قفزة في المعادن عالميًا تصعد بأسعار الأدوات الكهربائية والمنزلية 20% وتوقعات بالمزيد
كتبت- ياسمين سليم:
قفزت أسعار المعادن من الحديد إلى النحاس والألومنيوم عالميًا، مخلفة مزيدًا من الضغوط على الصناعات المحلية التي تدخل فيها كمواد إنتاج أساسية، بحسب مصنعون تحدثوا لمصراوي.
وقالوا إن زيادة أسعار مدخلات الإنتاج عالميًا تسببت في ارتفاع أسعار التكلفة مما رفع سعر المنتج النهائي بنسبة تصل إلى 20% خلال الفترة الحالية، متوقعين أن تواصل أسعار المنتجات مثل السلع الكهربائية والأدوات المنزلية صعودها مع الزيادة الكبيرة في أسعار المعادن عالميًا.
وعالميًا قفزت أسعار المعادن الأساسية خلال الأيام الماضية لتحقق مستويات قياسية، بسبب أزمة نقص الطاقة العالمية والتي تغذي المخاوف من استمرار أسعار السلع.
ووفقًا لبيانات وكالة بلومبرج ارتفع سعر الزنك لأعلى مستوى له من 14 عامًا في بداية الأسبوع الجاري، كما سجل سعر الألومنيوم معدل زيادة بنسبة 62% منذ بداية العام الجاري وتخطت أسعار النحاس متجاوزة 10 آلاف دولار للطن.
وتظهر بيانات غرفة الصناعات المعدنية أنه في نحو أسبوعين ارتفعت أسعار الزنك 14.6% لتسجل 3795 دولارًا للطن، وزادت أسعار النحاس بنحو 14% لتسجل 10.5 ألف دولار للطن وأسعار الألومنيوم بنحو 9% لتبلغ 3163 دولارًا للطن.
رد سريع
ووفقًا لمحمد المهندس، رئيس غرفة الصناعات الهندسية، فإن أي زيادة تحدث في مدخلات الإنتاج تسبب زيادة فورية في سعر المنتج النهائي.
وقال إن المعادن تعتبر مدخلًا هامًا في مستلزمات الإنتاج، لذلك ارتفعت كل أسعار المنتجات النهائية التي تعتمد عليها مثل الثلاجات والغسالات والتلفزيونات والسخنات والأدوات المنزلية.
ويقدر المهندس قيمة الزيادة بما بين 5 إلى 10%، بحسب نوع المنتج النهائي ومدى اعتماده على المعادن في الإنتاج.
لكن يسري قطب، رئيس شركة يونيفرسال للأدوات الكهربائية، قال إن أسعار السلع ارتفعت بنسبة 20% خلال الأيام الماضية، بسبب ارتفاع أسعار المعادن وبقية مدخلات الإنتاج، بجانب أسعار شحن البضائع من الخارج.
وأضاف لمصراوي: "في زيادة كبيرة جدًا في أسعار الشحن والمواد الخام، والبضائع لا تأتي في وقتها مما يلقي مزيدًا من الأعباء".
ومنذ نوفمبر الماضي قفزت أسعار الشحن العالمية، مسببة أزمة كبرى في سلاسل التوريد العالمية.
وبحسب محمد حنفي، مدير غرفة الصناعات المعدنية اتحاد الصناعات، فإن ارتفاع أسعار المواد الخام يرفع بالضروة أسعار المنتج النهائي.
"لن نجد منتجًا يباع عند مُصنع بسعر رخيص وعند آخر بسعر غالي، فالجميع سيرفع الأسعار حتى لا يتحمل فرق هذه الزيادة"، بحسب قول حنفي.
زيادة جديدة
ولا يبدو أن الزيادة ستنتهي عند هذا الحد إذ يتوقع المصنعون أن تواصل أسعار السلع التي تعتمد على المعادن في التصنيع، الارتفاع بسبب الزيادات المتواصلة في أسعار المواد الخام.
ويقول رئيس شركة يونيفرسال إن الأسعار السلع سترتفع 20% مرة ثانية على الأقل، في ظل الزيادات المستمرة والكبيرة للمواد الخام عالميًا.
وأوضح أنه مضطر لاستمرار شراء المواد الخام بهذه الظروف، حتى يستمر مصنعه في الإنتاج والعمل.
ويتوقع محمد المهندس أن تبقى الأسعار مرتفعة، على أن تزيد مع الوقت بسبب استمرار ارتفاع أسعار المعادن وبقية مدخلات الإنتاج عالميًا.
وقال: "مجمل القول الأسعار في زيادة ومستمرة، والزيادة لأن أسعار الخامات لا تزال ترتفع".
وتقول وكالة بلومبرج إن ارتفاع أسعار المعادن يواكب ارتفاع تكاليف الطاقة مع زيادة أسعار السلع بشكل عام خلال العام الحالي، مما يعزز المخاوف بأن مخاطر صعود معدل التضخم قد تستمر فترة أطول تتجاوز التوقعات السابقة.
وسيؤدي ذلك إلى عدم وضوح الرؤية المستقبلية بالنسبة إلى صناع السياسة، ويهدد انتعاش الاقتصادي العالمي.
فيديو قد يعجبك: