رغم استقرار الأسعار.. الركود يسيطر على شارع عبد العزيز
كتبت- دينا خالد:
تشير عقارب الساعة إلى الثالثة عصرًا، ورغم ذلك لم يبع سعيد المنياوي، تاجر بشارع عبد العزيز، أية سلعة من بضاعته حتى الآن.
يقول سعيد لمصراوي "الساعة 3 العصر ولسه ما استفتحناش"، مشيرًا إلى حالة شديدة من الركود أصابت سوق الأجهزة المنزلية منذ شهر.
وبحسب المنياوي، فإن السوق شهد حالة من الرواج المؤقتة قبل إعلان رفع أسعار الوقود، منتصف يونيو الماضي، واستمرت هذه الحالة لمدة أسبوعين بعد رفع أسعار الوقود، ولكن السوق حاليا يشهد حالة من الركود الشديد، منذ شهر تقريبا.
وأرجع المنياوي، هذا الركود إلى حالة الاكتفاء لدى الزبائن، "اللي كان محتاج أجهزة نزل اشتراها، واللي بتجهز نزلت اشتريت، قبل ارتفاع الأسعار".
وأضاف المنياوي، أنه رغم ارتفاع أسعار الوقود إلا أن نسبة الارتفاع في الأجهزة المنزلية طفيفة، حيث تكاد تكون زيادة تكلفة النقل فقط.
"الشركات ما زودتش كتير، الزيادة حوالي من 3 إلى 5%، علشان خايفين من إحجام الناس عن الشراء، خصوصا إن الناس بقيت تعتبر تجديد الأجهزة المنزلية رفاهية، والعرايس بقيت تجهز على القد"، بحسب المنياوي.
ورفعت الحكومة في منتصف الشهر الماضي، أسعار المواد البترولية بنسب تتراوح بين 17.4% و66.6%، حسب نوع المنتج البترولي.
لم يختلف حال المنياوي كثيرا عن حال جيرانه، فالشارع يشهد حالة من الهدوء، حيث أظلمت المحلات، وجلس أصحابها أمامها في انتظار الزبائن، التي لا تأتي.
ويقول فايز مصطفى، صاحب أحد محلات الأدوات المنزلية في شارع عبد العزيز، إن حالة الركود التي يشهدها السوق في الوقت الحالي ليست بجديدة وكانت متوقعة.
"لما المصريين بيعرفوا أن فيه سلعة بتغلى أو بتقل بيجروا يشتروها ويخزنوها، وده إللي بيخلينا نعيش شوية السوق شغال وبعدها السوق بيبقى ناشف لا حد بيشتري ولا حد بيبيع"، بحسب قوله.
وأضاف مصطفى، أن هذا الركود حدث مثله بعد تعويم الجنيه منذ عامين، حيث شهد السوق حركة كبيرة، وبعدها شهد حالة ركود كبيرة مازالت مستمرة حتى الآن يتخللها بعض الانتعاشات المؤقتة ولكن سريعا، ما يعاود الركود مرة أخرى.
"الفواتير بقيت هي كابوس كل تاجر، لو جاتلي فاتورة كهرباء في يوم بعت فيه، بروح لبيتي من غير مليم وبيبقى عليا يومية العمال"، بحسب مصطفى.
ويقول مصطفى إنه اضطر للاستغناء عن العمال الذي يعملون معه في المحل، بس الركود حيث اكتفى بعامل واحد فقط يحصل على يومية تقدر بـ 180 جنيهًا.
"العامل لو لقى إللي بياخده مش مكفي بيته هيسيبني ويشتغل أي حاجة تانيه حتى لو في الفاعل"، بحسب مصطفى.
وأضاف مصطفى، أنه علم أن بعض الشركات ستقدم تخفيضات وعروض من أجل تشجيع الزبائن ودفعهم إلى الشراء خوفا من أن تطول فترة الركود.
"لو حالة الركود دي استمرت أكتر من كدا هيتخرب بيوتنا إحنا بقينا بيخشلنا أقل من العامل إللي شغال، والزبون عايز الحاجة ببلاش، وأكيد مش هبيع بخسارة"، وفقًا لمصطفى.
ودفعت حالة الركود في سوق الأجهزة المنزلية، بعض الشركات المُصنعة للأجهزة لتخفيض نسبة الزيادة التي أقرتها بعد ارتفاعأسعار الوقود، بحسب ما قاله، عماد عبد العزيز، مدير حسابات شركة الهلال للأدوات المنزلية.
وكان أشرف هلال رئيس شعبة الأجهزة المنزلية، قال لمصراوي في تصريح سابق، إن الشركات لم ترفع أسعارها بسبب حالة الركود وخوفا من أن تصل إلى حد الكساد.
وأضاف هلال، أن السوق يشهد حالة من الركود الشديد منذ أغسطس الماضي، مطالبا الشركات بالتمهل قبل رفع الأسعار، وحساب تكلفتها الجديدة بكل دقة ونزاهة قبل إعلان أي زيادة جديدة حتى لا نصل إلى حد الكساد.
فيديو قد يعجبك: