ما أهم الحوافز والأدوات المالية التي تساهم في جذب مستثمرين جدد للبورصة؟

كتبت- أمنية عاصم:

في ظل سعى البورصة المصرية والهيئة العامة للرقابة المالية نحو تدشين مزيدًا من الآليات الجديدة وزيادة حجم الحوافز المقدمة للمستثمرين، يرى خبراء أسواق المال الذين تحدثوا مع "مصراوي" أن السعي نحو زيادة الطروحات الأولية بجانب تسهيل عمليات التداول وزيادة أعداد الشركات التي تتعامل بآلية البيع على المكشوف يعتبروا من أبرز العوامل التي تساهم في جذب مستثمرين جدد للبورصة.

أهمية الطروحات في جذب المستثمرين الجدد

يرى حسام الغايش، خبير أسواق المال، إن الطروحات الأولية تُعد من أهم الأدوات التي تساعد على جذب شرائح جديدة من المستثمرين، خاصة عندما تكون الطروحات قوية وذات قيمة مضافة للسوق.

وأكد "لمصراوي" أنه كلما زاد عدد الشركات المدرجة، كلما أصبح السوق أكثر تنوعًا وجاذبية لرؤوس الأموال المحلية والأجنبية.

تسهيل عمليات التداول يساهم في زيادة حجم السيولة

وتابع الغايش أنه إلى جانب الطروحات، يعتبر تسهيل عمليات التداول عاملاً رئيسيًا في جذب المستثمرين الحاليين وتحفيزهم على ضخ المزيد من السيولة في السوق، فالتطورات التي شهدتها البورصة المصرية في السنوات الأخيرة، مثل تقليل زمن تنفيذ العمليات، وزيادة كفاءة منصات التداول، وتسهيل عمليات البيع والشراء، ساهمت بشكل ملحوظ في تحسين تجربة المستثمرين.

وأوضح أنه من الأدوات المتاحة حاليًا والتي ساعدت على تحسين كفاءة التداول، آلية البيع والشراء في نفس الجلسة (T+0) ، بالإضافة إلى تسوية العمليات في اليوم التالي (T+1 ، مما يسهم في خلق بيئة أكثر مرونة وسهولة للمستثمرين.

زيادة أعداد الشركات التي تتعامل بآلية البيع على المكشوف

أوضحت آمال سليمان، خبيرة أسواق المال "لمصراوي"، أنه من بين الأدوات التي تطبقها بعض الأسواق العالمية وساهمت في جذب مستثمرين هى آلية البيع على المكشوف (Short Selling)، والتي بدأ تطبيقها في مصر بشكل محدود، حيث لا تزال مقتصرة على عدد قليل من الشركات لا تتجاوز 4 شركات سمسرة.

ويعد البيع على المكشوف هو آلية تتيح للمستثمرين بيع أسهم لا يملكونها فعليًا، على أساس توقع انخفاض سعرها في المستقبل، حيث يقوم المستثمر باقتراض السهم من طرف الأصلى، ثم يبيعه بالسعر الحالي، على أمل أن يشتريه لاحقًا بسعر أقل ويحقق ربحًا من فرق السعر، ثم يعاود رد الأسهم للطرف الأصلي (المساهم بالفعل في الشركة).

تأثير البيع على المكشوف في السوق

وأشارت آمال إلى أن البيع على المكشوف يساعد في زيادة السيولة وتوازن السوق، لأنه يوفر للمستثمرين أداة للاستفادة حتى في حالات الهبوط، مما يعزز من نشاط التداول ويقلل من حدة التقلبات الحادة في الأسعار.

ولفتت إلى أن هذه الآلية في الأسواق العالمية تعد جزءًا أساسيًا من استراتيجيات التحوط والاستثمار، حيث تمنح المستثمرين القدرة على التعامل مع جميع السيناريوهات السوقية.

التحديات التي تواجه البيع على المكشوف في مصر

وأكدت آمال على أنه بالرغم من إتاحة هذه الآلية في السوق المصري، إلا أنها لا تزال محدودة التطبيق، حيث يرجع ذلك إلى افتقار باقي الشركات إلى البنية التحتية المطلوبة لتفعيلها بكفاءة، بجانب أنه هناك حاجة لتعزيز مستوى الشفافية والحوكمة، نظرًا لأن البيع على المكشوف يتطلب قدرًا عاليًا من الإفصاح لتجنب التلاعب في السوق