إعلان

انخفاض حاد في أسعار النفط بالأسواق العالمية.. كيف يؤثر على مصر؟

03:11 م الأربعاء 30 أبريل 2025

أسعار النفط

كتبت- دينا كرم:

شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا حادًا خلال شهر أبريل، حيث انخفض خام برنت بنسبة 15%، وخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 17%، في أكبر تراجع شهري منذ نوفمبر 2021، بحسب بيانات نشرتها وكالة "رويترز".

وجاء هذا الانخفاض عقب إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الثاني من أبريل فرض رسوم جمركية على جميع الواردات الأمريكية، وهو ما ردت عليه الصين بفرض رسوم مماثلة، لتشتعل حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وهما أيضًا من أكبر مستهلكي النفط.

ويطرح هذا التراجع تساؤلات حول انعكاساته على السوق المصري، خاصة وأن مصر تستورد جانبًا كبيرًا من احتياجاتها النفطية، فهل يشكل هذا الانخفاض فرصة لتقليل الفاتورة الاستيرادية، أم يهدد موارد الدولة من التصدير والاستثمار في قطاع الطاقة؟

تذبذب الأسعار نتيجة سياسات دولية

يرى المهندس حسام عرفات، رئيس شعبة المواد البترولية باتحاد الغرف التجارية سابقًا، أن الانخفاضات الحالية تعود في الأساس إلى تطورات جيوسياسية وسياسات اقتصادية دولية، أبرزها الحرب التجارية بين أمريكا والصين.

وأشار إلى أن هذا النوع من التراجع لحظي وغير دائم، حيث يتأثر بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لذلك فهو غير دائم أن تستمر الأسعار في الانخفاض.

وأوضح عرفات لـ"مصراوي"، أن تراجع أسعار النفط له شق سلبي يتعلق بتقليص العائد من الصادرات البترولية، إذ أن مصر تنتج جزءًا من الزيت الخام وتقوم إما بتصديره أو تحويله إلى مشتقات محلية، وبالتالي، فإن استمرار انخفاض الأسعار يقلل من القيمة التي تحصل عليها الدولة من هذه المنتجات.

في المقابل، أشار إلى أن وجود وفرة مالية قد يسمح لمصر بشراء النفط من الخارج بأسعار منخفضة، ما يخفف من العبء على الموازنة ويقلل من فاتورة الاستيراد.

وأكد أن تأثير أسعار النفط العالمية على السوق المحلي ليس وحده من يتحكم في أسعار المنتجات البترولية، حيث تتحكم عدة عوامل أخرى في تسعير المنتجات البترولية داخل مصر، أبرزها سعر صرف الدولار، والمصروفات المباشرة والغير مباشرة.

فرصة اقتصادية أم تهديد استثماري؟

واعتبر الدكتور حسن الخطيب، وزير الاستثمار، خلال حوار سابق لبرنامج "كلمة أخيرة" المذاع على فضائية ON، أن تراجع أسعار النفط قد يمثل "فرصة واعدة" للاقتصاد المصري، مؤكدًا أن الحكومة تتعامل بمرونة مع الظروف العالمية الراهنة وتسعى للحفاظ على مكتسبات الإصلاح الاقتصادي.

لكن على الجانب الآخر، يرى الخطيب أن تراجع الأسعار قد يؤثر سلبًا على حجم الاستثمارات في قطاع الطاقة، في ظل حالة من عدم اليقين تسود الأسواق العالمية.

مخاوف من تباطؤ الاستكشاف

قال وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، لـ"مصراوي"، إن تراجع أسعار النفط يمثل سلاحًا ذو حدين بالنسبة لمصر، حيث يحمل مكاسب على مستوى الاستيراد، لكنه يهدد في الوقت نفسه الاستثمارات الأجنبية في مجالات الاستكشاف والإنتاج.

وأوضح أن تكلفة إنتاج النفط في مصر تعد مرتفعة نسبيًا مقارنة بدول مثل السعودية، ما قد يدفع بعض الشركات الأجنبية إلى تقليص أنشطة التنقيب إذا استمرت الأسعار في التراجع.

وتابع أنه إذا استمرت الأسعار في التراجع، قد تتباطأ الشركات في تنفيذ خططها الاستكشافية أو توقفها مؤقتًا، خصوصًا بعد أن بدأت تستوفى مستحقاتها المالية من الحكومة، وقد ترى أن المخاطر تفوق المكاسب في حين انخفاض الأسعار.

وحذر النحاس من أن بعض الشركات قد تلجأ لتعويض خسائرها بتكثيف استخراج النفط من الآبار، مما قد يؤدي إلى استنزافها سريعًا، مثلما حدث في بعض الحالات خلال أزمة الحرب الروسية الأوكرانية.

ولكن يرى النحاس أن من بين الإيجابيات المحتملة لانخفاض الأسعار هو تقليل تكلفة الاستيراد، ما يخفف الضغط على الموازنة العامة.

لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الاعتماد المتزايد على الاستيراد قد يؤدي إلى زيادة الطلب على الدولار، وهو ما يحمل مخاطرة أيضًا في الضغط على الاحتياطي الدولاري.

اقرأ أيضًا:

الإمارات ترفع سعر البنزين لأول مرة في 2025

بسبب تأكل الطلب.. أسعار النفط تواصل الهبوط وتتجه لأدنى مستوى منذ نوفمبر 2021

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان