قمة أمريكية- صينية محتملة تهدئ من مخاوف حرب تجارية بين البلدين
كتب – سامي مجدي:
تنعقد الآمال على قمة محتملة أواخر الشهر المقبلة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ، في تخفيف التوترات بين واشنطن وبيكين، تلك التوترات التي تؤشر إلى احتمالية اندلاع حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
تحدثت وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية عن مخاوف من أن زيادة الجمارك التي تفرضها كل حكومة على بضائع الحكومة الأخرى من شأنها أن تزيد من الاضطرابات في الأسواق المالية التي تأثرت من الإجراءات الأمريكية ورد الفعل الصيني.
تقول الوكالة في تقرير نشرته الجمعة إن الجمارك المرتفعة تزيد من التكاليف على الشركات في البلدين، ويقول اقتصاديون إن تلك الزيادات الجمركية قد تؤدي إلى تباطء في النمو الاقتصادي في البلدين وبالتالي النمو الاقتصادي العالمي، حالة بقت تلك الزيادات كما هي.
وإذا حدث والتقى شي وترامب فإن اللقاء من المتوقع أن يعقد خلال قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين أواخر نوفمبر المقبل.
قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين للصحفيين السبت في منتجع بالي حيث اجتماع ينظمه البنك وصندوق النقد الدوليين، :لا أعتقد أن هناك أي قرار اتخذ بشأن (عقد) لقاء"، بحسب أسوشيتد برس.
وقال لاري كودلو، كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأمريكي، في واشنطن الجمعة إن التحضيرات لمحادثات بين ترامب وشي تجري على قدم وساق.
وأضاف كودلو في مقابلة مع شبكة سي إن بي سي الأمريكية، "يبدو الأمر أنه سيكون هناك لقاء في بيونس أيرس في قمة العشرين. نفكر فيه (اللقاء). والصينيون يفكرون فيه. لا أستطيع أن أؤكد (انعقاده) 100 في المئة، لكن لا مجال في أن الكل يتطلع إليه."
وقال إن الإدارة الأمريكية حتى الآن ترى أن العروض التفاوضية الصينية "غير مرضية" لكن "ربما تحمل المحادثات بين رئيسي الدولتين بعض النتائج."
بسؤاله عما إذا كان على الصين أن تقدم تنازلات محددة من أجل انعقاد ذلك اللقاء، قال منوشين، وزير الخزانة الأمريكي، "إلى الحد الذي يمكننا من إحراز تقدم نحو عقد اجتماع. قد أشجع ذلك، لكن في الوقت الراهن لا توجد شروط مسبقة. الرئيس سوف يتخذ قرارا حيال ذلك."
وزادت حدة الخلافات التجارية بين البلدين جراء الاتهامات الأمريكية بأن الصين متورطة في عمليات سرقة إلكترونية وإكراه الشركات الأجنبية على تسليمها التكنولوجيا في مقابل دخول السوق الصينية فضلا عن غضب ترامب من ميل الفائض التجاري بين البلدين لصالح الصين.
تقول أسوشيتد برس إنه من الواضح أن الولايات المتحدة قد تكون في طور دراسة رفع الرسوم الجمركية على منتجات صينية تقدر بـ250 مليار دولار.
وأصر منوشين على أن إدارة ترامب تصر على تحقيق علاقة تجارية متوازنة لا تضطر معها الشركات الأجنبية إلى عمل مشاريع مشتركة لنقل التكنولوجيا للوصول إلى الأسواق.
ولم يكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ أية تفاصيل بشأن اللقاء المحتمل. وقال في تصريحات يوم الجمعة "رأيت التقارير المعنية أيضا"، في إشارة إلى ما أوردته صحيفتا وول ستريت جورنال وواشنطن بوست نقلا عن مسؤولين بأن ترامب قرر أن يمضي في عقد اللقاء مع شي.
ومع الحديث عن اللقاء المرتقب وبيانات التصدير الصينية، عادت البورصات العالمية إلى الارتفاع يوم الجمعة بعد تراجع شديد في الأيام السابق. وارتفع سهم نيكي الياباني بنسبة 0.5 في المئة بعد خسارة بلغت نسبتها 4 في المئة يوم الخميس.
في هونغ كونغ، ارتفع سهم سانغ سينغ بنسبة 2.1 في المئة. كما ارتفعت الأسهم في شنغهاي وتايوان وفي مختلف بورصات جنوب شرق أسيا.
وقفز سهم داو جونز في وول ستريت 305 نقطة، بنسبة 1.2 في المئة في ساعات التداول الصباحي، وارتفع سهم ناسداك بنسبة 1.9 في المئة. وحقق وول ستريت مكاسب عديدة في نهاية يوم التداول يوم الجمعة.
ولعبت نصيحة منوشين بعدم وصم الصين بأنها تتلاعب العملة – وهو وصف من شأنه أن يؤدي إلى فرض عقوبات على الصين – إلى تهدئة التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم، بحسب أسوشيتد برس.
وأشارت الوكالة إلى أن قيمة العملة الصينية انخفضت أمام الدولار في الأشهر الأخيرة، ما زاد من مخاوف أن بيكين يخفض من قيمة عملتها حتى تجعل من البضائع الصينية أكثر تنافسية أمام المنتجات الأمريكية.
وقالت أسوشيتد برس إن هناك مخاوف من أن الصين – أكبر مالك للسندات الأمريكية – قد تبدأ في بيع تلك السندات كوسيلة للضغط على الولايات المتحدة في النزاع التجاري بين البلدين. لكن منوشين قال إن هذه الاحتمالية لا تقلقه لأنها تتناقض مع مصالح الصين الاقتصادية.
وقال وزير الخزانة الأمريكي "هذا سيكون عالي الكلفة بالنسبة لهم".
فيديو قد يعجبك: