"سيد للأدوية" تطرح 4 أصناف جديدة وتدرس إنتاج دواء للسرطان (حوار)
كتبت- شيماء حفظي:
قال أشرف سالم، عضو مجلس إدارة شركة سيد للأدوية التابعة لقطاع الأعمال العام، إن الشركة طرحت خلال العام المالي الجاري، 4 أصناف جديدة في السوق، لعلاج "المغص والكحة والبرد والضغط" كما تدرس إمكانية تصنيع أدوية السرطان.
وأضاف سالم، في حوار لمصراوي، أن الشركة تواجه تحديًا يتعلق بارتفاع تسعير الكهرباء والتي تكلف الشركة نحو 12 مليون جنيه سنويا، بما يؤثر على ربحية الشركة، ويحتاج نظرة من الحكومة.
وإلى نص الحوار..
كيف ترى تاريخ شركة سيد للأدوية ومعدل ربحيتها؟
أعمل في الشركة من 34 عاما، وكانت الشركة تحقق أرباحا بقيم تتراوح بين 5 و 6 ملايين جنيه، في سوق لم تكن فيه منافسة كبيرة من القطاع الخاص، كنا في البداية ننافس 5 أو 6 مصانع أدوية، لكن الآن المنافسة شديدة جدًا، يعمل في السوق 160 مصنعا للأدوية، كما واجهنا أيضًا على مدار السنوات الماضية "التسعيرة الجبرية"، ونحاول الآن تغيير هذا الوضع، من خلال إعادة تسعير الأدوية وتقليل خسارتها وتطوير خطوط الإنتاج لنتمكن من ملاحقة المنافسين.
ما ترتيب شركة سيد للأدوية في شركات القابضة؟
شركة سيد للأدوية، ثالث أكبر الشركات الحكومية التابعة للشركة القابضة للأدوية، بعد شركتي القاهرة والإسكندرية للأدوية، والأفضلية هذه ناتجة عن تفرد كل شركة بمنتج معين تصنعه لصالح الغير مثل إنتاج البانادول والبنج واللزقات الطبية في شركة الإسكندرية ، وشركة القاهرة للأدوية تعتمد على تصنيع مستحضرات لصالح شركة أبوت، لكن شركة سيد للأدوية أغلب إنتاجها منتجات ذاتية وهي تعد ميزة وعيب في نفس الوقت، حيث أنه على الرغم من التحديات لكن لا يوجد من يملك في يده مستقبل الشركة.
كم بلغت أرباح العام المالي الماضي؟ وما والربح المستهدف خلال العام الجاري؟
في العام المالي الماضي 2018-2019، حققت الشركة مبيعات بقيمة 610 ملايين جنيه، وصافي ربح بنحو 15 مليون جنيه، وهذا الربح متراجعا عن العام المالي السابق له 2017-2018 والذي بلغ نحو 40 مليون جنيه، نتيجة توقف حوالي 4 أقسام عن الإنتاج بينها خطوط إنتاج أدوية الهرمونات، والمحاليل، والتي كانت تحقق أرباحا بنسبة 30% من إجمالي ربح الشركة، ومع إغلاق هذه الخطوط والتصنيع بالخارج لم يحقق للشركة ربحا موازيا. ونحن نستهدف خلال العام المالي الجاري، زيادة مبيعات الشركة إلى 800 مليون جنيه، وصافي ربح بقيمة 42 مليون جنيه، مع تطوير الشركة وزيادة الإنتاج والمبيعات.
لماذا تم إيقاف خطوط الإنتاج وكم عددها؟
الإغلاق جاء بعد قرار من وزارة الصحة بضرورة تطوير هذه الأقسام، لأن الشركة تعمل منذ 1957 بتكنولوجيا ألماني، وعلى الرغم من تقادم المعدات ومع التزام الشركة بالتسعرة الجبرية للأدوية، لم يكن لدى الشركة ربح كافي لتوفير سيولة مالية لتنفيذ التطوير، وتتضمن الخطوط التي يتم تطويرها أقراص منع الحمل وأمبول هرمونات، وقسم المحاليل، وقمسين بمصنع أسيوط، هذا التطوير مهم للتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية وصناعة الدواء، والتطوير في سوق صناعة الدواء بشكل عام.
هل تنفذ الشركة أعمال تطوير خلال الفترة الحالية؟
نفذنا خلال العام الماضي 4 مشروعات تطوير بتمويل ذاتي بتكلفة وصلت 75 مليون جنيه، وهي أقسام الأمبول المائي، والمحاليل ومحطة المياه ومعمل الميكروبايولوجي. ومع بداية العام الجاري، جهزنا مناقصات وكراسات شروط لتطوير مبنى المخازن ومبنى الأقراص والقسم البيطري، وتتضمن عملية التطوير المعدات والماكينات والبنية الأساسية، وسيتكلف التطوير في الثلاثة أقسام نحو 45 مليون جنيه لقسم الأقراص، والمخازن 13 مليون جنيه، ونحو 5 ملايين جنيه لقسم البيطري، سيتم توفيرها بشكل ذاتي حتى الآن.
وطرحنا مناقصة تطوير القسم البيطري وتم اختيار شركة السادس من أكتوبر لأعمال التكييف والكهرباء، ومازال اختيار شركة للأعمال المدنية، وخلال الشهر الجاري سيتم طرح وترسية المشروعين الآخيرين.
هل يوجد في الشركة أقسام تحتاج لإضافة خطوط إنتاج؟
نحتاج لخطوط إنتاج في قسم الدواء الشراب، والأمبول (المائي والزيتي) نحتاج بشكل خاص خط إنتاج بالكامل في قسم الأمبول الزيتي والذي ينتج أدوية الهرمونات (أقراص وحقن منع الحمل 3 شهور، وأدوية الخصوبة، وأقراص تنظيم الدورة الشهرية، وعلاج العقم) وهذا يتطلب نحو 150 مليون جنيه استثمارات، لكننا لا نملك السيولة لتنفيذه، وحاليا لدينا دراسة للشراكة في هذا المشروع، ووقعنا بروتوكول تفاهم مع شركة (عربية – مصرية) لدراسة الشراكة في المشروع، وأتوقع أن نبدأ خطوات التنفيذ بداية العام المالي المقبل.
هل أضافت الشركة أصنافا جديدة لتشكيلة الأدوية التي تصنعها؟
التطوير خطوة ضرورية، سواء للماكينات والأقسام أو الأصناف الدوائية لذلك نهتم بإضافة منتجات جديدة، بدأنا بالفعل خلال العام المالي الجاري إنتاج 4 أصناف جديدة وتم طرحها بالسوق لعلاج "المغص والكحة والبرد والضغط"، حيث كانت شركات أجنبية تنتج هذه المستحضرات وأصبحنا ننتجها باسم شركة سيد للأدوية.
كما ندرس مع الشركة الألمانية مايلان، زيادة عدد منتجاتها التي تصنعها لدى شركة سيد، وهي تصنع في سيد للسوق المصري والتصدير، وهي تنتج حاليا 4 مستحضرات، بحجم إنتاج ومبيعات يصل إلى ربع مليار جنيه.
هل هناك دواء تسعى الشركة لتصنيعه؟
نحن نعمل في تشكيلة أدوية كبيرة لعلاج أمراض السكر والضغط والقلب والهرمونات، ولكننا كنا نرغب في صناعة أدوية السرطان وخاصة الأقراص، وندرس حاليا إمكانية تصنيعه لكن يواجهنا تحدي ارتفاع تكلفة إنتاج هذه الأدوية، ونبحث أيضًا مع الشركة القابضة إمكانية المشاركة في هذا المنتج لأنه سيحتاج تمويل ضخم، وجهد واستشارات فنية.
هل تملك الشركة أصولا غير مستغلة قد تساهم في تمويل الاستثمارات؟
لدينا قطع أراضي غير مستغلة في أسيوط حوالي 9 أفدنة، بينها 5 أفدنة أرض فضاء، والمساحة الأخرى مقام عليها مصنع أسيوط، لكن لا يعمل به سوى قسم واحد، وكان لدينا خطة لتطوير مصنع أسيوط، لكن الأراضي الفضاء تدخل ضمن خطة الوزارة لاستغلال الأراضي غير المستغلة.
بالإضافة لذلك، أعتقد أنه يمكن للشركة الحصول على تمويلات من خلال الطرح في البورصة بما لا يتجاوز طرح 40% من الأسهم لتظل الشركة مملوكة للدولة.
ما موقف المديونية في الشركة؟
نحصل حاليا على تسهيلات ائتمانية من البنوك، وهي قروض قصيرة الأجل لدى البنوك لا نواجه أزمات فيها، لكن مازال لدينا أزمة في مديونية الشركة لصالح شركة الجمهورية لتجارة الأدوية والتي بلغت نحو 170 مليون جنيه، متراكمة عبر سنوات، لعدم قدرة شركة سيد سداد مستحقات الجمهورية مقابل الحصول على خامات التصنيع والماكينات، بالإضافة إلى 3.5 مليون جنيه خدمة الدين شهريا بما يضيع على الشركة نحو 36 مليون جنيه يمكن إضافتها للربح.
ما موقف التصدير في الشركة؟
بلغ حجم صادرات الشركة خلال العام المالي الماضي نحو 70 مليون جنيه، وهي الشركة الثانية من حيث حجم التصدير في الشركات التابعة للقابضة، ونصدر إلى اليمن والسودان والصومال وجيبوتي والإمارات والكويت، وأبرز المنتجات التي نصدرها الأقراص الفوارة للبرد.
ونستهدف حاليا تطوير المصنع وخطوط الإنتاج، لنتمكن من فتح أسواق جديدة للتصدير، ومثل هذه الأسواق السعودية والسوق الأفريقي.
ما موقف العمالة في الشركة؟
هرم العمالة في الشركة مقلوب حيث يبلغ عدد العمالة الفنية في كل خطوط الإنتاج 1200 عامل، وفي الأعمال الإدارية 1300 عامل، وهذه ليست الأزمة الوحيدة لأن عدد العمال الذين يحالون للمعاش سنويا يبلغ 100 عامل، ومع توقف التعيينات بالوزارة، نتجه لتعيين عمالة موسمية أو مؤقتة في الأقسام الفنية لتغطية الاحتياجات.
كيف تتأثر الشركة بتغيرات سعر الدولار والكهرباء؟
نعتمد في الإنتاج على 3 عناصر هي المواد الخام ومواد التعبئة والتغليف والوقود وجميعها تمثل 47% من إجمالي التكلفة، فيما تمثل الأجور نحو 30% من التكلفة وهي نسبة مازالت مرتفعة، والباقي خدمات تكلفة الأعباء والخسائر والمديونيات.
بالنسبة للخامات، فمعظم المواد الخام مستوردة من أوروبا والصين والهند ويبلغ حجم تكلفة المواد الخام نحو 200 مليون جنيه العام المالي الماضي، وتتوقف تكلفة الحصول على الخام، على سعر الدولار فانخفاض سعر العملة مقابل الجنيه، تخفض من تكلفة الإنتاج وهذا مؤشر جيد لكنه يصحبه تأثير سلبي على ترجمة قيمة الصادرات، لكن من حيث الربح والخسارة يكون تراجع الدولار مفيدا للشركة.
أما التحدي الثاني في الشركة هو ارتفاع تسعير الكهرباء والطاقة، نتعامل ضمن الشرائح المرتفعة للكهرباء، كنا ندفع 400 ألف جنيه شهريا تكلفة كهرباء، زادت إلى أكثر من مليون جنيه شهريا، يعني نحو 12 مليون جنيه سنويا، وهذا يؤثر بالطبع على ربحية الشركة، ويحتاج نظرة من الحكومة.
ما موقف إعادة تسعير المستحضرات المخسرة في الشركة؟
كان لدى الشركة مستحضرات مخسرة، وصلنا لـ 90 صنف مخسر يحقق خسائر بنحو 80 مليون جنيه سنويا، وتمكنا بالتعاون مع وزارة الصحة والشركة القابضة إلى تعديل أسعار نحو 25 صنفا ومازال لدى الشركة أصناف مخسرة نسعى لتعديل أسعارها.
فيديو قد يعجبك: