رئيس "اتحاد المصارف": أغلب الدول العربية تعاني من تشوهات اقتصادية
كتبت- منال المصري:
قال الشيخ محمد الجراح الصباح رئيس مجلس إدارة إتحاد المصارف العربية، إن أغلب الدول العربية تعاني من تشوّهات اقتصادية، نتجت عن سنوات عديدة من غياب التخطيط الصحيح على مختلف الأصعدة الاقتصادية والمالية، وفقا لبيان من الاتحاد اليوم الأربعاء.
جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر المصرفي العربي لعام 2019 تحت اسم "الإصلاحات الاقتصادية والحوكمة"، بحضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ورياض سلامة حاكم مصرف لبنان، وجوزف طربيه، رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، ورئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد المصارف العربية، وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد وجمعيته العمومية.
وذكر الصباح أن معظم الدول العربية لا تزال تفتقر إلى التنويع الإقتصادي، وانخفاض في الإيرادات، وعجز كبير في الموازنات، والاضطرار إلى الاستدانة بشكل مستمر ومتزايد ما أدّى إلى تراكم الديون التي أصبح من الصعب تسديدها.
وأضاف أن عجز الموازنات وتفاقم الدين، مضافاً إليهما الدعم المالي للسلع الاستهلاكية الأساسية الذي تقدّمه الحكومات، أدوا إلى عدم القدرة على تطوير البنى التحتية، أو حتى صيانة الموجود منها، كما فاقم ذلك تراجع النموّ الاقتصادي، وأصبح جذب الاستثمارات الخاصة شبه معدوم في ظلّ وجود بنية تحتية متهالكة، بحسبه.
وكشف الصباح أن اتحاد المصارف العربية، يساوره القلق على مستقبل اقتصادات ومجتمعات الدول الأعضاء منذ سنوات عديدة، وما عزّز هذا القلق وأكّد هواجس ضرورة التحرّك السريع لمواجهة هذه التحديات، المؤشرات المخيفة عن واقع الاقتصادات العربية التي أظهرتها القمّة العالمية للحكومات التي عقدت في فبراير 2017 في دبي.
وأشار إلى من بين هذه المؤشرات وجود 30 مليون عربي يعيشون تحت خطر الفقر، ووصول كلفة الفساد في المنطقة العربية إلى تريليون دولار، ووجود ٥ دول عربية في قائمة العشر دول الأكثر فساداً في العالم، كما أن ٧٥% من لاجئي العالم من الدول العربية.
ومن بين هذه المؤشرات أن تكلفة البنى التحتية المدمّرة نتيجة الحروب فاقت الـ 400 مليار دولار، وبلغت الخسائر في الناتج المحلي العربي أكثر من 300 مليار دولار منذ عام 2011، وفقا للصباح.
وقال الصباح: "مع هذه المؤشرات نجد أنفسنا أمام تحديات كثيرة وأصبح من الضروري العمل على تحديد نقاط الفشل في السياسات الإقتصادية والمالية التي تمّ اعتمادها في العقود الماضية، وخصوصاً مسألة الحوكمة الرشيدة في القطاع العام، ومكافحة الفساد والرشوة، والتراجع في النشاط الاقتصادي وريادة الأعمال، وتفاقم مشكلة البطالة والفقر والأميّة".
وتابع خلال كلمته بالمؤتمر: "لا بدّ من الإشارة هنا، إلى أنّ منطقتنا العربية سجّلت أدنى النسب في مؤشرات التنمية البشرية بين أقاليم العالم".
وأضاف الصباح أن هذا الواقع، يؤكّد عدم نجاح التنمية الإقتصادية والاجتماعية في عدّة بلدان عربية، وتقاعس حكوماتها عن الإصلاح الهيكلي والتنمية البشرية والاقتصادية، وأصبح التدهور في الأوضاع المعيشية عنصراً فعّالاً ومؤثّراً.
فيديو قد يعجبك: