ضغوط على الأسواق.. هل يؤجل "أوميكرون" الطروحات الحكومية في البورصة؟
كتبت- منال المصري وشيماء حفظي:
تواجه أسواق المال، تحديًا كبيرًا خلال الفترة الحالية، بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية ظهور متحور جديد لفيروس كورونا "أوميكرون" ما قلص تفاؤل تعافي الاقتصادات العالمية.
وتأتي هذه التحديات، بينما تستعد الحكومة المصرية، لاستكمال برنامج الطروحات في البورصة، ما يطرح تساؤلا عن إمكانية المضي في الطروحات أو تأجيلها، مثلما حدث في الظهور الأول للفيروس العام الماضي.
وأجلت الحكومة، طرح حصة تصل إلى 30% بنك القاهرة في البورصة، أكثر من مرة نتيجة تداعيات فيروس كورونا على الأسواق، حيث شهدت أسعار الأسهم خسائر كبيرة نتيجة إحجام المستثمرين عن ضخ استثمارات مع تراجع الثقة في الاقتصادات مع اللجوء للملاذات الآمنة.
وقال عمرو الألفي رئيس قسم البحوث في شركة برايم لتداول الأوراق المالية، إنه من غير المتوقع أن يؤدي ظهور المتحور الجديد لكورونا إلى تأجيل الطروحات الحكومية المقررة حتى نهاية العام المالي الجاري.
واتفق معه محمد ماهر، الرئيس التنفيذي لشركة برايم القابضة للاستثمارات المالية، مشيرًا إلى أن الأسواق استوعبت صدمة المتحور الجديد سريعًا، ولم يستمر التأثر العنيف الذي ظهر يوم الجمعة الماضي، مع الإعلان عنه أول مرة.
وأوضح ماهر، أن حدة التوترات حاليًا أقل كثيرًا من وقت الصدمة الأولى بظهور فيروس كورونا، ومن غير المتوقع أن يكون للمتحور الجديد تأثير واضح على السوق المصري.
وتستهدف الحكومة طرح 5 شركات حكومية في البورصة، حتى يونيو المقبل، والتي ستبدأ بطرح حصة إضافية من شركة أبو قير للأسمدة المدرجة بالفعل خلال شهر، وفقا لتصريحات لوزير قطاع الأعمال هشام توفيق لمصراوي، سابقا.
ووفقا لتصريحات سابقة للوزير، فإن الحكومة ستطرح خلال النصف الأول من العام المقبل، حصة من بنك القاهرة كطرح أولي، إضافة إلى حصة إضافية من شركة مصر لإنتاج الأسمدة "موبكو" ومصر الجديدة للإسكان والتعمير.
وأوضح الألفي، في تصريحات لمصراوي:"لا يُتوقع أن تؤثر تبعات المتحور على تنفيذ الطروحات في البورصة في توقيتاتها دون تأخير وخاصة بعد تأقلم العالم على التعايش مع كوفيد 19 ووجود سيناريوهات بديلة لتنفيذ الخطط".
وتوقع الألفي، أن طرح بنك القاهرة في البورصة لن يتأثر بالفيروس المتحور الجديد، لأنه أحد الكيانات الكبرى، وهو غير متداول في البورصة ولديه استراتيجية واضحة وانتشار جغرافي وبرامج تمويلية مختلفة بما يعزز من قاعدة الجهاز المصرفي في سوق المال.
فيما رهن محمد عبد العال، عضو مجلس إدارة في أحد البنوك الخاصة، تأثير أوميكرون على قرار الحكومة في استكمال برنامج الطروحات بقرار بعض الدول إيقاف الطيران لمدة أكثر من أسبوعين، وقال إنه في حال امتدت فترة الإغلاق ستدفع الحكومة للتأجيل للحفاظ على سعر الأسهم.
وكان طارق فايد، رئيس مجلس إدارة بنك القاهرة، قال في تصريحات سابقة، إن طرح بنك القاهرة لن يتم إلا بعد توافق كامل بين جميع الأطراف المعنية بشأن البدء مرة أخرى في عملية الطرح، وبالتالي من الصعب تحديد توقيت محدد للطرح.
وكان محمد فريد رئيس البورصة، قال إن التأجيل السابق لبنك القاهرة، نتيجة تداعيات أزمة كوفيد، كان سببه تراجع الأسهم المدرجة في الأسواق في قطاع البنوك، ما قد يؤثر على تسعير السهم قبل الطرح، وهذا يتنافى مع دوافع الحكومة في التقييم.
لكن هذه المرة، على العكس من ذلك، يرى الألفي أن سوق المال يتعطش لوجود أسهم جديدة لم يتم طرحها من قبل مثل بنك القاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة بما يفتح من شهية المستثمرين لضخ استثمارات جديدة مثلما حدث مع طرح شركة إي فاينانس.
ويضيف عمرو الألفي، أن ظهور المتحور الجديد "أوميكرون" سيكون له بصمات إيجابية على الأسواق الناشئة ومن بينهم مصر، وقد يدفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى إرجاء رفع الفائدة المتوقع.
"لن يثير ظهور المتحور الجديد مخاوف وذعر المستثمرين في الأسواق الناشئة أو الاتجاة للتخارج مرة أخرى من بعض الاستثمارات غير المباشرة كما حدث مع بدء ظهور جائحة كوفيد 19 العام الماضي وذلك بعد مواصلة الدول حملة تطعيم مواطنيها" وفقا للألفي.
لكن عبدالعال، يرى أن أوميكرون سيدفع المستثمرين الأجانب إلى اتباع سياسة نمو تحفظية لمخاوف محتملة من انتشار الوباء وتحفظهم في ضخ استثمارات جديدة حتى عودة الأجواء إلى طبيعتها مرة أخرى.
وأوضح الألفي :"سيعزز انتشار اللقاحات، استمرار المستثمرين في الاحتفاظ باستثماراتهم في سوق الأسهم والأموال غير المباشرة (أذون وسندات الخزانة)، وإن حدث أي تاثير سلبي على سوق الأسهم سيكون بشكل مؤقت وستعاود الانتعاش مجددا".
فيديو قد يعجبك: