قصة إعادة إحياء "فندق كونتيننتال" التاريخي في وسط القاهرة

كتبت – شيماء حفظي:

أعلنت الحكومة بدء العد التنازلي لتطوير فندق الكونتيننتال بوسط البلد، بعد أكثر من 3 سنوات من صدور قرار هدمه كونه آيلا للسقوط.

وقال هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، إنه لا يمكن إهدار المزيد من الوقت، وإنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لبدء تطوير الفندق، وإعادة بريقه لمنطقة الأوبرا.

وفي ديسمبر 2016، أصدر حي عابدين رخصة هدم لفندق كونتيننتال الأثري، وذلك بعد موافقة مجلس الوزراء على تطوير مبنى الفندق، بعدما تقدمت إيجوث الشركة المالكة للفندق، بطلب رخصة لهدمه لأنه أيل للسقوط.

وكانت شركة إيجوث، إحدى شركات القابضة للسياحة والفنادق التابعة لقطاع الأعمال العام، بدأت في أعمال هدم الفندق في 2018، لكنها توقفت بعد ذلك لعدم التوصل لتسوية مع أصحاب المحلات والمستأجرين.

وممر كونتننتال، يضم مئات المحلات، التي تعمل بشكل أساسي في الملابس الجاهزة، بالإضافة إلى ورش ملابس وتطريز وذهب.

ويقع الفندق بميدان الأوبرا بالقاهرة، وأنشأه اليوغسلافي جورج لنجوفتش، عام 1899، على الطراز المعماري النيوكلاسيك، بحسب بيانات الجهاز القومي للتنسيق الحضاري على موقعه الإلكتروني.

وكان المبنى يتكون من 4 طوابق و300 غرفة، وصلت إلى 400 غرفة بحلول عام 1922، وهو ما أظهرته صورا نادرة لإعلانات الفنادق في مصر في ذلك العام، نشرتها مكتبة نيويورك العامة من أرشيفها حول مصر.

وحملت صورة الإعلان صورة الفندق، مدون عليها عبارة "فندق كونتننتال سافوي Continental Savoy بميدان الأوبرا مقابل دار الأوبرا الملكية وحديقة الأزبكية".

وقال الإعلان، إن الفندق يعمل طوال العام، ويتكون من غرف متميزة، و"تراس"، بالإضافة إلى 200 حمام، وكان يقدم الفندق حفلات يومية، ورقصات نصف أسبوعية.

وخلال الأعوام الأخيرة من حقبة السبعينات، تدهور حال الفندق، حتى توقف عن استقبال الضيوف تماما في الثمانينات.

ومع التدهور الشديد الذي وصل له الفندق، مع استخدامه، كمقر لشركة إيجوث، شكل سمير غريب رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري لجنة فنية من المتخصصين لمعاينة مبنى الفندق.

وقدمت اللجنة تقريرها الذي أوصت فيه بأن ترتكز الأفكار التصميمية المقترحة للتطوير على فكرة الإبقاء على شكل المبنى ومكوناته الرئيسية مع عدم إغفال القيمة التاريخية والعمرانية وتعظيمها بما يتطلب وضع مقترحات غير تقليدية بهذا الشأن، بحسب جهاز التنسيق الحضاري.

وأوصت اللجنة، بأن يكون الشكل الخارجي للمبنى مطابقا لأسس ومعايير التنسيق الحضاري، في حالة إحلال أجزاء منه فيما يعرف باتجاه الواجهاتية (facadism) والذي يطبق على مستوى العالم في الحالات المماثلة التي ترفع فيها القيم التاريخية والعمرانية والاجتماعية لمبنى أو عقار ما.

ومن المقرر أن تقوم شركة إيجوث، بإنشاء شركة مع القطاع الخاص، من أجل بناء فندق جديد، بعد هدم الفندق القديم، باستثمارات تصل إلى نحو 1.2 مليار جنيه، بحسب ما صرحت به ميرفت حطبة، رئيسة الشركة القابضة، لمصراوي، في وقت سابق.