الولايات المتحدة مما ساهم في دفع الطلب على التدفئة بينما يستمر تداول كلا خامي النفط على الهامش للأسبوع الثالث على التوالي.
ونوه هانسن إلى أن الدعم جاء كذلك من مؤشرات النظرة التقدمية مثل الهبوط المستمر في إنتاج منصات النفط الأمريكية بالإضافة إلى اضطرابات العرض في ليبيا والعراق، بينما رسمت بيانات الإنتاج الرجعية مرة أخرى صورة حول سوق يشهد وفرة في العرض بصورة كبيرة مع ارتفاع العرض والإنتاج الأمريكيين إلى أعلى مستوياته في عقود متعددة.
ونبه إلى أن المعادن الثمينة انكشفت على التسييل الطويل المستمر من المتداولين بعد الهبوط الحالي تحت مستويات الدعم التقني، حيث يشكل ارتفاع عائدات السندات الحكومية الأمريكية عائقاً في وجه السوق بينما ساعدت التصريحات الأخيرة الأقل تشدداً من لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة على تهدئة الأعصاب قليلاً.
وزارة الزراعة الأمريكية تدفع الحبوب
تلقى سوق الحبوب، الذي واجه خلال الشهرين الماضيين ضرورة التهدئة من أجل التوجيه من خلال بيانات التصدير وتطورات الحصاد في أمريكا الجنوبية وتحركات العملة، أول مؤشر على الكم والكيف الذي ينوي المزارعون الأمريكيون زرعه خلال أشهر الربيع القادمة.
وفاجأ التقرير الصادر من وزارة الزرعة الأمريكية السوق بعد تخفيضه للمساحة الأكرية المتوقعة لزراعة حبوب الصويا والتي أدت بالتالي إلى دفع الحبوب.
وساهمت الأسعار المنخفضة خلال السنة الماضية لكل من المحاصيل الثلاثة الرئيسية بالإضافة إلى ارتفاع الدولار في اتخاذ بعض القرارات الصعبة بالنسبة للمزارعين الأمريكيين، بالإضافة إلى الوصول القريب لمحصول أمريكا الجنوبية الوفير مما يعني أن النظرة المستقبلية لارتفاع الأسعار عبر القطاع تبدو محدودة.
النفط الخام حبيس النطاق
استقر النفط الخام في مجال معين خلال الأسابيع القليلة الماضية مع تفوق خام برنت بهامش بسيط فوق خام غرب تكساس الوسيط بسبب التطورات على الساحة الدولية حيث بقيت ظروف التداول صعبة مع تضرر المتداولين من التركيز المتقلب بين بيانات النظرة التقدمية والنظرة الرجعية.
واستمرت المخزونات والإنتاج في الولايات المتحدة في الارتفاع بغض النظر عن التخفيض بمعدل الثلث في إنتاج منصات النفط منذ أكتوبر الماضي حيث شهد الأسبوع الماضي توسع المخزونات الأمريكية إلى رقم قياسي عند 425.6 مليون برميل، بينما ارتفع الإنتاج إلى 9.28 مليون برميل يومياً والذي يعد الأعلى منذ أن بدأت إدارة الطاقة الأمريكية في تجميع هذه البيانات في عام 1983.
وساعدت اقتصاديات التخزين الإيجابية - حيث يشتري المتداولون النفط الخام الرخيص في السوق العاجل ويضعونها ويبيعونها لاحقاً في السوق المستقبلي بسعر أعلى - على إثارة ارتفاع دراماتيكي في المخزونات الموجودة في كوشين، حيث زادت المخزونات منذ أكتوبر بأكثر من الضعف إلى 46.3 مليون برميل وهي ليست بعيدة عن الرقم القياسي عند 51.9 مليون برميل الذي وصلنا له منذ عامين.
وقال هانسن: "هذا ما يثير السؤال المُلح: هل تنتهي سعة كوشين الاستيعابية قبل بدء الإنتاج في الإنتاج؟ في حال حدث ذلك، فإنها تحمل عاقبة إرسال عقود النفط العاجلة إلى مستويات منخفضة جديدة".
وتعتقد جولدمان ساكس بأن هذا الخطر مؤقت وتحافظ على هدف قدره 39 دولار للبرميل على خام غرب تكساس الوسيط خلال الأشهر القادمة سواء كان هذا السبب وراء ذلك أم لا، وشهدنا مؤخرًاً معظم الاهتمام في سوق الخيارات لأسعار عقود الآجلة بخيار البيع إلى 40 دولار للبرميل مع كون تلك التي تنتهي في أبريل ويونيو أكثر عقود الخيارات الفعالة المتداولة خلال الأسبوع الماضي.
وحصلت أسعار النفط على الدعم من مصادر متعددة هذا الأسبوع بعيدًاً عن الهبوط المستمر في منصات النفط الأمريكية حيث صرحت شركة إي أو جي ريسورسز (EOG:xnys)، وهي شركة إنتاج أمريكية رئيسية لإنتاج النفط الصخري، في تقريرها الربعي بأن الإنتاج الأمريكي سيهبط أسرع من توقعات الحكومة الجارية.
ولقي السوق كذلك الدعم من مخاوف العرض التي تتعلق بانخفاض الشحنات القادمة من ليبيا بسبب الحالة الأمنية المتدهورة، والقادمة من العراق بسبب الجو السيء الذي أضاف صعوبة إلى قائمة الصعوبات المسبقة التي تواجه تنامي التصدير في الجنوب.
واستقر خام غرب تكساس الوسيط في مجال مستقر مع توفير الدعم جراء متوسط الحركة الممتد لفترة 21 يوماً.
وفي خلال عمليات البيع الشرهة من الصيف الماضي، وفّر متوسط الحركة هذا المقاومة في العديد من المناسبات إلى هذا الوقت من الشهر مما قدم الدعم في مناسبات ثلاث حيث يمكن إيجاد الدعم عند 55 دولارًا للبرميل مع الاختراق فوق إفساح المجال لاحتمال، لكنه غير مرجح، العودة باتجاه 60 دولارًا للبرميل.
متداولو الذهب يبحثون عن الدعم بعد الهبوط
وصل الذهب، لكنه وجد الدعم في البداية، إلى 1200 دولار للأونصة وبالتالي مسح تقريبًاً معظم الأرباح التي شهدتها هذه السنة، في حين كان أداء البلاتينيوم والفضة أسوأ من ذلك مع هبوط نسبة البلاتينيوم إلى الذهب إلى أدنى مستوى لها في سنتين، بينما انتهى الأمر بالفضة بوصفه واحداً من أسوأ السلع أداءً ولو من قمة أعلى من قمة الذهب.
وكانت عائدات السندات الحكومية الأمريكية المرتفعة خلال الشهر الماضي واحدة من المحركات السلبية الرئيسية واستمرت النظرة المستقبلية لمعدلات الفائدة الأمريكية المرتفعة لتكون سبباً للخوف على المتداولين.
وفشل نشر مقتطفات أقل تشددًاً من محضر اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة في شهر يناير، بالإضافة إلى المخاوف الحالية حول احتمال خروج اليونان من الاتحاد الأوروبي، في منح الذهب نقلة كبيرة كافية لدفعه إلى منطقة آمنة نسبية فوق 1220 دولار للأونصة.
وجاءت ضغوطات السعر من المتداولين التكتيكين مثل صناديق التحوط التي تراكضت على الذهب بعد حركة فك ارتباط الفرنك السويسري باليورو الذي حصل الشهر الماضي، وما تزال المخاوف والمؤشرات اليونانية بارتفاع الدولار والتطورات الدولية التي قد تؤدي إلى تأخر في بداية تطبيع السعر في الولايات المتحدة تقدم دعمًاً كافيًاً لتأسيس قاعدة على المدى القصير تحت 1200 دولار للأونصة بقليل.
وعند تأسيسه، ستكون النتيجة الأكثر ترجيحاً فترة من التداول حبيسة المجال حيث سيتم تحديد المقاومة بمتوسط حركة مدته 200 يوم والذي يقدر في هذه الآونة بسعر 1248 دولار للأونصة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: