الدولار يواصل تراجعه أمام الجنيه.. فما هي الأسباب؟
كتب- مصطفى عيد ومنال المصري:
أظهرت بيانات البنك المركزي، أن سعر الدولار فقد 170 قرشا من قيمته أمام الجنيه منذ بداية العام الجاري، بنحو 9.5%، وذلك بعد أن بدء التراجع الملحوظ في 2019، مسجلا أدنى مستوى له منذ مارس 2017.
وشهدت الأيام الأخيرة تراجعا ملحوظا في سعر الدولار، ووصل السعر اليوم في بنكي الأهلي المصري، ومصر إلى 16.15 جنيه للشراء، و16.25 جنيه للبيع.
وأرجع عدد من المحللين والمصرفيين، تراجع أسعار الدولار أمام الجنيه في الأيام الأخيرة، إلى زيادة التدفقات الدولارية في الجهاز المصرفي من المصادر المختلفة.
وقال يحيى أبو الفتوح نائب رئيس البنك الأهلي المصري، لمصراوي، إن سعر الجنيه يسجل حاليًا صعودًا أمام الدولار بفضل زيادة التدفقات الدولارية من مصادرها المختلفة.
وأضاف أبو الفتوح أن شهادة مؤسسات الصناديق العالمية بالنجاح الكبير لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، وتعافي الاقتصاد المصري بداية من عام 2016، أدى إلى تحسن الجنيه، وزيادة ثقة المستثمرين الأجانب في قوة الاقتصاد المصري، وجدية الحكومة في تنفيذ برنامج الإصلاح.
ووصلت التدفقات الدولارية بالبنك الأهلي إلى نحو 60 مليار دولار خلال 3 سنوات من قرار تحرير سعر الصرف في نوفمبر 2016، بحسب أبو الفتوح.
وقالت رضوى السويفي رئيسة قسم البحوث ببنك استثمار فاروس، لمصراوي، إن استمرار تراجع أسعار الدولار أمام الجنيه يعود إلى 3 أسباب، تتضمن استمرار التدفقات الدولارية من استثمارات الأجانب في المحافظ المالية، والتحسن في إيرادات السياحة، بالإضافة إلى استقرار تحويلات المصريين العاملين بالخارج.
وكشفت بيانات البنك المركزي عن ميزان المدفوعات في العام المالي الماضي عن، ارتفاع إيرادات السياحة إلى 12.6 مليار دولار في 2018-2019، مقابل 9.8 مليار دولار في العام قبل الماضي، بنسبة زيادة 28.2%.
بينما شهدت تحويلات المصريين العاملين بالخارج تراجعا طفيفا بنسبة 4.7% خلال العام المالي الماضي، لتسجل 25.2 مليار دولار مقابل 26.4 مليار دولار في 2017-2018.
كما كشفت بيانات البنك المركزي عن ارتفاع استثمارات الأجانب في أذون الخزانة الحكومية بالعملة المحلية بنسبة 39.5% خلال أول 8 أشهر من العام الجاري، رغم انخفاضها في أغسطس الماضي، بنحو 1.6 مليار دولار، لأول مرة بين الشهور الثمانية.
وبحسب بيانات التقرير الشهري للبنك المركزي عن سبتمبر، سجلت أرصدة الأجانب في أذون الخزانة نحو 248.1 مليار جنيه (ما يعادل 14.942 مليار دولار) بنهاية أغسطس الماضي مقابل 192.3 مليار جنيه (ما يعادل 10.709 مليار دولار) بنهاية ديسمبر 2018، وذلك بزيادة نحو 4.2 مليار دولار.
وقال محمد أبو باشا محلل الاقتصاد الكلي ببنك استثمار هيرميس، لمصراوي، إن تراجع أسعار الدولار أمام الجنيه يعود إلى استمرار تدفق استثمارات الأجانب في أدوات الدين المحلية.
وأشار إلى أن التراجع الذي كشفت عنه بيانات المركزي في استثمارات الأجانب بأذون الخزانة خلال أغسطس لا يعني تراجع هذه الاستثمارات في أدوات الدين ككل، ولكن هناك تدفقات موجهة لطروحات السندات.
واتفقت إسراء أحمد المحللة ببنك استثمار شعاع "شعاع لتداول الأوراق المالية- مصر"، مع أبو باشا على أن السبب في تراجع الدولار يتمثل في زيادة تدفقات الأجانب في أدوات الدين.
وقالت إسراء لمصراوي: "الجنيه مش بيتحرك بناءً على عوامل حقيقية مستمرة، هو بيتحرك مع تدفقات الأجانب في أدوات الخزانة... التدفقات دي بتزيد مع كل توقع لخفض مرتقب للفائدة".
إلى أين يتجه الدولار أمام الجنيه في 2019؟
توقع أبو باشا أن يستمر سعر الدولار في التراجع أمام الجنيه حتى نهاية العام ليصل إلى مستوى 16.10 جنيه لمتوسط سعر البيع بالبنوك.
بينما ترى إسراء أحمد أن سعر الدولار قد يتحول إلى الارتفاع أمام الجنيه، ليصل مع نهاية العام إلى حدود 16.5 جنيه.
فيديو قد يعجبك: