اختفاء الويب.. ماذا لو انقطعت خدمات "جوجل" يوما واحدا كما حدث لفيسبوك؟

كتب- علاء حجاج:

عانى مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي بسبب انقطاع خدمات فيسبوك ومنصاتها التابعة "انستجرام - واتساب - ماسنجر" نهاية الأسبوع الماضي.

الأمر لم يقف عن هذا الحد، بل تأثرت أسهم الشركات التكنولوجيا ببورصة ناسداك جراء هذا الحادث كما انخفض قيمة سهم فيسبوك بنحو 6% تقريبا، فضلا عن تحدث تقرير "نت بلوكز" عن خسارة الاقتصاد العالمي نحو 1.1 مليار دولار بسبب 6 ساعات انقطاع خدمات فيسبوك.

كل هذا حدث بسبب منصة للتواصل الاجتماعي وتطبيق للصور وآخرين للدردشة، ولكن ماذا إذا عاشت جوجل يوما مريرا بتوقف جميع خدماتها عن العمل مثلما حدث مع فيسبوك؟ يُتوقع أنه لن يكون يوما عاديا على الناس.
وقال الدكتور وليد حجاج خبير أمن المعلومات، أن جوجل مجموعة عملاقة لخدمات الإنترنت تقدم أكثر من 45 خدمة لمستخدمي الإنترنت حول العالم، وإذا ما حدث انقطاع بجميع خدماتها مثلما حدث مع فيسبوك ومنصاته التابعة، فهذا يعني "كارثة لا يمكن تخيلها".

أضاف :"يوتيوب - جي ميل - جوجل بلاي - جوجل سيرش - خرائط جوجل" كلها خدمات رائجة لشركة جوجل ونعتمد عليها بشكل أساسي، هل يمكننا تخيل كيف سيكون الإنترنت بدونهم؟، فضلا عن خدمات أخرى مثل خدمات "جوجل سكولر" وهي خدمات تعليمية تقدمها جوجل للباحثين في مختلف أنحاء العالم، كذلك سنفتقد ميزة الوصول للمستندات الهامة المحفوظة على "جوجل درايف" وكذلك ستتأثر خدمات الألف من الشركات التي تعتمد على السحابة التخزينية "جوجل كلاود".

وقال يحيى ثروت مدير عام شركة "لينك ايجيبت" لخدمات التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات، إذا ما حدث خطأ تقني في شركة بحجم جوجل وتسبب في عطل شبيه لما تسببه بيه فيسبوك فالخسارة ستكون فادحة، فمثلما يعتبر الفيسبوك والمنصات التابعة له "انستجرام - واتساب" أدوات أساسية للتواصل، فشركة جوجل عملاق لخدمات إنترنت متعددة في شتى المجالات على مستوى العالم.

أضاف ثروت، جوجل ليست مجرد محرك بحث، ولكنها واحدة من خدمات متعددة تقدمها شركة جوجل، ولذلك إذا حدث انقطاع مشابه في جميع خدمات جوجل مثلما حدث مع فيسبوك، فالأمر سيكون له تأثير أشبه بـ إنقطاع الإنترنت عن العالم.

أوضح، أن أكثر من 70% من الهواتف الذكية في العالم يستخدم نظام التشغيل أندرويد، وبالتالي أي انقطاع لخدمات جوجل شبيه بما حدث لفيسبوك فهذا يعني انقطاع الخدمات المقدمة من أندرويد لهذه الهواتف الذكية وبالتالي سنفتقد لميزة التواصل عبر هواتفنا بسبب تعطل نظام التشغيل، مضيفا "ما حدث من تأثير على العالم جراء انقطاع خدمات فيسبوك، لن يمثل 10% مما قد يحدث في حال انقطاع خدمات جوجل".

سيتأثر أيضًا القطاع التعليمي في شتى أنحاء العالم، بسبب المحتوى التعليمي الموجود على منصة اليوتيوب، كذلك بتوقف خدمات "جوجل كلاود" ستتأثر الكثير من الخدمات التي تقدمها العديد من الشركات بمختلف أنحاء العالم بسبب اعتمادهم على السحابة التخزينية "جوجل كلاود".

"فمثلا شركتنا تعتمد بشكل أساسي على جوجل درايف، وجميع المستندات الخاصة بنا موجودة على "درايف" وبالتالي إذا حدث أي انقطاع فهذا يعني توقف تام للعمل داخل شركتنا" وفقا لثروت.

كذلك كثير من عمليات الدفع التي تتم عبر ماكينات الدفع في المطاعم والمحلات تعتمد على "السحابة التخزينية" وبالتالي إذا حدث انقطاع لهذه الخدمة وهي واحدة من خدمات جوجل فهذا يعني توقف عمليات البيع والشراء بهذه المطاعم والمحلات.
شلل آخر في قطاع النقل الذكي والتوصيل قد يحدث بسبب تعطل خدمات خرائط جوجل بحسب ثروت، شركات النقل الذكي والتوصيل والشحن تعتمد على خرائط جوجل بشكل أساسي في أنظمتها، وبالتالي أي عطل يضرب خرائط جوجل يعني توقف تام لهذا القطاع العريض من الخدمات.