غياب شهية الشراء.. تراجع الطلب على قروض السيارات بالبنوك بسبب "كورونا"
كتبت- منال المصري:
طالت التداعيات الاقتصادية لفيروس "كورونا المستجد" مبيعات قروض السيارات في البنوك، والتي شهدت تراجعًا في الطلب لغياب شهية العملاء للشراء، بحسب ما قاله مسؤولون مصرفيون لـ"مصراوي".
ويرى المصرفيون، أن هذا التراجع انعكس على أسعار الصرف بشكل إيجابي، حيث قلّل الطلب على الاستيراد وساهم في تخفيف الضغط على العملة الأجنبية.
وقال مصرفيون في بنوك عامة وخاصة، أن تراجع قروض السيارا ت في البنوك يرتبط بإعادة ترتيب أولويات واهتمامات العملاء لعدم وضوح الرؤية حول تداعيات واستمرار فيروس "كورونا"، مع زيادة تركيزهم على الاحتفاظ بمدخراتهم في أوعية ادخارية، أو الاحتفاظ بالسيولة لاستخدامها وقت الطلب.
وأشارت المصادر، إلى أن انخفاض قروض السيارات، أثر إيجابيًا، على تقليل خروج العملة الأجنبية للاستيراد، فضلا عن أن هذا النوع من القروض يندرج تحت اسم السلع الترفيهية والكمالية، على عكس خطة البنوك حاليًا في التوسع في المشروعات التنموية مثل التمويل العقاري والمشروعات الصغيرة والمتوسطة طبقا لمبادرات المركزي.
واستفادت قروض السيارات بقرار البنك المركزي، في منتصف شهر مارس الماضي، بتأجيل كافة الاستحقاقات الائتمانية للبنوك على العملاء من المؤسسات والأفراد (تشمل القروض لأغراض استهلاكية والقروض العقارية للإسكان الشخصي) لمدة 6 أشهر.
وبلغت إجمالي قروض السيارات التي تم تأجيل أقساطها 6 أشهر نحو 24.5 مليار جنيه في نهاية ديسمبر الماضي في البنوك منها 966 مليون جنيه قروضًا غير منتظمة بحسب بيانات البنك المركزي، حصل "مصراوي" عليها في وقت سابق.
وقال كريم سوس الرئيس التنفيذي للتجزئة المصرفية، في البنك الأهلي المصري، إن خطة البنك لا تعطي أولوية؛ لتمويل قروض السيارات بل تركز حاليًا، على تمويل مبادرات البنك المركزي للمشروعات التنموية مثل التمويل العقاري لمحدودي الدخل، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وخفض البنك، عدد العاملين، في معارض السيارات للترويج للقروض، وتراجعت قروض السيارات منذ قرار تحرير سعر الصرف لتركيز البنك على تمويل المشروعات التنموية، بحسب سوس.
وقال مصدر في بنك فيصل الإسلامي، إن قروض السيارات الملاكي الجديدة تراجعت بنسبة 50% منذ بدء أزمة "كورونا" في مارس الماضي، لغياب الطلب بين العملاء بسبب ضبابية الصورة الكاملة حول استمرار أو تحجيم الفيروس.
وأشار إلى أن أغلب العملاء يفضلون حاليًا الاحتفاظ بمدخراتهم بالجنيه أكثر من طلب قرض على سلعة ترفيهية أو كمالية في الوقت الراهن.
وقال محمد بدير، العضو المنتدب لبنك عوده مصر، إن انخفاض قروض السيارات سببه اتجاهات العملاء وأولوياتهم، وهذا يسهم في عدم إهدار العملة الصعبة.
وتوقع بدير، أنه بعد انتهاء أزمة "كورونا" سرعان ما تعود الأوضاع إلى معدلات الطلب السابق على قروض السيارات.
فيديو قد يعجبك: