تجار: كورونا يخفض استهلاك مصر من الدقيق الفاخر.. والمطاحن تعاني من الركود
كتبت- ياسمين سليم:
تراجع استهلاك الدقيق الفاخر في مصر خلال الفترة الأخيرة بسبب تداعيات فيروس كورونا، بحسب تجار ومصنعون تحدثوا لمصراوي.
وقال تجار إن تراجع الاستهلاك بصفة عامة منذ بداية أزمة فيروس كورونا، خفض الطلب على الدقيق الفاخر، نظرًا لتوقف بعض المصانع عن العمل، فضلًا عن توقف المواطنين عن استهلاك بعض السلع التي تستخدم الدقيق.
ويستخدم الدقيق الفاخر "الزيرو" في إنتاج المخبوزات والحلويات والبسكوتات والمكرونة.
وقال محمد عبد الفضيل، رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لشركة فينوس إنترناشونال لتجارة الحبوب، وهي من أكبر الشركات المستوردة للقمح، إنه في ظل الظروف التي خلفتها كورونا تغيرت خريطة الاستهلاك لدى المواطنين، وهذا خفض من استهلاك الدقيق الفاخر.
وقدر هشام أبو الذهب، عضو مجلس إدارة الغرف التجارية وصاحب مصانع لإنتاج المكرونة، نسبة انخفاض الاستهلاك على الدقيق الأبيض بما يتراوح بين 30 إلى 40%.
وقال لمصراوي: "هناك مصانع كثيرة تستخدم الدقيق أغلقت، فضلًا عن مطاحن الدقيق نفسها أغلقت"، مشيرًا إلى أن الأقماح موجودة لكن المطاحن لن تستطيع تصريف بضاعتها نظرة لقلة الاستهلاك.
وتستخدم المطاحن الخاصة قمحًا مستوردًا، نظرًا لأن المحصول المحلي من القمح يورد إلى وزارة التموين وحصلت الوزارة هذا العام على 3.5 مليون طن قمح يستخدم في إنتاج الخبز المدعم.
وتستهلك مصر حوالي 20 مليون طن من القمح سنويا وعادة ما تستورد حوالي 12 مليونا، بحسب أحدث تقرير لوزارة الزراعة الأمريكية.
وبحسب عبد الفضيل، فلا يوجد مشكلة حاليًا في استيراد القمح من الخارج رغم أزمة فيروس كورونا، لكن المشكلة في انخفاض استهلاك الدقيق.
وبحسب عطية حامد، أمين شعبة المخابز في القاهرة، فإن "هذه الأيام من المفترض أن يزيد الإقبال على الدقيق الفاخر نظرًا لاقتراب عيد الأضحى، لكن الحقيقة إن الاستهلاك منخفض".
ويقول أبو الدهب إن في مثل هذه الأيام كانت الناس تتسابق للحصول على الدقيق الفاخر، نظرًا لاقتراب موسم الأعياد، لكن على النقيض المصانع متوقفة والمطاحن هي الأخرى متوقفة بعد تراجع الاستهلاك.
ولدى أبو الدهب مطاحن ومصانع مكرونة انخفض إنتاجها بنسبة تقترب من 40% منذ بداية أزمة كورونا، بحسب قوله.
وقال: "أصبح المستهلكون يجلسون في المنازل، ولم يعد يذهب الأطفال للمدارس أو النوادي وبالتالي توقف استهلاك الحلويات مثل البسكويت والمخبوزات وهذا خفض الاستهلاك عامة".
ومنذ بداية أزمة فيروس كورونا اتخذت الحكومة عدة إجراءات احترازية، منها وقف المدارس والنوادي والتجمعات مثل الأفراح والمآتم، للحد من انتشار الفيروس.
وتشير دراسة حديثة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن نمط استهلاك الأسر المصرية تغير منذ بداية أزمة فيروس كورونا.
وتوصلت الدراسة إلى أن 92.5% من الأسر اعتمدت على أنواع رخيصة من الغذاء في محاولة لتغطية احتياجات الأسرة.
وبحسب الدراسة خفضت 89.8% من الأسر استهلاكها الأسبوعي من اللحوم والطيور والأسماك، فيما قللت 36% من الأسر كمية الطعام في الوجبات، وخفضت 19.8% عدد الوجبات الغذائية اليومية.
وتعمل الحكومة حاليًا على إطلاق مبادرة لتحفيز الاستهلاك من خلال تقديم عروض على سلع مختلفة بتخفيضات ومهلة للتقسيط، بحسب ما أعلنه محمد معيط، وزير المالية.
وقال عضو مجلس إدارة الغرف التجارية إن الغرفة تعمل مع أعضائها لحث الشركات على المشاركة في المبادرة وبالتالي يرتفع الإنتاج ويزيد الاستهلاك على مواد الإنتاج بما فيهم الدقيق الفاخر.
"القضية كلها في الاستهلاك، الإنتاج كثير ومنذ بداية أزمة فيروس كورونا لم نشهد انخفاضًا في أي سلعة"، بحسب أبو الدهب.
فيديو قد يعجبك: