"وجدت التخارج المربح".. لماذا خرجت فودافون من سوق المحمول بمصر؟
كتب- علاء حجاج:
أعلنت شركة الاتصالات السعودية "STC"، ومجموعة فودافون العالمية، الاتفاق على استحواذ الأولى على حصة الأخيرة في شركة فودافون مصر، العاملة بمجال خدمات الهاتف المحمول، مقابل 2.4 مليار دولار.
وتستحوذ فودافون العالمية على 55% من فودافون مصر، بينما تستحوذ المصرية للاتصالات، ممثلة عن الحكومة المصرية، على الحصة المتبقية 45%.
وأصدرت شركتا فودافون العالمية والشركة العالمية بيانات منفصلة أمس، أكدتا فيها أنهما تنتظران باقي إجراءات الاستحواذ خلال الأشهر المقبلة تمهيدًا لإتمام الصفقة بنهاية يونيو المقبل، على أن يتم تحديد مبلغ الاستحواذ النهائي وقتها.
وأرجعت فودافون أسباب خروجها من سوق المحمول في مصر إلى أنها تعمل على التركيز على أسواق بعينها، إلى جانب خفض أعباء الديون عنها.
وقال نيكولاس ريد، الرئيس التنفيذي لمجموعة فودافون العالمية في بيان صحفي أمس، إن "هذه الخطوة تتماشى مع أولوياتنا في تعظيم الفائدة لاستثماراتنا في الأسواق العالمية، والتركيز على أسواق أوروبا وأفريقيا وتقليل أعباء الديون الصافية، والذي من شأنه تحقيق أفضل عائد لمساهمينا".
ولن يكون خروج فودافون العالمية من مصر خروجا كاملا، حيث ستظل العلامة التجارية للشركة مستمرة في مصر عبر إبرام شراكة استراتيجية طويلة الأجل مع شركة الاتصالات السعودية، إضافة إلى استمرارها في مجال التعهيد عن طريق شركة فودافون للخدمات الدولية.
ولكن بعض المحللين والمهتمين بقطاع الاتصالات يرون أن هناك أسبابا أخرى بخلاف ما أعلنته شركة فودافون قد تكون دفعتها للخروج من السوق المصري خلال الفترة الحالية.
وقال أحمد رمضان عضو الجمعية المصرية لخبراء الاستثمار، إن هناك عدة أسباب قد تكون دفعت شركة فودافون للخروج من سوق المحمول في مصر، من أهمها وصول السوق إلى مرحلة من التشبع سواء على مستوى المشتركين الجدد، أو تحقيق الأرباح.
وأضاف رمضان، لمصراوي، أنه رغم تحقيق شركة فودافون مصر أرباحا سنوية، إلا أن هذه الأرباح يقابلها ضخ استثمارات ضخمة، فضلا عن صعوبة استقرار هذه الأرباح عند نفس المعدلات خلال السنوات المقبلة، بسبب المنافسة الشرسة في السوق، وحالة التشبع الذي يعاني منها.
كما يرى رمضان أن وجود الشركة المصرية للاتصالات شريكًا في فودافون مصر، ومنافسًا لها في نفس الوقت من خلال شركة "we" يعد دافعاً لخروج فودافون العالمية.
ويعتقد رمضان أن قيمة الصفقة المعلن عنها تعد فرصة جيدة بالنسبة لشركة فودافون العالمية بأن تجد مشتريًا لحصتها بهذه القيمة، والتي وصلت لنحو 38.5 مليار جنيه.
وقال مصدر بقطاع الاتصالات، إن فودافون العالمية فضلت التركيز على خدمات التعهيد بمصر لما في السوق المصري من كوادر بشرية مدربة في هذا المجال.
وأضاف المصدر لمصراوي، أن الدليل على هذا العامل هو استحواذ شركة فودافون العالمية على شركة فودافون للتعهيد التابعة لفودافون مصر مقابل مليار جنيه في نوفمبر الماضي، وهي نفس الفترة التي كانت تشهد مفاوضات بيع حصتها لشركة الاتصالات السعودية.
وأشار المصدر أن فودافون كانت تبحث في الوقت نفسه عن تخارج مربح من سوق المحمول، وهو ما وجدته في الصفقة التي أبرمتها مع شركة الاتصالات السعودية "Stc".
وكان أيمن عصام مدير العلاقات الخارجية والقانونية بشركة فودافون مصر، قال لمصراوي، إن المفاوضات مع شركة "Stc" استمرت لفترة كبيرة بشكل سري.
فيديو قد يعجبك: