اللون الأحمر يخيم على أسواق المال.. كيف تتأثر بورصة مصر برسوم ترامب؟

03:46 م الخميس 03 أبريل 2025

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- أمنية عاصم:

يرى خبراء أسواق المال الذين تحدثوا مع "مصراوى" أن فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية جديدة تتراوح بين 10% و50% أثر سلبًا على أسواق المال العالمية ليخيم اللون الأحمر على تلك المؤشرات خاصة الأوروبية والآسيوية.

وأنعكس هذا التأثير على البورصة المصرية التي تراجعت بأكثر من 1% خلال جلسة اليوم، تماشياً مع الانخفاضات التي شهدتها الأسواق العالمية.

وأغلق المؤشر الرئيسي للبورصة EGX30 بنسبة 0.66% ليستقر عند مستوى 31813 نقطة مقارنة بإغلاقات جلسة الأربعاء عند مستوى 32026 نقطة.

التأثيرات الاقتصادية والتجارية

قال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفني بشركة النعيم للاستثمارات المالية، إن البورصة المصرية شهدت هبوطًا حادًا بعد الإعلان عن القرار، ولكنها اقتربت من مناطق الدعم عند مستوى 31565 نقطة، مما قد يمهد لعودة الصعود إلى مستوى 32000 نقطة في حال تماسك السوق.

وأوضح أنه في حال استمرار الهبوط وكسر مستويات الدعم، فقد يشير ذلك إلى اتجاه هبوطي أوسع للسوق.

وأكد أنه بشكل عام، لا تزال الأسواق العالمية في حالة تفاعل مع القرار، وقد تحتاج إلى وقت لاستيعاب تداعياته قبل تحديد الاتجاه العام للأسواق المالية.

وأوضح النمر أن هذا النوع من السياسات الحمائية يؤدي إلى تباطؤ معدلات التجارة العالمية؛ مما قد يؤثر على حركة السفن في قناة السويس التي تعاني بالفعل من انخفاض في معدلات العبور.

وأضاف أن تبادل فرض الجمارك بين الدول قد يؤدي إلى إطالة فترة التعافي الاقتصادي العالمي.

واستكمل إبراهيم النمر أن هناك فرصة لمصر للاستفادة من هذا الوضع، خاصة أن القطاعات التي قد تستفيد تشمل قطاع المنسوجات، حيث إن الدول الرئيسية المصدرة لهذا القطاع إلى أمريكا مثل الصين، والهند، وفيتنام، وبنغلاديش والتي تواجه الآن جمارك أعلى بكثير من مصر، مما قد يمنح مصر ميزة تنافسية في السوق الأمريكي.

فرص اقتصادية واعدة لمصر

وأشار رئيس قسم التحليل الفني بشركة النعيم للاستثمارات المالية، أن أحد الجوانب الإيجابية لهذا القرار هو إمكانية جذب استثمارات جديدة في قطاع المنسوجات داخل مصر، خاصة من الشركات الأمريكية التي كانت تعتمد على التصنيع في الدول التي تعرضت لرسوم أعلى.

وإذا نجحت مصر في استقطاب هذه الاستثمارات، فقد يؤدي ذلك إلى انتعاش زراعة القطن محليًا لدعم قطاع الغزل والنسيج، مما يعزز من دور مصر في سوق الأقمشة والمنسوجات عالميًا.

وقالت نجلاء فراج، مدير التنفيذ لشركة ميجا انفستمنت لتداول الأوراق المالية، إن البورصة المصرية شهدت تراجعًا حادًا خلال جلسة اليوم، متأثرة بقرار الولايات المتحدة فرض ضرائب جمركية جديدة بنسبة 10%؛ مما أدى إلى انخفاض المؤشر الرئيسي بنحو 400 نقطة في منتصف الجلسة.

تأثير مباشر على الأسواق العالمية

وأشارت إلى أن التأثير لم يقتصر على البورصة المصرية فحسب، بل امتد ليشمل الأسواق العالمية، حيث ظهرت موجة من التراجع في مؤشرات الأسواق الأوروبية والآسيوية؛ مما يعكس حالة القلق العام بين المستثمرين.

وأكدت فراج أن القرار الأمريكي قد يؤثر بشكل غير مباشر على الاقتصاد المصري، سواء من خلال ارتفاع تكلفة الاستيراد للمواد الخام التي يتم الحصول عليها من الولايات المتحدة أو من خلال فرض رسوم جمركية على الصادرات المصرية، مما يزيد من أعباء المنتجين والمصدرين.

القطاعات الأكثر تأثرًا بالبورصة

وأوضحت فراج، أن معظم القطاعات في البورصة المصرية شهدت انخفاضات كبيرة، حيث سجلت أسهم مواد البناء، وخاصة شركات الأسمنت، تراجعًا ملحوظًا.

كما شهد قطاع الأغذية وقطاع المنسوجات انخفاضات واضحة، باستثناء سهم واحد فقط حافظ على تماسكه.

أما قطاع التجارة والتوزيع، فقد تأثر بدوره، خصوصًا في الشركات التي تعمل في مجال الأسمدة والمحاصيل الزراعية، حيث تراجعت أسهم شركات مثل "الدولية للأسمدة" و"الدولية للمحاصيل الزراعية" بشكل ملحوظ.

رد فعل المستثمرين والأسواق العالمية

ولفتت نجلاء فراج إلى أن القرار الأمريكي أدى إلى خلق موجة من البيع، حيث يسعى المستثمرون الأجانب إلى تقليل خسائرهم في الأسواق الخارجية، مما يدفعهم إلى بيع أصولهم الرابحة في الأسواق الناشئة مثل مصر، مؤكدة أن هذه الدائرة من التراجعات قد تستمر حتى تتضح الرؤية بشأن تأثير القرار أو حتى يتم تعديله.

وأوضحت أنه في ظل هذه الأوضاع، يترقب المستثمرون مسار السوق المحلي خلال الأيام المقبلة لمعرفة ما إذا كان سيتم امتصاص الصدمة أم ستستمر موجة التراجعات، خاصة في ظل اتجاه البورصات العالمية نحو اللون الأحمر.

وقال حسام الغايش، العضو المنتدب لإحدي شركات إدارة المحافظ والصناديق الاستثمارية، إن التأثير سيكون ملحوظًا على بعض الشركات ذات الحجم التصديري الكبير للولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف أن تأثير فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية جديدة بنسبة 10% لن يكون كبيرًا على الاقتصاد المصري، موضحًا أن إجمالي الصادرات المصرية إلى الولايات المتحدة خلال العام المالي 2023/2024 بلغ نحو 3.6 مليار دولار، ما يمثل حوالي 11% من إجمالي صادرات مصر.

وأوضح الغايش، أن أبرز القطاعات المصدّرة إلى الولايات المتحدة تشمل في مقام الأول قطاع الملابس الجاهزة والمنسوجات، حيث تصل الصادرات إلى 4.8 مليون دولار، ما يمثل حوالي 21% من إجمالي صادرات مصر في هذا القطاع، ثم يليه قطاع الذهب الذي يمثل نحو 6% من إجمالي الصادرات المصرية لأمريكا.

واستكمل أن قطاع الأسمدة الفوسفاتية -من أبرز القطاعات- والذي يشكّل حوالي 5.6% من الصادرات، ليأتي بعده قطاع الخضروات بنسبة 4.4% من إجمالي الصادرات المصرية إلى الولايات المتحدة.

وأشار الغايش إلى أن هذه الأرقام بإستثناء المنتجات البترولية، التي تُعد من أبرز الصادرات المصرية لأمريكا، وفقًا لبيانات البنك المركزي.

وأضاف أن التأثير المحتمل للرسوم الجمركية سيكون طفيفًا، وخاصة على قطاع الملابس الجاهزة والمنسوجات، حيث إن نسبة الصادرات الأمريكية من هذا القطاع تمثل نحو 21% فقط من إجمالي صادرات مصر.

وأكد الغايش أن الأسواق تترقب ردود أفعال الدول الأخرى، حيث يُتوقع أن تعلن بعض الدول، مثل الصين والاتحاد الأوروبي، عن إجراءات مضادة تشمل فرض رسوم جمركية على الواردات الأمريكية.