لماذا فقد سوق المحمول 6.7 مليون عميل خلال 9 أشهر؟
كتب- محمد علاء الدين:
فقد سوق المحمول في مصر نحو 6.7 مليون مشترك خلال أول 9 ِأشهر من العام الجاري، بحسب ما تظُهره بيانات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ووصل عدد مشتركي خدمات المحمول إلى 94.6 مليون مشترك بنهاية سبتمبر مقابل 101.3 مليون مشترك في شهر يناير الماضي، وفقًا لبيانات الوزارة.
وأرجع مسؤولان في مجال الاتصالات لمصراوي تراجع أعداد المشتركين خلال أول 9 أشهر من العام إلى قرار الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بقصر بيع خطوط المحمول على فروع مشغلي الخدمة، فضلًا عن فرض رسوم تنمية على الخطوط الجديدة بداية من يوليو.
ورغم أن هذه القرارات تسببت في تراجع عدد المشتركين إلا أنها كانت سببًا في فرض مزيد من النظام على سوق المحمول، بحسب المسؤولان.
وقال أيمن عصام، رئيس قطاع الشئون القانونية والخارجية بشركة فودافون مصر، إن السبب الرئيسي وراء تراجع عدد مشتركي خدمات المحمول هو قرار الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بقصر بيع خطوط المحمول على فروع مشغلي الخدمة بعد أن كانت تباع من خلال التجار والمحلات العادية.
ومنذ مارس الماضي أوقف الجهاز القومي للاتصالات بيع خطوط المحمول إلا من خلال فروع شركات الاتصالات.
وأضاف عصام لمصراوي أن عام 2017 شهد سوق المحمول نموًا في عدد المشتركين بنسبة 3% تقريبا مقارنة بعام 2016، ولم يحدث أي تراجع في عدد مشتركي خدمات المحمول بالسوق إلا هذا العام مع تفعيل قرار تنظيم الاتصالات بوقف بيع الخطوط خارج فروع الشركات.
ويرى عصام أن قرار تنظيم الاتصالات ساعد في التخلص من المستخدمين الوهميين للمحمول والذين كانوا يشترون الخطوط لأغراض معينة ثم يتخلصون منها.
وقال أكبر دليل على ذلك هو أن إيرادات الشركات شهدت نموًا هذا العام، وهذا دليل على أن الخطوط التي فقدها السوق لم تكن فعالة.
وبحسب حمدي الليثي، الرئيس التنفيذي لشركة ليناتل للاتصالات، فإنه من الطبيعي أن يحدث خروج مشتركين ودخول مشتركين آخرين بشكل دوري من سوق المحمول، إلا أن هذا العام حدث تراجع قوي في عدد المشتركين.
ويقول الليثي لمصراوي "هناك فارقًا كبيرًا بين عدد من استغنوا عن خطوط المحمول وبين المشتركين الجدد لخدمات المحمول".
ويرى الليثي أن هناك عدة أسباب وراء هذا الانخفاض في عدد مشتركي المحمول أولها تراجع القوة الشرائية للمستهلك المصري ما دفعه يعيد ترتيب أولوياته في الإنفاق وبالتالي استغنت شريحة كبيرة من المجتمع عن بعض خطوط المحمول التي تستخدمها.
ويستدل الليثي على ذلك بنفسه ويقول: "أنا شخصيًا كنت استخدم 4 خطوط محمول ولكني استغنيت عن خطين وأبقيت على خطين آخرين".
يعتقد رئيس شركة ليناتل أن فرض رسم التنمية على خطوط المحمول الجديدة سبب من أسباب تراجع عدد مشتركي المحمول.
وكان مجلس النواب قد أقر رسم تنمية على بيع خطوط المحمول الجديدة بواقع 50 جنيهًا عن كل خط ما تسبب في رفع أسعار هذه الخطوط لتصل إلى 75 جنيهًا وحتى 78 جنيهًا بعد أن كان سعرها يتراوح بين 20 و25 جنيهًا وبدء تطبيق القانون في شهر يوليو الماضي.
وقال الليثي إن "سوء جودة الإنترنت حاليًا كان أحد العوامل التي أدت إلى تراجع عدد المشتركين".
وشهد سوق المحمول تراجعًا شهريًا في عدد المشتركين بمعدل تراوح بين 700 ألف عميل ومليون مشترك شهريًا باستثناء شهر يوليو الذي شهد نموًا في عدد المستخدمين بواقع 700 ألف مشترك وهي المرة الوحيدة هذا العام الذي يشهد القطاع نموًا في عدد مشتركي خدمات المحمول.
وتشير بيانات وزارة الاتصالات إلى أن شهر مارس شهد أكبر معدل فقدان مشتركي المحمول هذا العام حيث فقد السوق خلاله 1.5 مليون مشترك.
ووفقًا لمذكرة بحثية لشركة بلتون المالية فإن قطاع الاتصالات في مصر يواجه عددا من التحديات المختلفة منذ أواخر عام 2017، نتيجة ارتفاع أسعار الخدمات حيث بلغت الرسوم على صافي قيمة الشحن نسبة 43%، كذلك تم فرض ضرائب على الفواتير الشهرية لعملاء الدفع الآجل بنسبة 23%.
وأضافت بلتون أن من التحديات التى تواجه قطاع الاتصالات فرض رسم التنمية على مبيعات الخطوط الجديدة بواقع 50 جنيهًا على كل خط بالإضافة إلى زيادة ضريبة الدمغة السنوية على المشتركين لتصل إلى 6.1 جنيه.
وقالت بلتون إن كل هذه العوامل تسببت في انخفاض إجمالي مشتركي الهواتف المحمولة خلال أغسطس الماضي، كما انخفض معدل انتشار الهواتف المحمولة مقارنة بعدد السكان بنحو 10.3% خلال نفس الشهر مقارنة بأغسطس 2017.
كما شهد نمو مستخدمي الموبايل إنترنت تباطؤ بنسبة 3% منذ بداية العام وحتى نهاية أغسطس مقابل ارتفاعهم بنسبة 14% خلال نفس الفترة العام الماضي.
فيديو قد يعجبك: