خبراء يجيبون.. هل نستطيع إنشاء "فيسبوك" مصري؟
كتبت- شيماء شلبي:
فتح إعلان وزير الاتصالات، ياسر القاضي، أن مصر سيكون لها فيسبوك خاص بها، باب التساؤلات عن إمكانية تحقيق هذا على أرض الواقع، خاصة أن الأمر يتطلب إمكانيات كبيرة.
ويقول خبراء في مجال الاتصالات لمصراوي إنه لا يوجد ما يمنع مصر من إنشاء شبكة تواصل اجتماعي محلية على غرار فيسبوك، لكن سيكون أمامها عدة عقبات.
وقال ياسر القاضي، وزير الاتصالات، يوم الاثنين الماضي، "قريبًا جداً سيكون لدى مصر فيسبوك خاص بها، وبرامج أخرى لحماية البيانات والمعلومات".
وقال هشام عبدالغفار، خبير الاتصالات، لمصراوي، إنه "لا شيء يمنع مصر من إنشاء شبكة تواصل اجتماعي محلية، حيث إن الحلول التقنية والفنية والمطورين المصريين متاحون".
وأضاف "لكن لخلق موقع مماثل للفيسبوك، يجب أن يسبقه تفكير في المحتوى المقدم في هذا الموقع، الذي تزيد ميزانيته عن أضعاف موازنة مصر.. السؤال هو هل نستطيع تقديم محتوى كالمقدم عبر الفيسبوك أما لا؟".
وتابع "هل سيكتفي المستخدمون بالمحتوى المحلي ويكتفون بعدم التواصل عالمياً؟ وهل هناك جدوى اقتصادية من خلق شبكات اجتماعية محلية منافسة للعالمية".
ويعتبر عبدالغفار حجم المستخدمين المحليين في مصر لا يمثل ثقلاً كبيراً في أرباح الشركات العالمية.
وبحسب عبدالغفار فإن "تقديم نموذج للفيسبوك المصري لعرض قدرات المطورين المصريين شيء جيد مادام يُقدم ذلك تحت إطار من المنافسة العادلة والإتاحة الكاملة لكن أن يقدم مع عمليات تقنين وغلق للمواقع الأخرى، فيعتبر ضرباً من المجازفة غير مضمونة الجدوى".
وقال عبدالغفار إن "قطاع الاتصالات في مصر نشأ وتقدم بفضل الانفتاح على العالم وعدم تبني سياسات التقنين أو الحجب".
ووفقاً لتصريحات وزير الاتصالات لمصراوي يوم الاثنين الماضي فإن "الدفع لخلق مواقع اجتماعية وتطبيقات جماهيرية "محلية" مثل فيسبوك هو للتدليل على قدرة المبرمجين والمطورين المصريين، وليس تمهيدا لحجب محتوى أو التضييق على المواقع الموجودة والشائع استخدامها".
وقال القاضي إن أحد أدوار وزارته الرئيسية، هو "الإتاحة" وليس الحجب، وأن مسألة غلق مواقع أو حجبها يتم فقط وفقاً للقانون، وعبر أحكام قضائية ملزمة.
وبحسب خبير الاتصالات، هشام عبدالغفار، فإن الفيسبوك يعطي شيئًا من الحماية لبيانات المستخدمين، "فهل تستطيع المواقع المحلية المماثلة تقديم الحماية المناسبة؟".
ووفقاً لمحمد محسن، أحد المطورين للمواقع الإلكترونية، فإن "تقنية إدارة شبكة تواصل اجتماعي ليست مسألة صعبة، ومصر يمكن أن تصنع شبكة محلية تخدم مواطنيها، لكن الأمر سيحتاج إلى تكلفة كبيرة".
ويتابع "وفي هذه الحالة ستضطر الدولة لغلق مواقع مشابهة، حتى تجبر المستخدمين على استخدام الشبكة المحلية، على غرار ما فعلته الصين حيث أغلقت جميع المواقع العالمية وأنشأت شبكتها الخاصة بها".
لكن وزير الاتصالات، نفى لمصراوي وجود أي نية للحكومة لإغلاق موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في مصر.
ويقول محسن إن الحكومة تحتاج لدعم المطورين لديها في هذا المجال وشركات التقنية الصغيرة والمتوسطة، حيث إن شبكات التواصل الاجتماعي ستكون هي وسيلة الإعلان والدعاية الأقوى.
وقال ياسر خليل، الخبير في تكنولوجيا المعلومات، إن "الصين لديها ثلث سكان العالم، ولذلك هي وضع استثنائي، ونموذج صعب تكراره".
وتعتبر الصين واحدة من أبرز الأمثلة بين الدول التي حجبت المواقع الكبرى مثل فيسبوك وقدمت بدائل محلية لها.
وقال خليل إنه "فيما يخص الحريات فإن الصين ليست أيضا النموذج الذي يفضل تقليده وإذا كانت الصين باقتصادياتها القوية وعدد سكانها استطاعت خلق نموذج منافس فلا نستطيع أن نقول إننا يمكننا أن نخلق نفس النموذج".
وأشار إلى أن الصين حينما حجبت المواقع الغربية، دفعت الشركات المحلية وسمحت لها بالنمو في بيئة مريحة، وأتاحت المجال للشركات والبدائل المحلية لأغلب التطبيقات، وساهم في ذلك العدد الكبير للسكان والاقتصاديات الكبيرة للدولة التي صرفت مليارات على هذه التطبيقات.
فيديو قد يعجبك: