خبراء وقوى سياسية: حديث المرشد عن الخلافة الإسلامية ''مدعاة للفتنة''
كتب – محمد عمارة و محمد عبد الوهاب:
أثارت تصريحات الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، عن إقتراب الجماعة من تحقيق حلم الخلافة الإسلامية، ردود أفعال واسعة في المشهد السياسي المصري.
"الهوية الدينية والهوية الوطنية"
أوضح الدكتور محمد حامد – نائب رئيس حزب المصريين الاحرار –أن جماعة الاخوان المسلمين لا تهدف لخدمه مصالح الوطن وإنما تسعي لتحقيق مصالح للجماعة فقط.
وأضاف حامد تعليقاً علي تصريحات الدكتور محمد بديع " الاخوان في كل تصريحاتهم كلامهم مرتبط بفكره الخلافة ولا يوجد لديهم فكره إعلاء مصلحه الوطن، وذلك برز خلال تصريحات مهدي عاكف والتي أهان فيها المصريين من قبل" حسب تعبيره.
وأكمل قائلاً: " دائماً ما تسعي الجماعة لوضع الهوية الدينية في مواجهة مع الهوية الوطنية "، مؤكداً انه في حال وجود تعارض بين مصالح الوطن والجماعة "فسيكون خيار الإخوان هو مصلحة الجماعة."
وأبدى نائب رئيس حزب المصريين الأحرار، إعتراضه علي تصريحات المرشد، والتي أكد من خلالها ان البعض يسعي لعرقلة مسيرة الجماعة في تأسيس دولة الخلافه بعد الثورة، مؤكداً أن "موقف الجماعة من الثورة كان متخاذلا حتي مساء الجمعة 28 يناير" حسب قوله.
وأضاف " موقف الاخوان كان متردداً من الثورة، ولم يكن لهم أي تواجد في الأيام الأولي منها "، مؤكداً ان طبيعة الجماعة هي محاولة نسب الأعمال الناجحة لنفسها بالرغم من عدم المشاركة فيها.
ولفت حامد، أن أغلبية الإخوان في مجلس الشعب ستكشف للمصريين الوجه الحقيقي للجماعة، موضحا أن "الفترة المقبلة ستؤكد للجميع بأن الجماعة لا تهدف الا لتحقيق مصالح شخصيه فقط" بحسب حديثه.
''مدعاة للفتنة''
أعتبر الدكتور جمال زهران، أستاذ الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة قناة السويس، فى تعليقه على رسالة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والتى أكد فيها الأخير إقتراب الجماعة من تحقيق حلم الخلافة الإسلامية، أنها " مدعاة للفتنة وتمزيق للامة في موضوعات خلافية" حسب رأيه.
وأشار زهران فى اتصال هاتفية لـ"مصراوى"، أن حديث المرشد يُثير علامات إستفهام حول نمط نقل السلطة، معتبرًا أن هذه التصريحات تعنى التوريث، وتؤكد على أن فكرة الدولة الإسلامية ما تزال تراود أذهان الجماعة .
وأوضح البرلمانى السابق، أن مثل هذه الأفكار يتبعها منهج "الحل والعقد والشورى"، مُشيرًا إلى أن هذا هو إحياء لأفكار تجاوزها الزمن، مؤكدًا أن الجماعة لم تستطع أن تقنع الشعب بهذة الأفكار إلا بعد الحصول على الأغلبية البرلمانية، والتى جاءت عن طريق العملية الديمقراطية، مُضيفًا أن هذا يعنى " إنقضاض الجماعة على الديمقراطية" .
ولفت أستاذ العلوم السياسية، إلى أن حديث المرشد هو تكريس للفتنة السياسية، قائلاً: "الجماعة تريد أن تبعث برسائل تؤكد أنه ستنفرد بكل مقاليد الأمور فى مصر"، وأكمل " الجماعة تتجاهل حتمية الحوار مع باقى الكتل السياسية، وهو ما ينتج عنه أن فكرة الوصول لدستور توافقى بعيدة المنال ".
من جانبه، أكد الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، أن "فكرة الخلافة لم ترد فى القرآن أو السنة"، مُشيرًا إلى أن "كلمة الحكم التى وردت فى القرآن والسنة تعنى عند أغلب الأئمة الحكم القضائي وأحيانًا تعنى الحكمة" حسب تعبيره .
وأوضح السعيد، أن فكرة الخلافة اخترعها معاوية لتمديد بقاءه فى الحكم، فضلاً عن وضع أتباعه الأف الأحاديث الموضوعة والمغلوطة التى تدعم هذا الإتجاه، مضيفًا "الخلافة تعنى التوريث وتطبيقها مستحيل، لأنها فكرة خرافية" حسب قوله، معتبرًا أن من يقول ذلك " يُتاجر بدين الله" .
وكان الدكتور محمود غزلان، المتحدث بأسم الجماعة، قد أكد في وقت سابق ان ذكر الخلافة الراشدة في خطاب الجماعة، إنما يأتي في سياق الحلم البعيد لتأسيس وحدة اندماجية بعد قرن أو قرن ونصف من الزمان مع الدولة الإسلامية في إطار نظرة الجماعة الاستراتيجية.
وأشار غزلان إلي أن استراتيجية الجماعة تبدأ أولا بإعادة بناء مصر وتحقيق نهضتها وتقوية مكانتها الإقليمية والدولية ، مع التطلع في أثناء ذلك إلي لون من ألوان التعاون العربي الذي يفضي إلي وحدة شبيهة بالاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضا:
فيديو قد يعجبك: