إعلان

العريان: نمر بتحديات ولدت من رحم الدول المتقدمة.. و3 أسباب لعدم اليقين

12:54 م الأحد 23 أكتوبر 2022

محمد العريان

كتب- مصطفى عيد:

قال المصري محمد العريان، الخبير الاقتصادي العالمي، إن التحديات التي يمر بها الاقتصاد العالمي ولدت من رحم الدول المتقدمة والدول السبع الكبرى.

وأضاف العريان، خلال كلمة مسجلة ووجهها للمؤتمر الاقتصادي الذي تعقده الحكومة المصرية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد، أن بعض التصرفات التي تعكس كيفية انعكاس السياسات الاقتصادية في هذه الدول على الاقتصاد العالمي منها انهيار فوضوي في أسعار صرف بعض هذه الدول، وانتقادات علنية من صندوق النقد الدولي لسياساتها، وتحذيرات وكالات التصنيف الائتماني، بالإضافة إلى سياسات حكومية معاكسة أدت إلى الإطاحة بوزراء ورؤساء وزراء.

وأشار العريان إلى تأخر الاحتياطي الفيدرالي في التفاعل مع ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة، بعد خطأ تصنيفه على أنه تضخم مؤقت، وهو ما أدى إلى تسارعه في رفع أسعار الفائدة بعد ذلك من أجل تدارك الموقف وهو ما يجعل البعض يتوقع وصول الاقتصاد الأمريكي إلى الكساد.

وذكر أن القلق يساور البعض بشأن تقويض ذلك الأمر لأداء عدد من الأسواق المالية حول العالم، كذلك يعاني بنك اليابان من مشكلات في عالم يسوده أسعار فائدة مرتفعة، وهو ما انطبق أيضا على البنك المركزي الأوروبي.

وأوضح أن بيت القصيد أننا نعاصر اقتصادا عالميا يكتنفه حاليا حالة من عدم اليقين، وهناك عدد من الأسباب التي أدت إلى ذلك منها فقدان العديد من الدول القدرة على النمو بسبب الخصائص المتغيرة للاقتصاد العالمي، والذي تحول من اقتصاد يفتقر إلى معدلات كافية من الطلب إلى اقتصاد يفتقر إلى معدلات كافية من العرض.

وقال إن النمو الاقتصادي يواجه تأثيرات معاكسة جديدة، كما تغيرت العولمة بسبب التأثيرات الجيوسياسية ورغبة الشركات في تفضيل المرونة على الكفاءة مما أدى إلى نوع جديد من العولمة، ويفسر ذلك التباطؤ الاقتصادي المتزامن للمناطق الثلاثة الرئيسية في العالم وهي الصين وأوروبا والولايات المتحدة، وبالتالي محركات النمو العالمي تتباطأ.

وأضاف أن من بين الأسباب أيضا التضخم المرتفع والمستمر وتحول ذلك التضخم من كونه نتيجة لصدمتي الطاقة والغذاء الناتجتين عن الأزمة الروسية الأوكرانية، إلى شيء أوسع نطاقا، ويقيس الاقتصاديون محركات التضخم بما يسمى التضخم الأساسي الذي يستبعد تقلبات أسعار بعض السلع صعودا وهبوطا.

وأشار إلى أنه بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا واليابان مازال التضخم يرتفع، وهي مشكلة تجبر البنوك المركزية على خيارات صعبة للغاية، وهو ما أدى إلى اختيار الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية اتخاذ موقف صارم ضد التضخم مما أسفر عن ارتفاع حاد في قيمة الدولار بنسبة تزيد عن 20% مقابل العملات العالمية الأخرى خلال هذا العام.

وأوضح أن ذلك يعني المزيد من حدة التضخم المستورد للبلدان الأخرى، والمزيد من الضغط على العملات الأجنبية واحتياطياتها.

وذكر العريان أن من بين الأسباب أيضا ما يتعلق بالأسواق المالية، حيث تكيف النظام مع بيئته وتميزت تلك البيئة طوال عقد بمعدلات فائدة منخفضة للغاية، وضخ هائل للسيولة من قبل البنوك المركزية، وتحمل خلال ذلك النظام المالي الكثير من الديون واكتسب المزيد من المديونيات لأنه افترض أن هذا النظام مستمر لفترة طويلة، ولكن التضخم غير كل ذلك.

ونتيجة لذلك يتعين على النظام المالي نفسه التكيف مع الواقع المتغير، وهي حقيقة تتغير بسرعة كبيرة تتمثل في رفع أسعار الفائدة والتي تعد الأعلى في الفيدرالي الأمريكي منذ عدة عقود، ومع ذلك تأتي ضغوط السيولة في كبرى الأسواق المالية في العالم، وأيضا ردود فعل السوق الهائلة على أي تقلبات مثلما حدث في المملكة المتحدة، ومع ذلك هناك مخاطر للوقوع في أزمة مالية، وفقا للعريان.

وقال العريان إن هذه البيئة صعبة للغاية بالنسبة للغالبية العظمى من دول العالم، "الحي المحيط يتحدى المنزل".

وأضاف أنها البيئة والواقع الذي يتطلب مرونة وعناية كبيرة واستجابة نشطة في التعامل مع تلك الأمور التي لا يمكن تصورها، وهي السمات التي يجب وضعها في الاعتبار أثناء الانتقال من الحي المحيط إلى المنزل (الاقتصاد المصري).

وأشار إلى أن الصورة الأخرى التي يعرضها خلال حديثه عبارة عن رحلة وعرة للغاية للوصول إلى وجهة أفضل، وتكمن وعورة هذه الرحلة في الصدمات التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي والتمويل العالمي، ولكنها إلى وجهة أفضل تتميز بنمو أكثر شمولا واستدامة من حيث المناخ والبيئة، ونظام مالي أكثر استقرارا.

وتابع: "نأمل أن يتسم العالم بتنسيق أفضل للسياسات المالية لمعالجة المشكلات المشتركة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان