سويفل من النمو السريع إلى الإقالات المثيرة للجدل.. ماذا حدث؟
كتب- علاء حجاج:
منذ أسابيع قليلة، كانت شركة سويفل لخدمات النقل الذكي حديث الساعة كواحدة من النماذج المميزة لشركات ناشئة قادرة على النمو بشكل سريع، خاصة وأن القيمة السوقية للشركة تجاوزت مليار دولار وتم طرحها في بورصة ناسداك الأمريكية.
وفي الأسبوع الأخير، باتت سويفل حديث الساعة ولكن هذه المرة تحمل انتقادات لاذعة للشركة، بعد قرارها بالتخلي عن 32% من موظفيها ما يمثل 400 موظف أملا في الوصول للربحية خلال عام 2023 بدلا من 2024.
بحسب القائمة التي حصل عليها مصراوي للموظفين المقالين في الموجة الأولى من الإقالة أو ما يطلق عليه في مجال الأعمال "lay off"، تم التخلي عن 276 موظفا من أسواق متنوعة مثل "الإمارات - مصر - كينيا - باكستان - الهند - الأرجنتين - البرازيل - السعودية".
وتركز أكثر الموظفين المقالين في الإمارات- التي يقع بها المقر الرئيسي للشركة، إلى جانب أسواق رئيسية لها مثل باكستان ومصر، وبلغ عدد المقالين من مكتب مصر 39 موظفا من أصل 500.
وتنوعت التخصصات للموظفين المقالين ما بين "عمليات - تحليل بيانات - تسويق - تجزئة - منتجات - مالية - إدارة موارد بشرية - مهندسين - نمو أعمال".
وبحسب أحد من الموظفين السابقين بالشركة، من المتوقع أن تكون هناك موجة ثانية للإقالة بعد 3 أشهر.
يقول الموظف السابق لمصراوي: "لم أكن من قائمة المقالين، ولكن كان لدي عرض جدي في الوقت الذي بدأت الموجة الأولى من الإقالة، ولذلك قررت أن يكون هذا هو الوقت المناسب للانتقال لمكان جديد".
وأضاف أن سويفل بعدما أقالت موظفيها تساعدهم الآن على إيجاد فرصة عمل جديدة بدعم من مديري الموارد البشرية بالشركة.
وأوضح أن القرار الخاص بالإقالة حتمي نتيجة قرار مجلس الإدارة بالوصول للربحية العام المقبل بدلا من 2024 مثلما كان مخططا له، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية العالمية الحالية، والتي دفعت إدارة الشركة لتعديل خططها أملا في الاستمرارية، والنمو من خلال تعجيل التدفقات النقدية الإيجابية.
وذكر أن كل الموظفين المقالين حصلوا على حقوقهم كاملة بعد الإقالة، حيث حصل جميع الموظفين المقالين على 4 أشهر من مرتباتهم، فضلا على اللاب توب الخاص بهم كهدية من الشركة.
ويرى الموظف السابق أن الأوضاع الاقتصادية الحالية مؤلمة وأجبرت الشركات على التخلي عن بعض موظفيها حفاظا على الاستمرارية، مشيرا إلى قيام العديد من الشركات بخطوة مماثلة.
من جانبه، قال تامر أحمد، خبير ريادة الأعمال، إن الأوضاع الاقتصادية دفعت شركة سويفل وغيرها من الشركات للقرار الصعب بالتخلي عن جزء من موظفيها، وذلك لأنه الحل الأسرع في توفير النفقات في الأزمات الاقتصادية.
وقال: "أنا شخصيا تعرضت لمثل هذا الموقف في عام 2001 عندما كنت أعمل بشركة عالمية بمجال الاتصالات وحصلت أزمة انهيار (دوت نت) في بورصة أمريكا".
ويرى أحمد أن شركة سويفل من الشركات التي تعتمد على التقنية بشكل عميق أو ما يطلق عليه "التكنولوجيا العميقة" وليست مجرد منصة لحجز السيارات مثلما يتخيل البعض، حيث لديها التكنولوجيا الخاصة بها التي تساعدها على تقديم خدماتها بكفاءة اعتمادا على تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي.
ويعتقد أن الأزمة الحالية التي تواجه سويفل عارضة بسبب الظروف الاقتصادية العالمية ولا يتعلق الأمر بانخفاض قيمتها السوقية في بورصة ناسداك، لأن أسواق المال بشكل عام تعاني حاليا بسبب رفع الفيدرالي الأمريكي للفائدة.
وأضاف تامر أحمد أن أغلب الشركات تنخفض أسهمها بعد عملية الطرح في البورصة قبل أن تعاود الارتفاع مرة أخرى، فضلا عن استثمار سويفل في الانتشار الأفقي بأسواق جديدة، حيث من المتوقع فور تنفيذ خططها في الانتشار أن تبدأ في جني الأرباح من جديد، ولذلك قرار الإقالة لا يتعلق بسعر السهم بالبورصة بقدر ما يتعلق بالظروف الاقتصادية العالمية وحاجة الشركة إلى الاستمرار في النمو.
ويقول أحمد، إن كثيرا من الشركات في الأزمات تلجأ إلى استبدال الموظفين بأنظمة تكنولوجية تقوم بالعمل نيابة عنهم، ولذلك فأن أي وظيفة تفتقر للإبداع فهي معرضة للاختفاء.
"عصر الوظائف الواحدة انتهي وسيضطر الإنسان لتعلم مهارات جديدة كل 4 سنوات على الأقل للحفاظ على عمله"، بحسب أحمد.
ويرى أنه خلال الفترة المقبلة سيشهد السوق حملات إقالة في مختلف الشركات سواء على المستوى العالمي أو الإقليمي أو المحلي نتيجة الأوضاع الاقتصادية العالمية والتي قد تكون الأسوأ منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
فيديو قد يعجبك: